عرض مشاركة واحدة
قديم 30-03-2008, 05:18 AM   #42
bhkhalaf
الفريق الصحفي لتداول - عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 34,586

 
افتراضي

المستثـمـر الصغير .. قائد وزعيم صغير

الدكتور نبيل شلبي

على مدى سنوات عديدة مضت، كان تحديد السمات الأساسية للمستثمرين ولمن يطلق عليهم الزعماء والقادة من أهم الإسهامات التي قدمها علم النفس، فالاختبارات النفسية كانت تستخدم لتحديد أي الصفات أكثر شيوعاً بين القادة الناجحين.

ويعد التغير المستمر في بيئة الأعمال عنصراً جوهرياً في هذا التركيز الجديد على الزعامة. فما كان منتظراً من المديرين سابقاً كان يتمثل في الحفاظ على الوضع الراهن من أجل ضمان الاستمرار، إلا أن قوى جديدة ظهرت في السوق فرضت ضرورة التوسع في هذه الرؤية الضيقة. فقادة الغد الجدد ذوو قدرة على الرؤية المستقبلية والتخيل الصحيح. لقد وضع رايموند كاتل الرائد في مجال تقويم الشخصية معادلة «القدرات الكامنة للقيادة» في سنة 1945. تُستخدم هذه المعادلة التي قامت على أساس دراسة القادة العسكريين في تحديد السمات التي تميز القائد الناجح، وتشتمل تلك السمات على الآتي:

الاستقرار النفسي: لابد للقادة الناجحين أن تكون لديهم القدرة على تحمل الإحباط والضغط العصبي، وبشكل عام لابد أن يكونوا متزنين ويتمتعون بالنضج النفسي المطلوب للتعامل مع ما تفرض عليهم الظروف مواجهته.

التماسك والثبات: عادة ما يكون للقادة روح تنافسية وقادرين على اتخاذ القرار، كما يتمتعون عادة بالمقدرة على تخطي العقبات. وهم بشكل عام أقوياء في طريقة تفكيرهم وفي أسلوبهم في التعامل مع الآخرين.

الحماس: عادة ما يكون القادة نشطين ولديهم القدرة الكافية للتعبير عن النفس بشكل جيد، ويتميزون بالحيوية، كما أنهم يكونون شديدي التفاؤل ومتفتحين للتغيير. وهم بشكل عام يتمتعون بالسرعة واليقظة ولا يميلون إلى الانزواء.

الضمير: دائماً ما يسيطر على القادة حس بالمسؤولية كما تميل شخصيتهم إلى العدل، وعادة ما يكون لهم معيار امتياز عال ورغبة داخلية في بذل أفضل الجهد. ومن ناحية أخرى فهم يحتاجون إلى النظام ويميلون إلى ضبط أنفسهم.

الجرأة الاجتماعية: يميل القادة إلى المجازفة بشكل تلقائي، وعادة ما يكونون عنيفين ولا يخضعون للمؤثرات بسهولة. وهم بشكل عام يستجيبون للآخرين ويتمتعون بعزيمة نفسية كبيرة.

رباطة الجأش: القادة أشخاص عمليون ومنطقيون ومحددون ويميلون إلى انخفاض درجة ارتباطاتهم العاطفية، كما أنهم لا يشعرون بالحرج من النقد. ولا تستخفهم ولا تستفزهم المصاعب، ويتميزون بالتماسك بشكل عام.

الثقة بالنفس: تعد الثقة بالنفس والقدرة على الاستمرار هما أكثر السمات شيوعاً بين القادة، فهم لا يشعرون بالذنب ولا يحتاجون إلى رضا الآخرين عنهم بتاتاً أو إلى القليل منه، وهم بشكل عام يشعرون بالأمان ولا يعانون الشعور بالذنب، كما أنهم لا يتأثرون بالأخطاء أو الزلات السابقة.

القدرة على الالتزام: مما يميز القادة تماسكهم ودقتهم في تعاملاتهم الاجتماعية. وهم بشكل عام يعملون على حماية شخصيتهم وسمعتهم، لذا فهم يميلون لأن يكونوا متنبهين على المستوى الاجتماعي ومتمتعين بقدر كبير من البصيرة وشديدي الحرص عند اتخاذ القرارات أو تحديد أعمال بعينها.

بالإضافة إلى هذه السمات لابد لقادة اليوم من امتلاك سمات تساعدهم على حفز الآخرين وقيادتهم نحو اتجاهات جديدة. يجب على قادة المستقبل أن يكونوا قادرين على تخيل وقراءة المستقبل وإقناع الآخرين بأن رؤيتهم هي الأَوْلَى بالإتباع، ولكي يتمكنوا من تحقيق ذلك لابد أن تتوفر فيهم السمات الشخصية الآتية:

طاقة عالية: عادة ما تكون ساعات العمل الطويلة وبعض السفر من شروط المناصب القيادية وعلى الأخص كلما أخذت الشركة في النمو، ويعد الحفاظ على اليقظة والتركيز العقبتين الأساسيتين اللتين تواجهان القائد.

الحدس: تؤدي التغيرات السريعة في عالمنا اليوم بالإضافة إلى الكم الهائل من المعلومات إلى عدم القدرة على «معرفة» كل شيء، بمعنى آخر لن يؤدي التفكير العقلاني والمنطقي إلى الحل في جميع الأحيان. في الواقع فإن كثيراً من القادة يميلون إلى الاعتماد على حدْسهم والثقة في «شعورهم الداخلي» عند اتخاذهم القرارات.

النضج: لكي تكون قائداً جيداً لا بد أن تتيقن من قدراتك في تطوير موظفيك. أي أن النضج يعتمد على أن الكثير يمكن تحقيقه بتمكين الآخرين من العمل وليس بالتحكم فيهم.

العمل في فريق: يولي قادة الأعمال اليوم الكثير من الاهتمام للعمل في فريق. فبدلاً من تأصيل علاقة تشبه العلاقة بين الشخص الكبير والطفل مع الموظفين يقوم القادة ببناء علاقة ندية مما يعزز من تماسك الفريق.

التعاطف: تعد القدرة على «وضع نفسك في مكان الآخرين» من السمات الأساسية لقادة اليوم، فدون التعاطف لا يمكنك بناء الثقة، ودون الثقة لن تتمكن أبداً من الحصول على أفضل مجهود يمكن أن يبذله موظفوك.

جاذبية الشخصية: القادة ذوو الشخصية الجذابة أقدر على إثارة المشاعر القوية في نفوس موظفيهم عن طريق تحديد رؤية توحدهم وتأسرهم في آن. وباللجوء إلى هذه الرؤية يحفز القادة الموظفين على العمل حثيثاً للوصول إلى هدف مستقبلي وذلك بربط الهدف بمكافآت وقيم شخصية ملموسة.

وبشكل عام تلعب السمات الشخصية دوراً أساسياً في تحديد من سيتمكن من القيادة بشكل سلس ومن لن يقدر عليها، ولكن لا بد لنا أن نتذكر أن الناس دائمة التعلم والتغير. نادراً ما يولد الأشخاص قادة ، فالظروف والإصرار من المكونات الأساسية في عملية التطور لأي قائد.
bhkhalaf غير متواجد حالياً