عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2008, 07:18 AM   #36
bhkhalaf
الفريق الصحفي لتداول - عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 34,586

 
افتراضي

خطة زوليك لمواجهة الجوع العالمي

- - 29/03/1429هـ

البنك الدولي يبدو مؤسسة جليلة وهو يسعى إلى دور مفيد، بعد أن أصبح بعض العملاء أغنى من أن يقترضوا منه، ووجد آخرون مصادر للمساعدات أقل إغراقا بالتفاصيل.

ففي خطاب اتسم بالعمق، ألقاه بالأمس، كان روبرت زوليك الذي يخلف الفترة البغيضة لبول وولفويتز، على صواب في تحديد كثير من المشكلات التي تقلق العالم النامي، وإن كانت بعض مقترحاته تبدو جيدة لكنها غير مجدية.

إن زوليك مصيب في اعتبار أزمة الغذاء العالمية واحدة من القضايا الأكثر إلحاحاً بالنسبة لمانحي المساعدات. وبعض حلوله مقبولة. فتقديم المزيد من المساعدات الغذائية التي تقدم بسرعة وبشكل رخيص نقداً، وليس عينيا ببطء وبشكل مكلف، أمر مطلوب على نحو واضح. فأسعار السلع المرتفعة جدا أظهرت بوضوح شديد أن المساعدات الغذائية في الوقت الحالي تنطوي إلى حد كبير على تخلّص الولايات المتحدة بصورة غير كفؤة من فوائضها المحلية الزراعية، كما أن ربط الحسنات الغذائية للبلدان الفقيرة بأهداف أخرى مثل الحفاظ على التحاق الأطفال بالمدارس، أمر معقول.

وهو يقف على أرضية مهزوزة حين يشجع جولة الدوحة للمحادثات التجارية العالمية باعتبارها استراتيجية لمكافحة الجوع. فإلغاء الدعم الزراعي في الولايات المتحدة، الذي يسعى إليه مفاوضو العالم النامي سيؤدي إلى رفع أسعار الغذاء العالمية وليس إلى تخفيضها. وهناك تاريخ طويل لإطراء رؤساء البنك الدولي على الدوحة على أنها العلاج لكل شيء، من الركود العالمي إلى الزكام العادي. لكن كما أصاب اقتصاديو البنك التجاريون (وبشجاعة أعطوا وزنا للرأي الذي يميلون ضده) في القول إن الدوحة يمكن أن تكون سلبية بعض الشيء لبعض البلدان الفقيرة جدا في إفريقيا جنوب الصحراء التي تستورد كل احتياجاتها الغذائية.

وتوفر نشاطات الصين ذريعة لفكرتيه الأخيرتين: دفع البلدان النامية إلى المزيد من إنفاق عائدات النفط والغاز والتعدين بشكل شفاف وجيد، وتشجيع استثمار أسهم صناديق الثروة السيادية في إفريقيا. وتؤمن الصين الثروات الطبيعية في كل أنحاء العالم النامي، وفي أغلب الأحيان، مقابل تمويل مشاريع ضخمة للبنية التحتية. وتخاطر بإبطال سنوات من العمل الصبور لتحسين الشفافية في واحدة من أكثر الصناعات العالمية ضبابية - وهي صناعة تمتلك فيها الشركات الغربية سجلها المخزي الحافل برعاية الفساد وتشجيعه.

وسيكون من الصعب إقناع البلدان الإفريقية بانتهاج العمليات النظيفة نسبيا، لكن البطيئة، التي يدعو إليها البنك، بدلاً من الأخذ بالدفع النقدي السريع والقذر الذي تقدمه بكين.

إن للبنك تاريخا تعيسا حافلا بالاستجابة ببطء للأزمات المنتشرة في العالم النامي، مثل وباء الإيدز. وزوليك مصيب في التركيز على الغذاء والجوع. لكن مع أنه يطرح الأسئلة المناسبة، فإن البنك لا يملك كل الأجوبة.
bhkhalaf غير متواجد حالياً