منتديات تداول - عرض مشاركة واحدة - الأخبار الإقتصادية ليوم الأثنين16 / 10 / 1430 هـ

يد النجر · 05-10-2009, 06:22 AM

د. عبد الوهاب القحطاني

الجودة الإنتاجية في المشاريع الحكومية

د. عبد الوهاب القحطاني

الجودة الإنتاجية أساس في المنافسة العالمية، خاصة بعدما انضمت المملكة لمنظمة التجارة العالمية وأصبحت عضواً في11 ديسمبر 2005م. ومن الطبيعي أن تكون هناك علاقة قوية بين جودة المشاريع وإنتاجيتها سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص. سأخصص هذه المقالة عن الجودة والإنتاجية في المشاريع الحكومية التي تعد الداعم الأكبر للاقتصاد الوطني لأننا نعتمد على إيرادات البترول في تمويل هذه المشاريع. مشاريع الدولة كثيرة ومنها البنية التحتية للطرق والمواصلات في المملكة التي تربط مدنها وقراها بشبكة متكاملة من الطرق السريعة ذات الأهمية للاقتصاد الوطني.
ومن السخرية أنه ما أن يستكمل إنشاء طريق سريع من سفلتة وأرصفة وإنارة إلا وتبدأ شبكة الجهات المسئولية عن مشاريع الماء أو الكهرباء أو الاتصالات حفر الطريق للتمديدات الخاصة بها، بل تقوم الجهة التي يعود لها تنفيذ المشروع بالحفر من جديد لمشروع آخر كأن ينشأ كبري على هذا الطريق بعد فترة وجيزة كما سيحدث قريباً على طريق الملك عبد الله في الخبر الذي لم يمر على الانتهاء من انجازه أكثر من ثلاث سنوات.
بعض الطرق السريعة وطرق الخدمة، بل معظمها، نراها في وضع سيء بعد الانتهاء من سفلتتها لأن العمل والمواد ليست على جودة عالية. ويعتبر نفق الدمام مثالاً واضحاً على ما أتحدث عنه، حيث تداعى النفق بعد فترة قصيرة من افتتاحه وأصبح مصدر خطر على حياة مستخدميه. فلسفياً لدينا جهة حكومية تهتم بالجودة وهي هيئة المواصفات والمقاييس السعودية التي نأمل منها المساهمة في رفع مستوى الجودة في المشاريع الحكومية، بل والمشاريع الخاصة لأن الجودة ذات علاقة مباشرة وقوية بالإنتاجية الكلية للمملكة، أي أن القطاعين الحكومي والخاص كل منهما مكمل للآخر إلا إذا كان كل قطاع يستخدم مقولة «نفسي فقط» أو مقولة الأنانية «ما علي منهم». أما عملياً فالجودة في واد والمشاريع الحكومية في واد آخر، إما لعدم التنسيق أو لوجود فساد إداري ومالي أدى إلى تضخم تكلفة المشاريع وتدنيها من حيث الجودة. وهناك جوانب مهمة تساهم في تدني جودة المشاريع الحكومية منها عدم توافر المعايير الرقابية الصارمة ومحاولة تقليل تكاليف المشاريع على حساب الجودة والفساد المالي والإداري وضعف ثقافة الجودة لدى المسئولين عن تنفيذ المشاريع وتغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة وضعف المواطنة والقيم الدينية لدى التنفيذيين والموظفين. المدخلات المادية العالية الجودة تساهم في مخرجات عالية الجودة، لذلك نقدم المشورة للقائمين على المشاريع الحكومية بعدم ضغط التكاليف على حساب الجودة لأن الأخيرة هدف استراتيجي للمشاريع الحكومية، وهذا لا يعني التبذير بالمال العام وإنما ترشيده من خلال الجودة التي تزيد في حياة المشاريع لفترة زمنية طويلة، بحيث لا تحتاج لصيانة فورية في فترة زمنية قصيرة كما هو الحال في مشاريع الطرق وغيرها من المشاريع الحكومية بسبب تردي الجودة.
الإنفاق على المشاريع الحكومية يجب أن يكون منطلقاً من الجودة العالية لتستمر فائدتها لمدة طويلة ما يبرر تكلفتها. الجودة العالية شاملة في المواد والأجهزة والمعدات والمهارات والقدرات ما يعني أهمية النظر للتكلفة على المدى البعيد ما يزيد كفاءة المشاريع. ويجب ربط جائزة الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ للجودة بمعايير واضحة في شركات القطاعات الصناعية والخدمية والتجارية، لترسيخ ثقافة الجودة، ونبعد عن المجاملات في تقييم جودة المشاريع، فكم من شركة فاجأتنا بحصولها على شهادة ISO للجودة.

05-10-2009, 06:22 AM	#22
يد النجر فريق المتابعة اليومية - عضو مميز تاريخ التسجيل: Jan 2006 المشاركات: 15,043	د. عبد الوهاب القحطاني الجودة الإنتاجية في المشاريع الحكومية د. عبد الوهاب القحطاني الجودة الإنتاجية أساس في المنافسة العالمية، خاصة بعدما انضمت المملكة لمنظمة التجارة العالمية وأصبحت عضواً في11 ديسمبر 2005م. ومن الطبيعي أن تكون هناك علاقة قوية بين جودة المشاريع وإنتاجيتها سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص. سأخصص هذه المقالة عن الجودة والإنتاجية في المشاريع الحكومية التي تعد الداعم الأكبر للاقتصاد الوطني لأننا نعتمد على إيرادات البترول في تمويل هذه المشاريع. مشاريع الدولة كثيرة ومنها البنية التحتية للطرق والمواصلات في المملكة التي تربط مدنها وقراها بشبكة متكاملة من الطرق السريعة ذات الأهمية للاقتصاد الوطني. ومن السخرية أنه ما أن يستكمل إنشاء طريق سريع من سفلتة وأرصفة وإنارة إلا وتبدأ شبكة الجهات المسئولية عن مشاريع الماء أو الكهرباء أو الاتصالات حفر الطريق للتمديدات الخاصة بها، بل تقوم الجهة التي يعود لها تنفيذ المشروع بالحفر من جديد لمشروع آخر كأن ينشأ كبري على هذا الطريق بعد فترة وجيزة كما سيحدث قريباً على طريق الملك عبد الله في الخبر الذي لم يمر على الانتهاء من انجازه أكثر من ثلاث سنوات. بعض الطرق السريعة وطرق الخدمة، بل معظمها، نراها في وضع سيء بعد الانتهاء من سفلتتها لأن العمل والمواد ليست على جودة عالية. ويعتبر نفق الدمام مثالاً واضحاً على ما أتحدث عنه، حيث تداعى النفق بعد فترة قصيرة من افتتاحه وأصبح مصدر خطر على حياة مستخدميه. فلسفياً لدينا جهة حكومية تهتم بالجودة وهي هيئة المواصفات والمقاييس السعودية التي نأمل منها المساهمة في رفع مستوى الجودة في المشاريع الحكومية، بل والمشاريع الخاصة لأن الجودة ذات علاقة مباشرة وقوية بالإنتاجية الكلية للمملكة، أي أن القطاعين الحكومي والخاص كل منهما مكمل للآخر إلا إذا كان كل قطاع يستخدم مقولة «نفسي فقط» أو مقولة الأنانية «ما علي منهم». أما عملياً فالجودة في واد والمشاريع الحكومية في واد آخر، إما لعدم التنسيق أو لوجود فساد إداري ومالي أدى إلى تضخم تكلفة المشاريع وتدنيها من حيث الجودة. وهناك جوانب مهمة تساهم في تدني جودة المشاريع الحكومية منها عدم توافر المعايير الرقابية الصارمة ومحاولة تقليل تكاليف المشاريع على حساب الجودة والفساد المالي والإداري وضعف ثقافة الجودة لدى المسئولين عن تنفيذ المشاريع وتغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة وضعف المواطنة والقيم الدينية لدى التنفيذيين والموظفين. المدخلات المادية العالية الجودة تساهم في مخرجات عالية الجودة، لذلك نقدم المشورة للقائمين على المشاريع الحكومية بعدم ضغط التكاليف على حساب الجودة لأن الأخيرة هدف استراتيجي للمشاريع الحكومية، وهذا لا يعني التبذير بالمال العام وإنما ترشيده من خلال الجودة التي تزيد في حياة المشاريع لفترة زمنية طويلة، بحيث لا تحتاج لصيانة فورية في فترة زمنية قصيرة كما هو الحال في مشاريع الطرق وغيرها من المشاريع الحكومية بسبب تردي الجودة. الإنفاق على المشاريع الحكومية يجب أن يكون منطلقاً من الجودة العالية لتستمر فائدتها لمدة طويلة ما يبرر تكلفتها. الجودة العالية شاملة في المواد والأجهزة والمعدات والمهارات والقدرات ما يعني أهمية النظر للتكلفة على المدى البعيد ما يزيد كفاءة المشاريع. ويجب ربط جائزة الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ للجودة بمعايير واضحة في شركات القطاعات الصناعية والخدمية والتجارية، لترسيخ ثقافة الجودة، ونبعد عن المجاملات في تقييم جودة المشاريع، فكم من شركة فاجأتنا بحصولها على شهادة ISO للجودة.