عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-2009, 04:43 PM   #15
زيــنــه
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 5,130

 
افتراضي

عبد الوهاب القحطاني.. الدور الاقتصادي للبنوك السعودية

للبنوك السعودية دور كبير في التنمية الاقتصادية، لذلك سأتحدث عنه في عددين. تعد البنوك السعودية ركيزة أساسية في التنمية الاقتصادية الوطنية منذ تأسيس أول بنك في المملكة، حيث تلعب دوراً كبيراً في تمويل المشاريع على مختلف أحجامها، وكذلك في المحافظة على معدل التضخم المالي وتسهيل تعاملات عملائها مع الشركات الأجنبية خارج المملكة من خلال الاعتماد البنكي. وهناك العديد من النشاطات المصرفية الرئيسة والثانوية تساهم في التنمية الاقتصادية.

وهذه المسئوليات الكبيرة مأمولة من البنوك السعودية لأنها محرك رئيس للتنمية الاقتصادية المالية والصناعية في المملكة.

ولقد تفاوتت هذه البنوك في خدمة المجتمع الذي تزاول فيه مهنة الخدمات المالية مقابل ما تجنيه من أرباح تسهم في نموها.

ولا يمكن لبنك من بنوكنا تقديم خدماته لعملائه خاصة وللمجتمع عامة إلا عندما يحقق الربح الذي يؤمل من البنك استثمار نسبة منه لخدمة المجتمع بأي شكل من الأشكال التي تعود علينا بالفائدة الملموسة. وهذه المساهمة تعد إحدى صيغ المسئولية الاجتماعية للمؤسسات المالية السعودية، لكننا للأسف لمسنا عكس ذلك خاصة خلال الأزمة المالية التي مر بها سوق الأسهم السعودية في السنوات الثلاث الماضية والتي أعتقد أنها استقرت عند حد سيعود بعده المؤشر إلى نمو عقلاني منضبط في ظل تحسن الاقتصاد العالمي مدعوماً بدور الاقتصاد الأمريكي.

كان دور البنوك السعودية واضحاً في انهيار السوق من خلال تسييل محافظها الاستثمارية التي زادت العرض على الطلب ما أسهم في خوف وهلع المستثمرين وزاد من تسارع انهيار سوق الأسهم، وبالتالي بيع أسهمهم الواعدة بأسعار منخفضة جداً. والحقيقة أن نسبة الانخفاض في المؤشر كانت عالية لأنه فقد حوالي 80 بالمائة من قيمته ما جعل من الصعوبة بيع أسهم المستثمرين بأسعار عالية مغرية لضعف الطلب، بل كان الطلب في أيام عديدة صفراً.

ولقد استثمرت بعض البنوك السعودية في عدد من شركات المضاربة العالية المخاطرة ما جعل صناديقها ومحافظ المستثمرين فيها تتأثر بدرجة كبيرة، علماً أنها تقدم لهم عائدات منخفضة.

التسهيلات المالية التي قدمتها بعض البنوك السعودية لعملائها ساهمت في فوضى سوق الأسهم لأنها لم تكن مبنية على أسس قوية تساعد المستثمرين على تقليص خسائرهم، حيث كانت هذه البنوك تقوم بتسييل محافظ عملائها بسرعة غير معقولة رغم أنوفهم ما هوى بالمؤشر بسرعة عالية.

والحقيقة أنه في أسوأ الأحوال تستعيد البنوك ما قدمته من تسهيلات لعملائها من غير خسارة بينما يتكبد المقترضون الخسائر المالية والمتاعب النفسية والصحية. استثمار صناديق بعض البنوك السعودية في عدد من شركات المضاربة العالية المخاطرة لا يتصف بالشفافية، حيث هوت أسعارها إلى مستويات بلغ بعضها أقل من 10 بالمائة من سعرها الذي كانت عليه قبل انهيار سوق الأسهم، علماً أنها تقدم لهم عائدات منخفضة مقارنة بالمخاطر العالية. ومن الضروري أن تعيد هيئة سوق المال النظر في استثمار البنوك في سوق الأسهم.
زيــنــه غير متواجد حالياً