عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2009, 04:50 PM   #25
زيــنــه
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 5,130

 
افتراضي

تبعات الأزمة العالمية على البنوك السعودية أثرت بشكل كبير على نتائجها المالية المعلنة

المؤشر العام يتجه في مسار عرضي واحتمالية صعوده غير مؤكدة

ضرورة إنشاء جمعية للبتروكيماويات السعودية لتنسيق الجهود أمام دعاوى الإغراق


د- خالد المانع

واصلت البورصات الدولية انخفاضاتها السابقة نتيجة لاعتبارات جديدة حول مستقبل الاقتصاد العالمي.الأمر الذي قاد الى المزيد من التقهقر الحاد في أسعار النفط دون مستويات الـ 60 دولارا للبرميل... داخليا حيث بدأت عملية إعلان النتائج النصفية لشركات سوق الأسهم.كان أبرزها إعلانات توزيعات أرباح لبنكين يعدان من اكبر البنوك في القطاع.

من جهة أخرى تأثرت قراءة نتائج أرباح هذا الربع المتفائلة بالنسبة لقطاع البتروكيماويات بمخاوف دعاوى الإغراق والحمائية الواردة من الصين والهند التي تؤثر في نتائج النصف الثاني.وغيرها ووقفت هذه العوامل بقوة في وجه المؤشر العام حتى تراجعت به ليغلق أسبوعه الماضي منخفضا بنسبة 3.3 بالمائة.



توزيعات البنوك

نحاول في البداية قراءة دلالات توزيعات بنكي الرياض وسامبا المعلن عنهما الأسبوع الماضي. حيث وزع بنك الرياض أرباحا نصفية عن العام الجاري 2009 بواقع 60 هللة للسهم الواحد بنسبة انخفاض تبلغ 14 بالمائة عن الأرباح النصفية الموزعة عن نفس الفترة العام الماضي ( 70 هللة للسهم).

ومع تراجع سعر سهم البنك من 35 ريالا نفس الفترة ,العام الماضي إلى حوالي 24 ريالا حسب إغلاق يوم الأربعاء الماضي, بنسبة 31 بالمائة, فان مكرر الربح المعدل المعتمد على توزيعات الأرباح يتحسن من 30 الى 20 مكررا ويعتبر ذلك جيدا مقارنة بالمتوسط التقديري البالغ 20 مكررا للبنوك الأخرى الكبرى (الراجحي و سامبا) ونشير هنا الى أن أرباح البنك سجلت تراجعا حادا في الربع الأول من العام الجاري بنسبة 36 بالمائة.

أما بالنسبة لبنك سامبا فقد قرر توزيع أرباح عن النصف الأول من العام 2009م بواقع 90 هللة للسهم الواحد وهذه التوزيعات تعادل نفس الأرباح الموزعة عن النصف الأول من العام الماضي 2008 وبنفس الطريقة فان تراجع سعر سهم البنك من 80 ريالا - النصف الأول من العام الماضي - الى 40 ريالا حاليا بنسبة 50 بالمائة تقريبا يجعل مكرر الربح المعدل المعتمد على التوزيعات يتحسن من 48 الى 24 مكررا.

ليحقق نموا في الأرباح خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 6 بالمائة. وعادة تكون أرباح الربع الأول للبنك مؤشرا عن نتائج بقية الأرباع الثلاثة.

ويلاحظ من خلال مؤشر التوزيعات أن المخاوف من تبعات الأزمة المالية العالمية أثرت على الواقع السعري لسهمي البنكين بشكل اكبر من واقع النتائج المالية المعلن عنها.

مايعكس حالة من القلق الجدي داخل أروقة الصناعة البنكية فإذا ما استطاعت البنوك تجاوز هذا العام دون حدوث مفاجآت ائتمانية جديدة على غرار الزيادة المفاجئة في حجم مخصصات الائتمان لبنك الرياض التي كشفتها نتائج الربع الأول فان ذلك يعد مؤشرا جيدا للاستقرار ويبدو أن سياسة تعظيم ربح المستثمرين عن طريق المحافظة على توزيعات معقولة يهدف الى إضفاء نوع من المحفزات على الاستثمار وهذه الفترة يحتاج فيها المستثمرون الى سيولة ناهيك عن استبعاد فرضيات وجود خطط للتوسع في القطاع أمام واقع البنوك المتحفظ في الإقراض حاليا.



الإغراق وجمعية للبتروكيماويات

ظهرت دعاوى إغراق من قبل الصين والهند على منتجات البتروكيماويات السعودية.الأمر الذي أدى بها الى تطبيق تدابير تعويضية وإجراءات تطبيقية لمكافحة الإغراق على بعض المنتجات. الواضح إن إجراءات الحمائية الجديدة تظهر نتيجة للأزمة المالية العالمية في تهديد صريح لمستقبل العولمة والحقيقة انه لم يكشف عن مدى تعرض أو تأثر الشركات السعودية ماليا جراء هذه الإجراءات الجديدة لكن من المهم الإشارة الى ضرورة الاستفادة من هذا الدرس لتبني سياسات تنوع في مبيعات المنتجات البتروكيماوية السعودية على عدة أقاليم ودول وعدم التركيز على سوق واحد حتى لو كانت الأرباح فيه أعلى على المستوى القصير أخذا في الاعتبار فوائد قوانين منظمة التجارة العالمية في هذا الخصوص التي تحمي إنتاج شركات أي دولة من دعاوى الإغراق إذا كان إنتاجها لا يتجاوز 3 في المائة من حجم سوق الدولة المستوردة وربما أظهرت هذه التطورات ضرورة إنشاء جمعية خاصة بالبتروكيماويات السعودية يتم من خلالها توحيد الجهود وتنسيق السياسات وسبق أن اشرنا في مقالات سابقة أن السعودية لديها ميزة تنافسية في هذا المجال الواعد عالميا وإنها ستعزز من فرص حضورها في هذه الصناعة مع اشتداد الأزمة المالية العالمية نظرا لما تتمتع به من مزايا تنافسية.وهذه الجمعية تأتي كضرورة لأهمية صادرات البتر وكيماويات بالنسبة للدخل القومي والتي تعد ثاني اكبر مصدر دخل خارجي بعد النفط,ويعزز أهمية هذه الجمعية إن الإجراءات الحمائية في اعتقادي تعتبر العامل الأخطر على مستقبل الصناعة السعودية والمحافظة على ميزاتها التنافسية.

من جهة أخرى فان السلع المغشوشة التي تعج بها أسواقنا المحلية من الصين لا يجب أن تؤخذ كورقة تفاوضية تستخدم لصالح هذه القضية - كما طالب البعض الذي نقدر له دوره الفاعل - بل يجب أن يوقف استيرادها تماما لأسباب جوهرية أخرى فهامش ربحها العالي الذي يحققه التجار هو الذي عزز وجودها في السوق فجعل المستهلك السعودي مجبرا على اقتناء سلع رديئة الجودة بسعر عال جدا,فقط لأن التاجر الذي كوّن مزايا شبه احتكارية ذاتيا يحقق هامشا ربحيا عاليا مقارنة بجلب منتجات أصلية النوع, ولعل ابلغ مثال على ذلك هو منتج الوصلات الكهربائية الخطير على حياة الناس والذي تكاد لا تجد نوعا أصليا منه في السوق على الإطلاق.


الأسواق العالمية والنفط

وفي ظل ظهور بيانات تشير الى استمرار تباطؤ الاقتصاد العالمي فان مخاوف التوقيت الصحيح للتعافي مازال يلقي بثقله السلبي على الأسواق والبورصات العالمية وقد كشف صندوق النقد الدولي أنه من المرجح انكماش الاقتصاد العالمي 1.4 في المائة هذا العام بزيادة طفيفة عن توقعاته في شهر ابريل وكانت بيانات المخزونات الأمريكية التي ظهرت يوم الأربعاء الماضي كشفت عن زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات المشتقات الوسيطة بلغت 3.7 مليون برميل لتصل الى أعلى مستوى لها في 25 عاما تقريبا كما ارتفعت مخزونات البنزين الى 1.9 مليون برميل مقارنة مع توقعات بارتفاع قدره 600 ألف برميل وهو الأمر الذي قاد الى مزيد من التراجعات في سعر النفط دون مستويات الستين دولارا للبرميل . والنفط الآن أمامه سعر 58.16 دولار للبرميل اعتقد أننا نتوجه الى 58.16 دولار للبرميل ثم سعر 53.45 دولار. لكن السعر الثاني ليس بالضرورة أن يتحقق خلال هذا الأسبوع.


المؤشر العام


كما أرى أن العوامل الاقتصادية غير الايجابية خصوصا على مستوى الاقتصاد العالمي تجعل المؤشر يتجه في مسار عرضي اقرب الى الهبوط منه الى الصعود اما النقاط المحتملة فتقع حاليا عند 5347 تليها 5100 نقطة وتبقى احتمالية غير مؤكدة - في حال ظهور أنباء ايجابية – لتحقيق بعض الصعود والعودة الى 5650 نقطة. هذا مع افتراض جميع العوامل الأخرى ثابتة وتمنياتي لكم بأسبوع موفق.
زيــنــه غير متواجد حالياً