عقود النفط تواصل التراجع مقتربة من مستوى 106 دولار مع تبدد المخاوف بشأن نقص الإمدادات السعودية
أرقام 02/03/2012
واصلت عقود النفط تراجعها في تعاملات اليوم بعد قفزتها السعرية يوم أمس التي دفعتها للتأرجح في مدى سعري بنسبة 4.8% بعد نشر تقرير ايراني أشار إلى نشوب حريق في أحد خطوط الأنابيب في المنطقة الشرقية بالسعودية، حيث تعد المملكة أكبر مصدر للخام في العالم.
وكانت عقود خام برنت قد قفزت في وقت متأخر من مساء أمس الخميس إلى مستوى 128.40 دولار الذي يعد الأعلى لها منذ يوليو/تموز عام 2008، بعد سيل التغريدات على موقع تويتر الذي أشار إلى تقرير لقناة اخبارية ايرانية مملوكة للدولة عن حدوث انفجار أصاب خط أنابيب في شرق المملكة العربية السعودية بالقرب من مصفاة رأس تنورة، وهو ما نفته وزارة الداخلية لاحقا.
وكانت أسعار الخام قد ارتفعت 16% هذا العام بالتزامن مع اشتداد حدة التوتر بين ايران والإتحاد الأوروبي الذي قرر فرض عقوبات ضد ايران يبدأ سريانها من أول يوليو/تموز، حيث نوهت وكالة الطاقة الدولية في تقرير صدر لها في العاشر من فبراير/شباط الماضي إلى ان هذا الأمر سيؤثر على الإمدادات اليومية بحوالي من 600 ألف إلى مليون برميل يوميا.
وقد أشارت الوكالة إلى أن "أوبك" لديها طاقة انتاج فائضة تصل إلى 2.82 مليون برميل يوميا، منها 72% في المملكة العربية السعودية، في حين لا تشمل الأرقام العراق، فنزويلا، وكذلك نيجيريا.
وكانت عقود خام برنت قد تحركت يوم أمس بين 128.40 دولار صعودا إلى 122.49 دولار هبوطا بمعدل تذبذب ناهز 4.8%، بالمقارنة مع تحركها اليوم بين 126.16 إلى 123.12 دولار.
يأتي هذا بينما تراجعت عقود خام غرب تكساس الخفيف المتداولة في بورصة نيويورك بحوالي 2.4% مقتربة من مستوى 106 دولار عند 106.21 دولار في حوالي الساعة الثامنة وثمانية وعشرين دقيقة مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
ويرى بعض المحللين ان الأسواق صارت عصبية وعنيفة في ردة فعلها تجاه أي "شاردة أو واردة"، وأن هبوطها دون مستوى 125 دولار اليوم هو دليل على ذلك.
ويعد التخوف من نقص امدادات المملكة العربية السعودية مثار قلق بالغ للأسواق، وهو ما حدث سابقا في الرابع والعشرين من فبراير/شباط عام 2006 عندما ارتفع خام برنت 2.33 دولار أو 3.9% إلى مستوى 62.87 دولار للبرميل بعد أن قامت السلطات بصد هجومين انتحاريين –نسبتهما القاعدة إلى نفسها- على مصفاة في ابقيق شرقي المملكة، والتي تقوم بمعالجة حوالي ستة ملايين برميل من الخام يوميا.
يشار إلى ان حريقا شب في المنطقة الصناعية بمدينة صفوى التابعة لمحافظة القطيف قرب رأس تنورة حيث يوجد أكبر مصافي النفط السعودية، وذلك وفقا لمصادر أخبرت "بلومبرج" لم تفصح عن هويتها، لكنها أكدت ان الحريق لم يضر المصفاة أو أى خط أنابيب في المنطقة.
وقد نوه اللواء منصور التركي المتحدث بإسم وزارة الداخلية السعودية في حديث هاتفي أنه لم يكن هناك أى تضرر أو تخريب لمنشآت نفطية بالقطيف، عقب نشر التقرير الإيراني.
وكان بنك "باركليز" قد نشر تقريرا يوم أمس يفيد بإمكانية صعود أسعار خام برنت إلى مستوى 150 دولار في المتوسط خلال الربع الثالث أو الرابع اذا استمر التوتر في العلاقات الدولية مع ايران.
هذا وقد ساهم استمرار تراجع اليورو أمام الدولار في الضغط على أسعار النفط، حيث هبط اليورو إلى مستوى 1.3193 أمام الدولار في حوالي الساعة الثامنة وعشرين دقيقة مساءً بتوقيت مكة المكرمة، بعد ان تراجع إلى أدنى مستوياته منذ الحادي والعشرين من فبراير/شباط عند 1.3186 في وقت سابق.