عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2005, 02:38 AM   #4
د. علي دقاق
مستشار اقتصادي
 
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 984

 
افتراضي حتى يكون السوق أكثر استقراراً.....

:619:


الحمد لله الذي لا يحمد على مكروهـ سواهـ والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل عندما طلب منه أن يسعر للناس في سوقهم وهو على رأس الدولة آنذاك قال " إن الله هو القابض الرازق الباسط المسعر ... الخ الحديث في صحيح مسلم "

وبعد هجرته صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة وجد الناس يتسوقون لدى بنى النضير على مسافة من المدينة وبرسم دخول فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن ذهب إلى مكان فسيح وخطه برجله ثم قال "هذه سوقكم فلا ينتقصن ولا يضربن عليه خراج " أخرجه إبن ماجة والطبراني .

وأيضا من البدهيات الفقهية عدم القبول بتعارض " تضارب " المصالح , وذلك لتجنب توليد المفاسد وبناء الباطل على الباطل .

وأخيرا أذكر القاعدة الفقهية والمستنبطة من حديث يعتبر من جوامع الكلم ورد في الموطأ للامام مالك وهو " لاضرر ولا ضرار " والقاعدة تقول " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح " ومن هنا جاء منع الاحتكار بحبس السلع بقصد إغلائها .

بعد أن أشبع الأخوان من أعضاء تداول ما حدث أمس الخميس في السوق والذي تناولت جزء منه عبر سي إن بي سي سوف أخرج عن هذا النطاق وأصطحبكم في رحلة تقييمية للسوق بعيدا عن التحليل الفني والأساسي .

هنا لا احاول إعطاء درس في الحديث ولكن أوردت الحديثين أعلاه لنتفقه منهما معنى آلية السوق الحر وأهمية المعلومة " النظام والقانون " المتداولة في السوق في التأثير على قرارات الناس في السوق ضمن متغيرات وآلية عمل السوق .

اختراع السوق ياأخوان من أهم المنجزات الحضارية وكلما كانت المبادلات بين الناس تقع في سوق واحدة كلما ساعد ذلك على تحقيق الكفاءة والعدالة في المعاملات بين الناس بتوفير المعلومات المتماثلة للجميع وقد ضمنها بعض العلماء تحت قاعدة " مالايتم الواجب إلا به فهو واجب " ولذلك جاء المنع بتلقي الركبان والجلب قبل أن يصل السوق والعبرة في عدالة الحصول على المعلومة .

بعد هذه المقدمة التي أتمنى أن تستحسنوها والتي تضمنت بعض ضوابط السوق العامة لنبدأ معا رحلة تقييم لسوق الأسهم السعودي على ضوء الضوابط المذكورة .
والسؤال المهم هو : هل سوق الأسهم السعودي مكتمل الدائرة ؟

نظريا ... نعم
عمليا ... لا

ولكن لماذا نظريا نعم بينما عمليا لا ؟

من معرفتي العلمية بقواعد وضوابط وشروط الأسواق أن تخلف ــ غياب ــ أحدها يسقط السوق بالمفهوم المتعارف .

أجزم بأن السوق ــ مكان وزمان ــ قائم ونظام السوق المالية أيضا موجود وربما معمول به أو ببعض جزئياته ووسائل تنفيذ الصفقات من اتصال هاتفي وانترنتي وشخصي أيضا معمول بها ولكن لماذا لم يفلح كل ذلك في تحقيق الاستقرار النسبي للسوق ؟ فأين الخلل إذاً ؟

ندخل في لب الموضوع , التداول في السوق تحكمه وتتحكم به البنوك التي هي بضاعة في السوق ( أسهمها ) وشريك في السوق ( محافظها ) ووسيط في السوق على وجهين فهي وسيط بين فئة الفائض وفئة العجز ( التسهيلات ) ووسيط في تداول الأسهم في السوق وهنا مربط الفرس وبيت القصيد الذي تظهر من خلاله قمة التضارب في المصالح التي فتحت الباب للمفاسد وبنيت التداولات على باطل وبالتالي فإن ما بني على باطل فهو باطل ( النتائج ) وأهمها استمرار توقع عدم الأستقرار وما يتبعه من استغلال للعامل النفسي لدى المتداولين وبأسوأ صوره خاصة لصغارهم .

نظام السوق الجديد ياأخوان من أرقى الأنظمة وقد قرأت النظام وآلياته ما نشر منها وما لم ينشر وهي مطبقة وبنسبة كبيرة ولكن يظل النظام غير فاعل طالما بقي الباطل المتمثل في بقاء البنوك كشريك ووسيط وبضاعة في السوق مع أن وظيفتها الأساسية كوسيط في التسهيلات بين فئتي العجز والفائض .

لقد طالبنا مرارا وتكرارا بأن ماكان مقبولا في السابق لم يعد مقبولا في الحاضر ولاسباب لاتحتاج إلى جهد لاثباتها . فالمحامي مثلا وبموجب نظام المحاماة يمنع من استلام قضية المدعي والمدعى عليه بسبب تضارب المصالح وقس على ذلك الكثير من الأمور والنشاطات فلماذا هذا الاصرار على بقاء الحال كما هو عليه من مضار في سوق الأسهم .

نعرف أن البنوك تمثل مجموعات ضغط قوية ولن تتنازل بسهولة عن ما تحققه بمناشيرها وهواميرها من مداخيل بمئات الملايين فقط من عمولات التداول ولو سلمنا جدلا بضرورة استمرار الوضع فلماذا لاترقى البنوك بآلياتها الاتصالية خاصة الانترنتية إلى الحد الأدني من الجودة المطلوبة حتى لا تختلط الأعذار الفنية بالأسباب السلوكية .

إذا لم نستطع أو لم تستطع الهيئة أثبات السبب في تعطل أنظمة التنفيذ مع كل أزمة يمر بها هذا يجعلنا نشك بوجود هاكرز مستقلين لاخفاء الجرم الاقتصادي ويعملون لحساب البنوك ومحافظها . هنا نريد تفسيرا ومن أية جهة كانت عن أسباب تكرار السيناريو مع كل رحلة هبوط حاد أو شبه حاد أو مع أي نية تصريف .

نقطة مهمة أخرى تتعلق بالتلاعب في صياغة الاعلانات وتوقيتها وما تسببه من ارباك للسوق والمتعاملين .

أسئلة كثيرة يثيرها وضع السوق ولعل في مداخلات الأخوان مايضيف ويوضح أكثر مما ذكرت وأرجو المعذرة على الاطالة .

مع تحياتي للجميع

محبكم : د. علي دقاق
د. علي دقاق غير متواجد حالياً