عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2009, 12:19 AM   #1
كريم_كرم
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 594

 

افتراضي الحـُب .. الدَّفيــــــــن

يبزغ فجرٌ جديد ..

كـَ نخلة سامقة .. يأتيها المخاض ..

تعالى الصراخ .. جاء طفلٌ وليد ..

لقد قَدِمَ إلى الحياة منذ لحظة ..

فـَسِيلاً جديداً .. يـَنبـُتُ في أرضها .. لتملأ عليه الحياةَ .. براءة

وكان عطاؤها منذ غـُرِسَت ..

عطاءً كبيراً .. كـَ نـَهرٍ غزيرٍ .. وفير المنابع .. بعيد المَصَبّ ..

بدا لها .. أن هذا الصغير .. مختلف ..

فقررت مِن تـَوِّها إفساح المجال ..

لهُ كي يكونَ .. على ذا المثال ..

" لِتغرس جذورك بأرضك بقوة ..

وعَمـِّق جذورك .. فـَ تلك الفـُتـُوَّة ..

عليك التمسك .. بذاك التراب ..

لتقرأ .. فإن العُلا .. يراوِحُ دوماً .. بين دَفـَّـتـَي كتاب ..

تـَعـَلـَّم .. أنَّ ..

مسامحة العواصف مِنكَ فضيلة .. فـَسَامِح .. ولكن .. لا تنحني ..

وأنَّ انحناءكَ يوماً لن يكون.. إلا ركوعاً .. لرب الخلائق ..

وأنَّ الليل إذا اشتد إظلامُهُ .. فإن الفجر لابد آتٍ .. ويأتي لـِيَسبـِقَ شمسَ الحدائق ..

وإن أعطيت شيئاً من جعبتك .. فلا تنظـُرَنَّ يوماً لشكر الخلائق " ..

وكانت بعد كل ما علمته .. كـَ شمعة ترضى أن تحترق .. كي تنير الطريق ..

ففي ذوبانها .. يفيض العطاء .. عند قرب الأجل ..

وَأنَّ .. وَأنَّ ..

وَأنَّ .. وَأنَّ ..

وفي لـُجَّة اليَمِّ .. يَمِّ الحياة ..

تـَفَاجَأ أن الأم التي .. أمَدَّتهُ دَوماً بـِ طـَوقِ النجاة ..

تروحُ بعيداً كي تختفي ..

وتلفظ آخر أنفاسها ..

وراحت دون أن يُعَبِّر لها .. عن عظيم امتنان ..

عَنِ الحُبِّ الدفين الذي طالما .. تـَأجـَّلَ إعلانه باللسان ..

تـَأجـَّلَ .. رُبـَّمَا قـُدِّرَ أن يستفيضَ في شَرحِهِ .. بأعلى الجنان ..

تـَأجـَّلَ .. لِكَونها عَلـَّمَتهُ .. أن حُبـَّاً كبيراً .. يكونُ فِعالاً .. ليس لفظاً يـُقال ..

تـَأجـَّلَ .. ليربطَ بينهما .. حرارة السؤال ..

سؤالَ اللهِ أن .. يُبَلـِّغَهَا مَنازِلَ الشـُّهَدَاء ..

وأن تـُجَاوِرَ أمَّهَاتِ المؤمنين ..

وأن تـَرِدَ حَوضَ خَاتـَمِ الأنبياء ..

وأن يُحلِلُ اللهُ .. رِضوَانـَهُ ..

عليها ..

ويجعل جـَنـَّتـَهُ ..

مكانَ اللقاء
كريم_كرم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس