عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2011, 07:23 AM   #46
يد النجر
فريق المتابعة اليومية - عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 15,043

 
افتراضي

الباحة: الصناعات التقليدية واليدوية تلقى رواجا.. ومصدر رزق للحرفيين

الباحة - واس:
تقف الصناعات التقليدية والحرف اليدوية في منطقة الباحة شاهداً حضارياً على قوة وعراقة سكانها من خلال لوحات فنية متناثرة في جميع أرجائها سراة وتهامة وبادية لتروي كفاح وإصرار الإنسان على الصمود والبقاء.

ففي الباحة لا يزال الاهتمام كبيراً بالحرف اليدوية والصناعات التقليدية التي تلقى رواجاً بين مختلف شرائح المجتمع، وذلك تمشياً مع اهتمام الدولة بالحرف اليدوية، وتزامناً مع تطور الصناعة في مختلف مناطق المملكة, حيث اشتهرت المنطقة منذ الأزل بالصناعات اليدوية نظراً لكثرة الحرفيين فيها حيث ما زال كثير منهم يزاولون حرفهم كمورد رزق لهم، إلى جانب اهتمامهم بالمحافظة على هذا التراث من الاندثار.

وتنتشر في المنطقة عديد من الصناعات التقليدية مثل صناعة الفضيات، والخناجر، والسيوف، والدباغة، والفخار، والخشب، والخوص، إضافة إلى صناعة استخراج القطران، وزيت السمسم، وإصلاح الأسلحة النارية وأسلحة الصيد، وصقل الجنابي، وتصميم القلائد والمشغولات الفضية، وغيرها من الصناعات الأخرى التي تستوقف الزائر للأسواق والمحال الشعبية في المنطقة.

وتعد الجنبية من أهم الحرف والصناعات المعدنية في المنطقة، فهي من أقدم الأسلحة التي استخدمها الإنسان في الباحة، وهي عبارة عن آلة حادة تثبت على مقبض خاص، وتتنوع بتنوع سعرها فمنها الرخيص والمتوسط ومرتفع السعر، حيث يصل سعر بعضها إلى عشرات الآلاف من الريالات. وهذا النوع له مواصفات خاصة لا يعرفها سوى أناس من ذوي الخبرة، وتتميز بالنقوش والزخارف الفضية. وتبرز استخدامات الجنبية في احتزام الرجال بها منذ القدم وحتى اليوم، وخاصة خلال المناسبات الكبيرة، وأثناء تأدية العرضات التي تشتهر بها المنطقة، إلى جانب عرضها في مجلس الضيف في المنزل، للتباهي بها والتفاخر بجودتها أو قدمها. ومن اللافت للزائر في الأسواق والمحال الشعبية في المنطقة هي تلك الرائحة النفاثة التي يشتمها، وهي رائحة القطران أو ما يعرف بالشوب الذي يعمل عدد من الحرفيين في صناعته حيث يستخرج من أشجار السمر المنتشرة بكثرة في المنطقة. وتلقى هذه الصناعة رواجاً كبيراً لدى السكان وشراؤها لاستخدامها في طلاء الأبواب والنوافذ في البيوت القديمة وكذا الإبل والأغنام لعلاجها من الأمراض الجلدية. وتبرز في منطقة الباحة صناعة الجلد التي تعد من الصناعات اليدوية المهمة حيث تصنع منه الأحزمة، وقرب الماء، وأدوات الرقصات الشعبية مثل المسبت الذي يحشى فيه الرصاص، وغيرها من الصناعات الجلدية الأخرى التي عادة ما تصنع في البيوت.

وتمثل الصناعات الفخارية جزءاً مهماً من الصناعات التقليدية في المنطقة فهي تنتج المباخر، وجرات المياه، وفناجيل القهوة، والكاسات، والأواني التي تستخدم جميعها للأكل والشرب وحفظ الطعام والمياه, وتعد صناعة الفخار من الصناعات الرائجة التي ما زالت تستخدم حتى يومنا هذا، خاصة ما يعرف بجرة الماء وهي الوسيلة التي اخترعها واستخدمها الإنسان قديماً لتبريد المياه عبر وضعها في أفنية المنازل.

ولعل صناعة الفضيات هي التي تستهوي الكثير من زائري وزائرات الأسواق والمحال الشعبية في المنطقة، نظراً لتنوع منتجاتها وجمال مظهرها، فهي كانت من الصناعات الرائجة قبل توافر المصوغات الذهبية ولكنها على نطاق ضيق, وينتج من هذه الصناعة عديد من أنواع الحلي مثل القلائد والروادع المستخدمة في زينة المعصم والمعضد لزينة العضد، والحجول وهي أساور غليظة، والخلخال المستخدم لزينة الكاحل، والشرح وهو المستخدم لزينة الصدر والخرص، لزينة الأذن، والمخنق لزينة العنق، والمرية وهي أقراص فضية تتخللها حبيبات الأحجار الكريمة والشمالي والأساور والخواتم وغيرها من الحلي التي يصنع معظمها من الفضة أو الظفار أو الأحجار الكريمة. وما أن تتجول في الأسواق الشعبية في قطاع تهامة ـــــــــ الباحة حتى ترى من يشترى ويبيع وبكميات كبيرة زيت السمسم الذي تنتشر معاصره التقليدية هناك، بحيث تتكون المعصرة من حوض يوضع بداخله السمسم وبه عمود يقوم الجمل بتحريكه في مسار دائري. ويتميز زيت السمسم بكثرة الإقبال عليه من داخل المنطقة وخارجها، وذلك لجودته حيث إنه يستخدم للعلاج ولتزييت الشعر، إلى جانب وضعه على بعض الأكلات الشعبية بدلاً من زيت الزيتون والسمن.

ولم يغفل الكثير من الحرفيين في منطقة الباحة عن أهمية الأثاث المنزلي، فقد اهتموا بصناعة الأدوات الخشبية مثل كراسي النوم الخشبية "القعد"، والمقاعد الصغيرة، والصحاف، وأواني الطعام، والأدوات الزراعية، مثل المحراث الذي يستخدم في حرث الأرض، إلى جانب صناعات الخوص التي تتكون من الطفئ المستخدم من نخيل الدوم وتصنع منه أدوات حفظ الطعام، والزنابيل، والسجادات، والمباسط بمختلف أحجامها، والمراوح التي يتم تزيينها بالرسومات والزخارف والألوان المختلفة التي تضفي عليها رونقاً وجمالاً.
يد النجر غير متواجد حالياً