عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2008, 10:27 AM   #116
bhkhalaf
الفريق الصحفي لتداول - عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 34,586

 
افتراضي

حب الخشوم

سليمان محمد المنديل

عادة تقبيل الأنف (الخشم) في الإمارات العربية، هي جزء من طقوس التحية، مكملة للمصافحة، وبديلة عن تقبيل الوجنات، أما في السعودية، فهي تتم في حالات خاصة، عندما يطلب شخص من آخر طلباً ما، فقد يبادر إلى حب الخشم، وبعده يطلب ما يريده.

وتلك الحركة تعبر عن احترام كبير، وكثيراً ما تحقق الهدف، بسبب رمزيتها العالية، وسأعود إلى هذه النقطة لاحقاً.

خلال الأشهر الماضية تصاعدت همومنا الاقتصادية، وتواترت أخبار اقتصادية، أقل ما يقال عنها إنها متضاربة، ويكون أحياناً مصدرها أحد المسؤولين، وفي أحيان أخرى، تكون بدون مصدر معروف، وهنا غيض من فيض الهموم الاقتصادية:-

1 - التضخم: عند بداية ارتفاع أسعار الأرز، طالب مسؤول حكومي، المستهلكين بتغيير عادات الأكل، موحياً بلوم مبطن للمستهلكين، بأنهم السبب، وعندما بدأت أسعار باقي المواد التموينية، وغير التموينية، بالارتفاع، بدأ الاعتراف، على استحياء، بوجود مشكلة تضخم، ولكنهم لاموا العالم الخارجي، وقالوا إن التضخم مستورد، وأخيراً اعترف الجميع بأن التضخم له أسباب خارجية، وأخرى داخلية، وإلى الآن لم تتبلور استراتيجية، أو خطة اقتصادية، لتخفيف آلام ذوي الدخول المتدنية.

2 - ربط الريال بالدولار: مشكلة التضخم أثارت موضوع ربط العملتين، واقتراح تعويم الريال، وكذلك اقتراح تنويع عملات بيع النفط. وقد اختلفت التبريرات لعدم فصل العملتين، وقدّم المسؤولون مبررين مختلفين، أحدهما هو: أن الدورة الاقتصادية ستعيد الدولار إلى سابق مجده (ولكن متى؟)، والمبرر الآخر هو أن جلّ استثمارات المملكة الخارجية هي بالدولار، ومن ثم ستؤدي عملية الفصل، إلى إعادة تقييم، وانخفاض كبير في قيمة تلك الاستثمارات. وبغض النظر عن المبررات، فالمواطن ما زال يتساءل عن قدرته الشرائية المتآكلة!

3 - أزمة الرهن العقاري الأمريكي: يكرر المصرفيون عدم تأثر القطاع المصرفي الخليجي، أو السعودي، بتلك الأزمة، ولكن بنك الخليج الدولي (وهو مملوك لدول الخليج الست)، أعلن عن مخصصات تتجاوز (750) مليون دولار، لمواجهة ديون مشكوك فيها، مرتبطة بتلك الأزمة. والسؤال الذي يطرح نفسه، كم من البنوك السعودية ستعترف، أم إنها ستستغل عدم ضرورة الإفصاح عن مكونات، وتفاصيل المخصصات، وسيدفنون ما لديهم من قروض، أو استثمارات، مرتبطة بتلك الأزمة، داخل مخصصات الديون المشكوك في تحصيلها، دون الإعلان عنها؟!

4 - مشروع الرهن العقاري السعودي: من الواضح أن أزمة العقار الحالية، والتي تشمل المملكة كلها، وتهدد مستقبل كثير من شبابنا الراغب في إكمال دينه، هي نتاج للتثاقل الذي حدث، ويحدث، منذ بدء الحديث عن المشروع، وهو مازال حبيس الأدراج، بسبب معارضات، لا تكترث لحاجة المجتمع.

وأتساءل، ماذا لو أقدمنا على خطوة حب خشوم من يعارضون ذلك المشروع (على الطريقة السعودية)، فهل سيكون ذلك كافياً لحلحلة الموضوع؟ أشك في ذلك!

وتستمر أزمة تمويل المساكن.
bhkhalaf غير متواجد حالياً