عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2009, 12:07 AM   #128
الرابح
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
المشاركات: 13,846

 
افتراضي

لم يحمل عصر من العصور من البراهين والدلائل على صدق رسالة الإسلام ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم ما حمله عصرنا، من البيّنات والدلائل والبراهين، لأنه عصر العلم.

بالأمس القريب ضجت كل أوروبا من مرض جنون البقر، غير أن مئات الملايين من عبدة البقر، ومقدسي أبوالها وأرواثها وأزبالها في القارة الهندية، لم تهتز لهم شعرة في تقديس وتنزيه إلههم، المبرأ عندهم من كل النقائص والعيوب والأمراض، إلا من مرض الجنون، ذلك الآله المجنون المريض بهذا المرض الفتاك الذي أفزع العالم، وأعلن فيه حالة الاستنفار، أو قل حالة الطوارئ غير المعلنة، إلاّ أنا لم نسمع أحداً من عقلاء العالم ينال من قدسية البقرة المجنونة، مع هذه الحالة المرضية.

وها هي أوروبا تعود مجدداً إلى حالة الهلع والفزع والذعر خوفاً من مرض إنفلونزا الخنازير، وليس بالطبع هذا هو المرض الوحيد الذي يحمله الخنزير، بل هذا أهم الأمراض وأخطرها، وإلاّ فإن الخنازير هي مستودع كل الأمراض والأوبئة، وينصح الأطباء بالابتعاد عن معايشة الخنازير، كأهم علاج وقائي لهذا المرض وغيره.

هذه الإرشادات الطبية التي يعلنها اليوم أطباء الغرب وعلماؤه، سبق إليها الإسلام قبل أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، قال تعالى: {إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلاَ عادٍ فإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} النحل115.

وأرى في هذا المقام الإشارة أيضاً إلى أنّ الكلاب تعدُّ مستودعاً للأمراض والأوبئة، ومن الثابت علمياً أن الكلاب تنقل أكثر من 50 مرضاً معدياً، بسبب اعتمادها في غذائها على القاذورات والنجاسات، بخلاف القطط، فالقطط من الحيوانات الأليفة، وتمتاز بالنظافة والبعد عن النجاسات، بل القط هو الحيوان الوحيد الذي يدفن مخلفاته في التراب، بخلاف الكلب الذي ربما عاد إلى مخلفاته فأكلها، ولذا جاءت تعاليم الإسلام بجواز سكنى القطط في البيوت، وقال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: (إنها من الطوافين عليكم والطوافات)، بخلاف الكلب الذي ورد النهي الشديد عن دخوله البيوت والمنازل، فضلاً عن السكنى والمبيت أو المعايشة لأهل الدار، ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو صورة). والحديث في الصحيح.

وبالجملة فأوروبا بشقيها الشرقي والغربي في حالة قلق واضطراب وخوف وهلع وجنون مستمر لا يقل عن مرض جنون البقر، إن لم يكن أكثر منه، بكل تأكيد.

لا تزال أوروبا تعاني من غصص الانهيارات المالية والاقتصادية التي فاقت كل التوقعات والحسابات والتقديرات، حيث سُرّح آلاف العمال من أعمالهم، وأفلست مئات الشركات والمصانع والمتاجر والبنوك، وباتت أمريكا وأوربا في مهب الريح، ولعل زلزال المكسيك يكمل الباقي.

يُرجع علماء الاقتصاد أسباب هذه الانهيارات الاقتصادية إلى عدد من العوامل، من أهمها ارتفاع سعر الفائدة، ولذا ينصح علماء الاقتصاد وخبراء السياسات الاقتصادية في الغرب، بضرورة خفض الفائدة إلى أدنى مستوى وهو الصفر، بمعنى إلغاء «الفائدة» من قاموس الاقتصاد الغربي، وهذا معناه، منع المعاملات الربوية، أو ما يسمى في الفقه الإسلامي ربا الفضل.

ولا تزال أوروبا تلعق جراحها الاقتصادية بسبب الربا، حيث وجدت نفسها أسيرة لمجموعة من المرابين اليهود، ففي أمريكا على سبيل المثال يتحكم في الاقتصاد الأميركي خمس عائلات، فقط لا غير، هي من يدير الاقتصاد الأمريكي، وهي من يتلاعب بأقوات وحياة الشعب الأمريكي وكرامته، والشعب الأمريكي كله تحوّل إلى فئة من الخدم والعمال الكادحين لهذه الفئة البغيضة.

وبالتالي فالشعب الأميركي هو ربما من أكثر شعوب الأرض استعماراً وعبودية وفقراً وضياعاً، ولعلّ أزمة الدَّين العقاري في أميركا وأوروبا هي إحدى النتائج الحتمية لهذه الحالة المأساوية التي يعيشها الرجل الغربي.

الحضارة الغربية تقف حضارتها على منسأة سواعد العالم العربي والإسلامي المهاجر إلى أوروبا وأميركا، وهم من يدير الحياة الغربية عمالاً وصناعاً وخبراء ومخترعين وزراعاً وأساتذة، أو اللهم الغربيين الذين لم يسقطوا في وحل ومستنقع الحضارة الغربية وإباحيتها التي لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلا.
الرابح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس