عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-2012, 09:00 PM   #7
اكولاي
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 250

 
a23

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لا فرق بين عربي مشاهدة المشاركة
الاردن ومصر اخواننا وان شاء الله مايصير الا الخير وهم درع لنا في وجه اطماع الفرس

الاردن والفرس سواء

تفضل املي عيونك بالنظر

الشارع الأردني.

بعد العام 1956 لم يعد للشارع الأردني صوت يُذكر. ولم يتحرك الشارع الأردني إلا في العام 1989 فيما سُمّي بـ "هبّة نيسان" أو "ثورة الجياع" التي كانت موجهة بالدرجة الأولى ضد رئيس الوزراء آنذاك (زيد الرفاعي) والفساد الذي أحاط بحكومته. وعلى إثر ذلك سُمح باجراء الانتخابات النيابية وبدأت الحياة النيابية تعود من جديد إلى الأردن وبدأ الشارع الأردني بالحراك من حين لآخر. وبلغ هذا الحراك ذروته في العام 1990/1991 عندما وقف الشارع الأردني إلى جانب صدام حسين في غزوه للكويت كما لم يقف أي شارع آخر، مما اضطر القيادة الأردنية إلى الوقوف – مُكرهة - إلى جانب الشارع الأردني. وكان هذا الموقف إلى جانب صدام حسين والذي كان على مضض، حيث لم تجف حتى الآن دماء الهاشميين التي اهدرت في العراق 1958 في الذاكرة الاردنية الشعبية والرسمية على السواء، له ما يبرره في الشارع الأردني، ومن هذه المبررات:



1- سيطرة جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية الأخرى على هذا الشارع، باعتبار أن جماعة الاخوان المسلمين كانت هي اللاعبة السياسية الوحيدة على الساحة الأردنية منذ العام 1957 عندما حُلت كافة الأحزاب السياسية الأخرى ما عداها هي وحتى العام 1990 عندما سُمح بعودة الأحزاب. وموقف الاخوان المسلمين من نظام صدام معروف ومكشوف وواضح في العام 1991. فقد وقف الإخوان إلى جانبه بدون تردد في غزوه واحتلاله للكويت، وناصبوا السعودية العداء بذلك، وهي حليفتهم الكبرى وجرّة سمنهم وعسلهم الغنية. ولكن يبدو أن جرّة صدام كانت أكبر، وأكثر كرماً من الجرّة السعودية. واصدروا فتواهم في ذلك الوقت التي تقول ان كل من يقف إلى جانب امريكا كافر وضال. وأن القتال إلى جانب نظام صدام "فرض عين" وهو ما قاله الشيخ القرضاوي المرجعية الشرعية العليا للاخوان المسلمين في فتواه أثناء حرب الخليج الثالثة أيضاً. والشارع الأردني الآن في أغلبيته تحركه الجماعات الإسلامية وعلى رأسها الاخوان المسلمون. فماذا ننتظر منهم غير تحريك الشارع الأردني لصالح نظام صدام؟!

2- ما تبقى من هذا الشارع يخضع للقيادة القومية لحزب البعث التي مركزها بغداد وأمينها العام صدام حسين. وموقفه هو جزء لا يتجزأ من موقف القيادة القومية في العراق. فماذا ننتظر منهم غير تحريك الشارع الأردني لصالح نظام صدام؟!

3- كان الشارع الأردني طيلة السنوات الماضية (1991-2003) مرتعاً خصباً لعملاء نظام صدام في الشارع الأردني. وكان سلاحهم الوحيد هو الذهب. فاعطوا الأردن خلال السنتين الماضيتين نصف استهلاك الأردن من الوقود والنصف الثاني مقابل بضائع أردنية. ولا نقد صرفاً ثمناً لهذا الوقود. اضافة إلى ذلك فقد كانت يد صدام مبسوطة وكريمة ومليئة بالذهب والعطايا والمطايا والهدايا بالنسبة لبعض مفاتيح الشارع الأردني كبعض النقابات المهنية وبعض الفرسان الاعلام وبعض الكتبة والصحافيين وخلاف ذلك من المفاتيح. ورغم أن الاردن كان قد خسر نتيجة لموقفه هذا والذي سببته بالدرجة الأولى جماعة الاخوان المسلمين حوالي ستة مليارات دولار نتيجة لطرد المستخدمين الأردنيين من الكويت والسعودية ودول خليجية أخرى ووقف الصادرات الأردنية إلى الأسواق الخليجية وقطع المعونات الخليجية الرسمية عن الأردن.

4- أن أكثر من خمسين بالمائة من تركيبة الشارع الأردني هم من الفلسطينيين. والفلسطينيون لهم موقف من أمريكا واضح ومعروف وهم غير مُلامين في هذا الموقف. فهم مع الشيطان ضد أمريكا المسؤولة بالدرجة الأولى عن كل مصائب القضية الفلسطينية وبقاء هذه القضية بدون حل إلى الآن. ووقوفهم إلى جانب صدام منذ العام 1991 والى الآن ليس حباً بصدام ولكن كيداً ونكاية بأمريكا التي تعتبر بحق المسؤولة الأولى عن عذاب الفلسطينيين وتشردهم بعد العام 1967 والى الآن.

5- فتح اسواق العراق للبضاعة والصناعة الأردنية. فقبل توقيع اتفاقية التجارة مع أمريكا لم يكن للتجارة والصناعة الأردنية من سوق كبيرة غير السوق العراقية. ولكن اتفاقية التجارة التي وقعها الأردن مع أمريكا قبل سنوات سمحت للأردن بأن يصدر إلى الأسواق الأمريكية ما يشاء من البضائع المُصنَّعة في الأردن بدون رسوم جمركية بحيث قفزت قيمة الصادرات الأردنية إلى الأسواق الأمريكية من ثلاثة ملايين دولار إلى أكثر من خمسمائة مليون دولار في العام 2002. وبذلك استغنى الأردن عن السوق العراقية في حالة اغلاق هذا السوق في وجه الصادرات الأردنية.



وكل هذه الحسابات كانت في دفاتر المواطن الأردني الذي يتظاهر في الشارع الأردني في الماضي والحاضر، كلما دقَّ الكوز الأمريكي في الجرّة العراقية.


د. شاكر النابلسي
اكولاي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس