عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-2013, 11:01 PM   #1000
شرواك
فريق المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 20,000

 
افتراضي

1975 أفضل عام لمؤشر فاينانشيال تايمز

من يتجاهل دروس التاريخ يكون مسؤولا عما يصيبه

يعتمد بعض المستثمرين على الاتجاهات العامة التاريخية للرؤى حول المستقبل. ويرى آخرون أن التاريخ هو أداة عديمة القيمة من حيث التنبؤ. وكل طرف يتمسك بوجهة نظره في الجدال.
والنقاش يسخن، ولا سيما الآن. وقد قمت بتذكير القراء في الأسبوع الماضي بأن سوق الأسهم لدينا تراجعت في الفترة الأخيرة بأكثر من 8 في المائة في 13 يوماً متتالياً من التداولات. ويشير التاريخ إلى أن انخفاضات بهذه الضخامة ترتبط مع الأسواق الهابطة لبريطانيا بما نسبته 80 في المائة من الحالات. وترتبط الأسواق الهابطة بتراجعات مقدارها 20 في المائة على الأقل.
وعلى الرغم من حقيقة أن هذا الاتجاه العام موجود منذ ثلاثة عقود، إلا أن المقال أخفق في إقناع بعض القراء. فهم يعتقدون أن الآفاق بالنسبة لبقية عام 2013 هي في يد الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى. ومن وجهة نظرهم، ليس للاتجاهات العامة التاريخية أية أهمية أو دلالة فيما يتعلق بالتنبؤ.
وربما كانوا على حق، لكن موقفهم هذا يتجاهل حقيقة أن أسواق الأسهم في كثير من الأحيان تتوقع وتحتسب مسبقاً الأحداث الاقتصادية المستقبلية. وربما كان انخفاض الأسعار في الأيام الـ 13 علامة على توقعات المستثمرين والاستجابة المرجحة من الاحتياطي الفيدرالي.
وتكون السيطرة التامة للعواطف عندما يتعلق الأمر بالثقة في الاتجاهات التاريخية. وسيواصل المؤيدون استخدام الاتجاهات العامة السابقة للاسترشاد بها في قراراتهم الاستثمارية. وسوف يتجاهل الرافضون لها اتجاهات الأداء السابقة، بسبب اعتقادهم بأنها ليست لها قيمة تنبؤية تذكر.
وأعتقد أن الاتجاهات التاريخية هي أدلة للاسترشاد، وليست ضمانات، ومن يتجاهل الماضي يقدر له أن يعيده. وللقراء الذين يشاركوننا هذا الرأي، بعض التطورات الأخيرة تلمح بمتاعب محتملة في المستقبل.
فاعتباراً من يوم الإثنين الماضي، انخفض مؤشر فاينانشيال تايمز 100 لمدة أربعة أيام متتالية بما مجموعه 5.4 في المائة. وخلال السنوات الـ 15 الماضية كانت هناك 39 حالة هبوط كبير لمدة أربعة أيام. وكما هي العادة، قمت بإحصاء ومقارنة سلسلة من انخفاضات كبيرة متتالية باعتبارها حلقة واحدة.
واستمرت السوق الهابطة ثلاثة أرباع المدة. فيما وقعت بقية هذه الانخفاضات الكبيرة خلال فترة الأسواق الصاعدة، لكن حدث معظمها وسط موجة انخفاض مؤلفة من خانتين. ويلمح هذا الاتجاه العام إلى مزيد من الانخفاضات في الطريق.
وإليكم هذا الاتجاه العام الآخر الذي يبعث بي إلى الوجهة نفسها. فقد كان الانخفاض بين ذروة سوق الأسهم في يوم 22 أيار (مايو) والنقطة المنخفضة ليوم الإثنين الماضي 11.6 في المائة. ومنذ 2000، كانت هناك 14 عملية أخرى من عمليات البيع المكثف على الأمد القصير عندما تراجع مؤشر فينانشيال تايمز 100 بهذا القدر أو أكثر. ولا بد من التأني مع ارتباطات من هذا النوع، وربما يعتبر شخص ما أن هناك انخفاضاً بنسبة 12 في المائة، في حين يرى آخر الاتجاه العام نفسه كما لو كان انخفاضين بقيمة 8 في المائة يتبعهما اندفاع إلى الأعلى بنسبة 4 في المائة. وحاولت أن أكون متسقاً وموضوعياً.
وهناك 12 حالة انخفاض من أصل 14 حالة وقعت أثناء الأسواق الهابطة، لكن تراجعات الأسواق الصاعدة انتهت بعد انخفاض الأسعار بأكثر من 15 في المائة.
وبالعودة إلى سنة 1928 نجد أن الأسعار ارتفعت بقوة لست سنوات من آذار (مارس) إلى أيار (مايو)، ثم انخفضت بشكل حاد بنسبة 5 في المائة على الأقل في حزيران (يونيو). وأربع من الحالات الست وقعت خلال الأسواق الهابطة، وهذا العام هو السابع في السلسلة. وهاتان الحالتان الاستثنائيتان تستحقان أن نفكر فيهما.
وأفضل عام في قرن بالنسبة للمستثمرين في بريطانيا كان عام 1975، حين ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز لجميع الأسهم بنسبة 136 في المائة في الوقت الذي شهدنا فيه الانتعاش من سوق هابطة شديدة الألم. وحتى مع ذلك، فإن الكسب من الارتفاع الحاد من آذار (مارس) إلى أيار (مايو) مع انعكاس حاد في حزيران (يونيو) تبعه مزيد من الانخفاض بنسبة 5 في المائة في الأسابيع القليلة التالية.
وحدث سيناريو مشابه في 1992، حين هبطت الأسهم بنسبة أخرى بلغت 11 في المائة في الأسابيع الثمانية بعد ارتفاع ربيعي قوي وانخفاض حاد في حزيران (يونيو).
والاتجاهات العامة التي من هذا القبيل تشير إلى احتمالات قوية بأن الأداء الضعيف الحالي سيستمر لبعض الوقت. فهل يمكن أن تكون ظروف السوق استثناء من القاعدة؟ نعم بطبيعة الحال. فهناك دائماً احتمال أن يؤخذ المستثمرون على حين غرة بفعل الأخبار الإيجابية التي تتسبب في ارتفاع حاد. لكن قدرة سوق الأسهم على تنبؤ واحتساب الأحداث مسبقاً تشير إلى أنه ليس من المرجح حدوث مثل هذه المفاجأة. وبغض النظر عن الاتجاه العام الكامن، فإن ارتفاع معدل التقلب في الفترة الأخيرة يزيد من مخاطر خسارة بعض المستثمرين للمال.
والفجوة بين الارتفاعات والانخفاضات اليومية لمؤشر فاينانشيال تايمز 100، تجاوزت 1 في المائة في ثلاثة أرباع جميع أيام التداول الأخيرة. وحتى نضع هذه الصورة ضمن المنظور المناسب، كانت هناك تقلبات كبيرة في التداول اليومي ثلثها وقع في الأشهر الخمسة الأولى من 2013.
لكن بعض المستثمرين المهرة سيصمدون في وجه العاصفة. وبعض الشركات لديها قصص جيدة لترويها. ومن المرجح أن تحافظ على قيمة أسهمها على الرغم من ظروف السوق الضعيفة. كذلك نادراً ما تتحرك الأسهم بشكل ثابت في اتجاه واحد. وهناك ارتفاعات دورية حتى عندما يكون الاتجاه العام آخذا في الانخفاض.
شرواك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس