عرض مشاركة واحدة
قديم 30-07-2003, 02:13 PM   #17
ابوفهد
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2002
المشاركات: 4,498

 
افتراضي

«فندق الشام»: حيرة وذهول وأسئلة لتقرر أين تتناول طعامك






أجمل ما في دمشق انها ما زالت محافظة على روح الاصالة العابقة بالتاريخ والتراث. فسوق الحميدية بطابعها الاثري الدمشقي الاصيل، ما زالت كما هي، تنتشر في ثناياها المنتوجات الدمشقية من حرفيات واشغال يدوية. وشوارع دمشق ـ وان واكبت تطورات العصر ـ ما برحت تنبض بروح التراث وتحمل طابع «بلاد الشام». وكذلك حال معظم المقاهي والمطاعم المنتشرة في «الحواري» الدمشقية، والتي عبرها نشعر اننا انتقلنا الى سنين خلت.
في قلب دمشق عند ***** الصالحية وفي شارع ميسلون تحديداً يقع احد أعرق فنادق دمشق: «فندق الشام» او «الشام بالاس» حيث ينضم الى سلسلة فنادق «الشركة العربية السورية للمنشآت السياحية» التي ترأس مجلس ادارتها لـ25 عاماً رجل الاعمال السوري البارز الدكتور عثمان العائدي الذي يشغل اليوم منصب الرئيس الفخري للشركة المذكورة. وتنتشر فنادق السلسلة في العديد من المدن السورية ومنها حلب ودير الزور واللاذقية وتدمر والبصرى، ومن المقرر ان تفتتتح الشركة قريباً فندقاً في العاصمة الاردنية تحت اسم «فندق الشام».
و«فندق الشام» اسم على مسمى، إذ يخيم عليه التراث الدمشقي الاصيل، فنراه بمختلف عوامله مرادفاً لكل زاوية من زواياه بدءاً من ردهة الاستقبال التي تنتشر فيها برك الماء الرخامية ذات النقوش والتي تعلوها النوافير وكأنها تذكر بالدور الدمشقية القديمة. وتتوزع في ثنايا باحة الاستقبال ارائك وكراسي من الصدف والخشب وهما من الاثاث السوري التقليدي. اما الارضية، فمن بلاط الرخام بالابيض والاسود على شكل المعين Losange، مما يمنح المكان اتساعا اكثر. هذا الطراز يعيد للأذهان، أرضيات «الدار» (اي الصالون) في منازل اجدادنا. وعلى جوانب الباحة وتحت القناطر المنقوشة بالاصداف تنتشر مكاتب الاستقبال.
الجميل في ردهة الاستقبال انها محاطة بالشرفات (الخاصة بالطوابق وليس بالغرف) المزدانة بالخضرة المتدلية. ويحمل السقف نقوشاً شرقية كما تتوسطه قبة زجاجية مما يعكس الانوار على أرجاء الفندق.
ومن ردهة الاستقبال نتوجه الى طابق «الميزانين» حيث قاعات الاجتماعات وقاعة الاحتفالات الكبرى. وهناك يتنوع اسلوب قاعات الاجتماعات ما بين الشرقي والغربي. اذ منها ما تكتسي جدرانها بالاخشاب المزدانة بالمصابيح، مما يعكس طابعاً اوروبياً. اما قاعة الاحتفالات الكبرى والمسماة «قاعة الامويين» فتحمل بصمات دمشقية سواء من حيث نقوش الجدران او ثريات الكريستال ذات الطراز الشرقي. ويضم «فندق الشام» 300 غرفة من ضمنها 80 جناحاً. ولمن يتطلع الى درجة عالية من التميز فطوابق الـ«Executive» الثلاثة تفي بالغرض، اذ تضم جناحاً خاصاً بها مجهزاً بجيمع المستلزمات المكتبية، مما يعكس مزيداً من الخصوصية.
وتتنوع الوان الغرف ما بين الازرق النيلي والاخضر. وتغدو الاناقة ابرز مرادف للغرف بدءاً من ثريات الكريستال والسجاد العجمي وصولاً الى الرخام الابيض في الحمامات. ولكي تأتي اقامتك في «فندق الشام» ضمن اطار في غاية الفخامة والاناقة فما عليك الا اختبار الجناح الامبراطوري الذي يضم غرفتين، واحدة منهما مزدوجة. ويخيم على هذا الجناح اللون الازرق اذ نراه في الغرف وفي الصالة الرحبة. كما يضم غرفة طعام بطابع دمشقي. ولمزيد من الخصوصية يضم الجناح مطبخاً صغيراً.
ستصيبك الحيرة في «فندق الشام» لتقرر اين ستتناول طعامك اذ يتيح لك خياراً ما بين 6 مطاعم و4 مقاهي. فالمطعم الايطالي Primavera الواقع في «الميزانين» ينقلك بتصميمه الهندسي واطباقه الشهية الى روما. ومن روما سننتقل الى بلاد السور العظيم والتنين الاحمر، فمطعم Le Chinois بهندسته الصينية الرائعة يطير بك الى بكين.
في Le Chinois قد تصيبك الحيرة وانت تجول بناظريك في ارجائه. فالسقف بمربعاته الذهبية مزدان بنقوش صينية، والجدران المكسوة بالاخشاب تحمل رسومات صينية على لوحات زجاجية. كما تلفت النظر المنحوتات الصينية. حقاً Le Chinois بتصميمه واطباقه التي من صنع طهاة صينيين يضاهي افخر المطاعم الصينية المنتشرة على جانبي شارع كوليزيه المتفرع من جادة الشانزليزيه في باريس.
ولمحبي اطباق السوشي والساشيمي فما عليهم الا ان يقصدوا المطعم الياباني Fuji Yama الواقع في الطابق الحادي عشر.
واذا اردت ان تجول على معالم دمشق من جبل قاسيون الى «ابو رمانة» والمالكي، فما عليك الا بتناول عشائك في Le Tournant ـ عند الطابق الخامس عشر ـ وسط اطلالة بانورامية على دمشق. وLe Tournant او المطعم الدوار (يتخذ شكل دائرة) وهو اسم على مسمى، كونه يقوم بدورة كاملة كل ساعة تقريباً ما يسمح لك بتغيير المنظر من حولك وانت ما زلت مكانك.
وللأطباق الفرنسية الشهية ولعشاء وسط اجواء رومانسية هادئة وانيقة ينصح بـ Jour et Nui. ولشاي الساعة الخامسة و«المازات» فان Harry"s bar بتصميمه الاسكوتلاندي يوفر جلسة هادئة على انغام البيانو والكمان.
ولا بد ان تختتم اقامتك في «فندق الشام» بيوم صحي في النادي الرياضي الذي افتتح حديثاً ويضم احدث المعدات الرياضية ويقدم احدث العلاجات بالاعشاب والطحالب ما يعرف بالـ«Talassotherapie» بالاضافة الى آلات جديدة للتدليك عبر «ضغط الماء». وبعد يوم عمل طويل لا بد من الاسترخاء في النادي الذي يخيم عليه اللون الابيض ما يمنح الكثير من الراحة، او الجلوس حول حوض السباحة للتنعم بشمس دمشق.
ابوفهد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس