[جنى الورد]

أخي الفاضل عنم



إنه الصحابي الجليل صهيب بن سنان الرومى، كنيته أبا يحيى . كناه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان من نسل أولاد النمر بن قاسط من العرب،وذات يوم، أغار الروم على الأبلة بلد أبيه،
فأسروا أهلها، وأخذوه عبدًا، وعاش وسط الروم، فتعلم لغتهم، ونشأ على طباعهم،
ثم باعه سيده لرجل من مكة يدعى عبد الله بن جدعان، فتعلم من سيده الجديد فنون التجارة،
حتى أصبح ماهرًا فيها، ولما رأى عبد الله بن جدعان منه الشجاعة والذكاء والإخلاص في العمل،
أنعم عليه فأعتقه. وكان صهيب تاجرًا ذكيًّا، فتاجر بماله ونفسه في سبيل مرضاة ربه،
فربح بيعه، وعظم أجره،
شارك صُهيب في جميع غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم .
وكان عمر -رضي الله عنه- يعرف لصهيب فضله ومكانته، فعندما طُعن -رضي الله عنه-
أوصى بأن يصلي صهيب بالناس إلى أن يتفق أهل الشورى على أحد الستة الذين اختارهم
قبل موته للخلافة؛ ليختاروا منهم واحدًا
،نزلت فيه هذه الآية
( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) ( البقرة ) ، حينما تخلى للمشركين في مكة عن كل ما يملك مقابل أن يخلون سبيله ليلحق بالرسول صلى الله عليه وسلم
في المدينة المنورة، احتجزوه ومنعوه من الهجرة وقال قائلهم يا صهيب جئتنا صعلوكاً لا تملك شيئاً،
وأنت اليوم ذو مال كثير! - يساومونه- فقال لهم رضي الله عنه: أرأيتم إن دللتكم على مالي هل تخلون سبيلي؟
قالوا : نعم . فدلهم على ماله بمكة ثم انطلق مهاجراً في سبيل الله لايلوي علىشيء تاركاً كل مايملك خلف ظهره
وهاجرا إلى الله ورسوله ، فلما وصل المدينة دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له عليه الصلاة والسلام
مهنيئاً له على حسن صنيعه: "ربح البيع أبا يحيى ربح البيع "
فلله در صهيب شرى نفسه طلباً لرضوان الله تعالى