المشروع دخل مرحلته الرابعة
11 طائرة تستمطر السحب في منطقة الرياض
-
"الاقتصادية" من الرياض -
13/03/1429هـ
أوضح صالح الشهري المدير العام للمركز الوطني للأرصاد وحماية البيئة، الرئيس التنفيذي لبرنامج المملكة الوطني لدراسات وأبحاث فيزياء السحب، أن مشروع استمطار السحب دخل المرحلة الرابعة في منطقة الرياض.
وقال: إن المشروع يأتي في ظل الرغبة إلى إيجاد حل لمعالجة مشكلات نقص الميـاه، واستشعاراً لتلك الأهمية بدأت المملكة فعلاً في اتخاذ إجراءات من شأنها الحد من الآثار السلبية لهذه المُشكلة، إضافة إلى الطرق المُتبعة للحصول على المياه النقية عن طريق تحلية مياه البحر، وتكرير وإعادة استخدام المياه المعدومة مع الأخذ في الاعتبار محدودية استخدام المياه الجوفية بسبب الاستخدام الجائر لهذا المورد المهم.
وأضاف: بدأت المملكة في البحث عن طُرق بديلة لتأمين مصادر مائية جديدة، ورأت في تقنية زيادة الهاطل المطري عن طريق استمطار السُحب صناعياً إحدى الطُرق الإضافية الواعدة لتأمين مصادر مائية جديدة تُسهم في معالجة هذه المُشكلة وبتكاليف قليلة، رغم الاتفاق عالمياً على أن هذه الطريقة لا تزال قيد الاختبار وتحتاج إلى كثير من الدقة والتطوير العلمي والتقني قبل الوصول إلى مرحلة التطبيق، إلا أن الأبحاث العلمية الدؤوبة خلال العقدين الماضيين، أدت إلى تطوير كبير لهذه التقنية وزيادة الاعتقاد بصلاحيتها.
وعلى ضوء ما تضمنته تقارير التوقعات البيئية والأرصادية ، فإن هذا البرنامج يُشكل تجربة مثيرة للاهتمام نتيجة تميز منطقة الرياض بظواهر جوية فريدة تؤدي إلى غيوم تختلف عن غيرها في الأنحاء الأخرى من العالم التي تم دراستها في السابق ضمن برنامج تحوير الطقس، مشيرا إلى أن هذا ما يجلب معه تحديات من نوع خاص لتقييم تأثيرات البذر على "الهاطل المطري".
وذكر الشهري أن البرنامج يضم 11 طائرة: منها 8 كنج إير، واثنتان شايان، وطائرة واحدة صينية من نوع Y1،. إضافة إلى شبكة رادارات طقس متطورة خاصة بالأبحاث المُتعلقة بفيزياء السُحب، وكذلك جهاز رادار مُتنقل يتم تركيبه وتجهيزه لاستخدامه حسب الحاجة وأيضا شبكة الاتصالات والأقمار الصناعية وتقنية المعلومات والإنترنت وجميع الحاجات الأرضية اللازمة للبرنامج، إلى جانب القدرات البشرية في جميع التخصصات، لافتا إلى أن البرنامج استعان بأساتذة وخبراء من الجامعات السعودية والجهات الحكومية المختصة في المملكة ضمن اللجنة العلمية للبرنامج. وقال إن مجموعة البيانات التي تم جمعها ضمن برنامج التقييم للتجارب السابقة (الجنوبية والوسطى) تُعد من أكثر المعلومات شمولية في منطقة الشرق الأوسط، وهي ذات قيمة فريدة من نوعها في تقييم تأثير بذر الغيوم في "الهاطل المطري"، والتأثيرات الأخرى في البيئة والطقس والمناخ في المنطقة.
وتابع: "اكتسب هذا البرنامج في مرحلته الحالية معلومات جديدة عن "الهاطل المطري" وطقس المنطقة الوسطى من المملكة، والتي سيكون لها فائدة كبيرة في دراسات تقييم مصادر المياه في المستقبل".