محدودية الاكتتاب في «دانة غاز» الإماراتية.. هل تعوض مشقة سفر السعوديين للاكتتاب؟
جدة: ابراهيم الفقيه
يبدو ان المستثمرين السعوديين في «دانة غاز» لم يدركوا ان محدودية الاسهم المطروحة للاكتتاب لا تستحق عناء السفر، والتنقل في ارجاء مدينة دبي للبحث عن سكن والذي لم يكن مجديا نظرا لما تشهده المدينة من زحام من كثرة توافد السعوديين عليها خلال فترة الاكتتاب التي بدأت قبل اسبوع وتنتهي بنهاية يوم الثالث من الشهر الجاري.
وكان قد ادى التسابق الكبير في الاكتتاب في الشركة الاماراتية، الى تعطل الكثير من السيارات على الطريق بين البلدين نظرا لاستنفاد وقود السيارات في محطات البنزين. ولما كان الطريق مزدحما بالسيارات فقد ادى ذلك الى صعوبة تنقل شاحنات الوقود التي تمد المحطات بالبنزين.
ولعل بريق الاكتتاب في «دانة غاز» دفع المستثمرين السعوديين للسفر الى دبي لمجرد الاكتتاب دون التحقق من انه قد لا يكون مستحقا للعناء، غير ان احمد الشهري، احد المستثمرين في الشركة، قال ربما هو كذلك، ولكن فورة الاسهم سوف تغير الحال، نبدأ بالقليل وننتظر السوق والمتوقع انها ترفع سعر اسهم الشركة وربما في غضون شهور نعوض خسارتنا، ولكن ناصر عبد العزيز العبدان محلل في سوق الاسهم السعودية، لا يوافق الشهري في ذلك ويرى انه كان من الافضل شراء كميات مناسبة من السوق بعد طرح السهم للتداول والانتظار لان فارق السعر مع وجود كميات كبيرة سيكون مجديا.
واضاف العبدان ان محدودية الاكتتاب في «دانة غاز» قد لا تؤدي الى جدوى تستحق عناء السفر، وفي هذا دليل على عدم وعي الكثير من المستثمرين بمعنى الاكتتاب. وقد بينت الكثير من التقارير الواردة عن الاكتتاب زيادة الإقبال من جميع مواطني دول الخليج والذي يعني ان ذلك سيؤدي الى تخفيض نسبة التوزيع والتي غالبا ما تكون ما بين 1 الى 2 في المائة وذكرت بعض الصحف انها قد تكون مابين 20 الى 30 سهما للفرد الواحد. فلو افترضنا ان مكتتبا ومعه اربعة من افراد اسرته حصلوا على اسهم مابين 100 الى 150 تقريبا، ولما كان السهم سيتم تداوله في اول يوم بـ10 دراهم (وهو رقم مبالغ فيه) فمعنى هذا ان القيمه السوقية لأسهم هذا الشخص لن تتجاوز 1500 درهم. ويتساءل العبدان هل هذا السعر يكافيء ما تكبده هذا المكتتب من عناء ومن تكاليف سفر.
وتعد شركة «دانة غاز»، التي طرحت في الاسبوع الماضي ملياري سهم للاكتتاب العام وبمعدل درهم للسهم الواحد، أول شركة غاز تابعة للقطاع الخاص، تطرح للاكتتاب العام في منطقة الخليج. وتضم قائمة المؤسسين نحو 250 من المؤسسات ورجال الأعمال الخليجيين. وتوقع العبدان ان يتجاوز الاكتتاب في «دانة غاز» 150 ضعفا، وذلك بضخ 300 مليار درهم فيها.
ويقول العبدان ان الاستثمار في مجال الغاز الطبيعي سوف يحقق نجاحا كبيرا وبين ان منطقة الخليج تمتلك منه، وحسب تقارير فبراير (شباط) الماضي ما مجموعه 719 مليار متر مكعب، كما أن معدل نسبة حجم احتياطيات الغاز الطبيعي إلى معدل الإنتاج في الخليج وهو مقياس غالباً ما يستعمل كمؤشر للطاقة الإنتاجية على المدى القريب عال جداً، حيث يبلغ نحو 264 سنة مقارنة بالمعدل العالمي الذي يبلغ نحو 67 سنة فقط.
|