ياسين: السيولة المحلية فرس الرهان خلال الفترة المقبلة
"تطمينات" رسمية تدفع أسهم الإمارات لاستعادة 12 مليار درهم
دبي - صلاح صبح
ارتدت الأسهم الإماراتية صاعدةً يوم الأربعاء 17-9-2008 لتستعيد نحو 12 مليار درهم من خسائرها السوقية الفادحة التي تكبدتها خلال أيام التداول الماضية، مدعومةً بـ"تطمينات" صادرة عن بنوك وجهات حكومية حول عدم تأثر القطاع المالي في الإمارات بالأزمة التي تعصف بأسواق المالية الأمريكية والعالمية.
وقال العضو المنتدب لشركة شعاع للأوراق المالية محمد علي ياسين إن حال التماسك والاستقرار التي شهدتها السوق اليوم قد تؤدي لنوعٍ من التماسك إذا استمرت خلال أيام التداول المقبلة، مشيرًا إلى أن الاستثمارات المحلية أصبحت فرس الرهان، بعد تفاقم الأزمات في الأسواق العالمية.
خطط إعادة شراء الأسهم
ورهن في مقابلةٍ مع قناة العربية اليوم قدرة السوق على مواصلة التماسك واستعادة الخسائر بقيام المؤسسات المالية المحلية بضخ سيولة، بالتزامن مع تنفيذ الشركات لخطط إعادة شرائها، مطالبًا في الوقت نفسه السلطات المعنية بتخفيف القواعد المنظمة لهذه العمليات.
وأكد ياسين أن خلق السيولة هو التحدي الأكبر الذي يواجه السوق حاليًا.
ونشطت التداولات بشكلٍ لافت اليوم لتقترب من ملياري درهم (الدولار= 3.67 دراهم) فيما أرجعه مراقبون لنشاط في استعادة أسهم تم بيعها في وقتٍ سابق عبر عمليات short selling.
وفي عمليات الـ"short selling" يقوم المتعامل ببيع أسهم لا يملكها لتوقعه انخفاضها، على أن يشتريها فيما بعد من السوق ويردها لمالكها الأصلي، ويحقق أرباحًا من فارق الأسعار، وهذه العمليات غير مسموح بها بشكلٍ رسمي في سوق الإمارات، ولكن بعض الترجيحات تشير إلى حدوثها عبر اتفاقات غير رسمية.
ورغم تفوق قوى الشراء اليوم والتي زادت وتيرتها من جانب مؤسسات مالية محلية تسعى لاقتناص فرص وصول الأسعار لمستويات متدنية ، إلا أن سوقي دبي وأبو ظبي قلصتا من أرباحهما قليلا قرب الإغلاق.
وأغلق مؤشر السوق في دبي رابحًا نحو 91 نقطة، أو حوالي 2.3% من قيمته، بعد تداولاتٍ قيمتها 1.3 مليار درهم، مدعومًا بصعود شبه جماعي لأغلب الأسهم المدرجة وعلى رأسها "إعمار" الذي ربح 2% من قيمته، واستحوذ وحده على ثلث قيمة التعاملات، قبل أن يغلق مسجلاً 7.27 دراهم.
البنوك بعيدة عن الأزمة
وفي أبو ظبي قاد قطاعا العقار والبنوك بورصة العاصمة نحو ارتدادٍ صاعد بنحو 1.62%، مع صدور تصريحاتٍ رسمية حول سلامة القطاع المالي من الأزمة التي ضربت الاقتصاد الأمريكي.
وقالت ثلاثةٌ من أكبر البنوك في دولة الإمارات العربية -بحسب ما نشرته "رويترز" أمس-: إنها تعرضت لمخاطر محدودة أو لم تتعرض لمخاطر على الإطلاق بسبب الاضطرابات المحيطة بانهيار بنك ليمان براذرز.
وأكد بنك الإمارات دبي الوطني -أكبر بنك في المنطقة من حيث الأصول- أنه لم يتعرض لمخاطر تذكر.
وقال سانجاي أوبال -كبير المسؤولين الماليين لرويترز-: "أجرينا تقييمًا مبدئيًا، لكنه (التعرض للمخاطر) هامشي.. لا شيء يجعلنا نقلق على الإطلاق".
وفي العاصمة الإماراتية أبو ظبي قال بنك الخليج الأول ثاني أكبر بنك في الإمارات من حيث القيمة السوقية: إنه لم يتعرض لأي مخاطر.
وأشار النائب الأول لرئيس إدارة الخزانة والاستثمارات في البنك ظافر خان "لم نتعرض لمخاطر مباشرة.. نتعامل فقط مع جانب السمسرة لديهم".
وذكر متحدثٌ باسم بنك أبو ظبي التجاري أن البنك "لم يتعرض لأي مخاطر".
وقال سلطان ناصر السويدي -محافظ بنك الإمارات المركزي في وقتٍ سابق-: إنه لا يوجد خطر منهجي على القطاع المصرفي في بلاده في أعقاب الاضطراب المالي في الولايات المتحدة.
وإجمالاً ارتفع مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع خلال جلسة تداول اليوم بنسبة 1.84% ليغلق على مستوى 4624.41 نقطة، وشهدت القيمة السوقية ارتفاعًا بقيمة 11.84 مليار درهم لتصل إلى 655.16 مليار درهم، وقد تم تداول ما يقارب 0.42 مليار سهم بقيمة إجمالية بلغت 1.95 مليار درهم من خلال 13090 صفقة.
ووفقًا لبيان للهيئة، بلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 59 من أصل 128 شركة مدرجة في الأسواق المالية، وحققت أسعار أسهم 50 شركة ارتفاعًا في حين انخفضت أسعار أسهم 8 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.
"إعمار" الأنشط
وجاء سهم "إعمار" في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطًا حيث تم تداول ما قيمته 0.48 مليار درهم موزعة على 64.94 مليون سهم من خلال 2071 صفقة، واحتل سهم "الدار العقارية" المرتبة الثانية بإجمالي تداول بلغ 0.26 مليار درهم موزعة على 34.83 مليون سهم من خلال 1056 صفقة.
وحقق سهم "مصرف السلام - البحرين" أكبر نسبة ارتفاع سعري حيث أقفل سعر السهم على مستوى 2.08 درهم مرتفعًا بنسبة 11.83% من خلال تداول 0.13 مليون سهم بقيمة 0.27 مليون درهم، وجاء في المركز الثاني من حيث الارتفاع السعري سهم "جلفار" الذي ارتفع بنسبة 9.45 % ليغلق على مستوى 2.2 درهم للسهم الواحد من خلال تداول 1.44 مليون سهم بقيمة 3.17 مليون درهم.
وسجل سهم "الوطنية للسياحة" أكبر انخفاض سعري في جلسة التداول حيث أقفل سعر السهم على مستوى 11.05 درهمًا مسجلاً خسارة بنسبة 7.92% من خلال تداول 10 آلاف سهم بقيمة 0.11 مليون درهم، تلاه سهم "سيراميك رأس الخيمة" الذي انخفض بنسبة 3.82% ليغلق على مستوى 3.27 دراهم من خلال تداول 12950 سهمًا بقيمة 42317 درهمًا.
ومنذ بداية 2008 بلغت نسبة التراجع في مؤشر سوق الإمارات المالي 23.13%، وبلغ إجمالي قيمة التداول 463.02 مليار درهم، وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعًا سعريًا 56 من أصل 128 وعدد الشركات المتراجعة 60 شركة.