عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-2009, 01:41 PM   #18
الخماهو
فريق المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 1,260

 
إبتسامة عريضة

مراهقات يلجأن للعمالة الوافدة لتوفيرها لهن من بقالات الأحياء الشعبية..
[FONT='Arial', 'sans-serif']( الخرش ) و( زند العبد ) و( النونو ) أشهر التسميات الشبابية للكولونيا المسكرة في الرياض والهيئة تشدد الرقابة على محلات بيعها لخطورتها الشديدة..!
[/FONT]

الرياض: قضايا سعودية

رغم أن الكثير من الدلائل تشير إلى قدم ظاهرة تعاطي الكولونيا كمشروب مسكر في أوساط فئة الشباب في السعودية وتشهد بذلك صكوك الأحكام الصادرة بحق متعاطي الخمور,الذين درجوا على الاعتراف أمام القضاة بتعاطيهم للكولونيا خشية الإيقاع بمروجي المسكرعن طريقهم, إلا أن حالات الوفيات بكم كبير بسببها لم تظهر إلا خلال السنوات القليلة الماضية, ويعود ذلك إلى تلاعب الشركات الصانعة لها في نسب مواد التصنيع بغية التوفير في التكلفة المادية، مما جعلها شديدة السمية، وقاتلاً أشد وأسرع فتكاً من أخطر أنواع المخدرات.
ويرجع بعض المطلعين على تاريخ هذه الظاهرة بدايتها إلى مطلع الثمانينات الميلادية عندما غزت الأسواق أنواع متعددة من الكولونيا بأسعار رخيصة مقارنة بالعطور الدارجة آنذاك, وقد تنبهت بعض الشركات المصنعة لها إلى مسألة تعاطيها عن طريق الفم، فقامت باستبدال الغطاء العادي للعبوة بغطاء بخاخ، حتى تصعب مهمة المتعاطي الذي أخذ بدوره في العزوف عن شراء الكولونيا من هذا النوع واتجه للنوعيات الأخرى.

كما ظهرت تسميات شعبية بين المتعاطين لأنواع الكولونيا, فهناك نوع يسمى الخرش، تتميز عبوته بشكلها الأسطواني، إضافة لبروز نتوءات مدببة تغطي سطحها وتتراوح أسعارها بين 8 إلى 15 ريالاً ويباع الكرتون منها بسعر 42 ريالاً في مستودعات بعض المصانع. وهناك نوع يسمى زند العبد لا يختلف كثيراً عن الخرش إلا في اللون، حيث يميل لون السائل إلى الأصفر الغامق, كما أن هناك نوعاً شديد الخطورة ينتشر بين المراهقين ويعرفونه بينهم باسم النونو، حيث يتميز بصغر حجم عبوته ولون سائله المائل إلى الأزرق الفاتح نوعاً ما, وهناك نوع جديد من الكولونيا المصنعة في مصر والتي تتميز بصغر حجم عبوتها نزل إلى الأسواق مؤخراً بسعر 3 ريالات فقط.
أما عن الفئات التي تقبل على تعاطي الكولونيا، فيشير عادل النوب وهو أحد أصحاب المحلات التجارية التي تبيعها إلى أنها تنحصر في 3 فئات هي:
* فئة المراهقين الذين لا يعون مخاطر تعاطي هذه المادة.

* فئة مدمني الكحول الذين لم يعد يجدي نفعا معهم تعاطي المسكر العادي المسمى بالعرق، حيث يجدون في الكولونيا ضالتهم بسبب التركيز العالي لنسبة الكحول الصافي فيها.

* فئة مدمني الكحول الذين لا يملكون مالاً يستطيعون شراء مسكر آخر به أو لا يعرفون طريقاً للوصول إلى مروجي الخمور.

وعن كيفية تعاطي الكولونيا يوضح أحد مدمنيها، رفض ذكر اسمه، والذي التقينا به في حي الحلة بمدينة الرياض، وهو يتسول لشراء المسكر، حسب إفادة مجموعة من سكان الحي, أن المتعاطي لا يشربها إلا بعد خلطها بمشروب البيرة أو بأحد المشروبات الغازية ولا يمكن خلطها بالماء لأنها تصبح سامة حينذاك على حد قوله.

والمتجول في الأحياء القديمة في وسط الرياض يلحظ وجود أشخاص اعتادوا على التسول من أجل شراء المسكرات، وعلى رأسها الكولونيا ذات السعر الزهيد، ويكاد جميع هؤلاء المتسولين يتفقون في الصفات الظاهرية من حيث الملابس التي يرتدونها والتي تتمثل في فنيلة داخلية متسخة وسروال طويل، وقد يعمد بعضهم إلى ارتداء فروة أو بالطو شتوي فوقها حتى في أشد أيام الصيف حرارة ليستطيعوا تخبئة الكولونيا بداخلها عن أعين المارة.

ودرجت محلات العطور مؤخراً على عدم بيع الكولونيا التي اشتهرت بين المتعاطين إلا بطرق ملتوية، كأن يتعامل المدمن مع العامل دون علم صاحب المحل, وأكد أحد الباعة في محلات بيع العطور، وهو من جنسية شرق آسيوية، أن هذه المحلات شهدت مؤخراً جولات تفتيشية مكثفة من قبل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، للتأكد من عدم بيع الكولونيا للمراهقين، مما جعل الكثير من أصحاب المحلات يحاولون إبعاد الشبهات عن محلاتهم بعدم بيع الكولونيا أو عدم وضعها في مكان ملاحظ من قبل الزبائن, ولأنها تلقى رواجاً شديداً بين فئة المتعاطين، فقد دخلت محلات أخرى في قائمة بيع الكولونيا كمحلات البضائع الرخيصة التي تسمى بمحلات "كل شيء بريالين" والكثير من محلات بيع المواد الغذائية، خاصة تلك التي تقع في محطات البنزين على الطرق السريعة, كما أن هناك باعة متجولين أغلبهم من جنسيات شرق آسيوية ينتشرون في أحياء وسط المدينة ويبيعونها للمراهقين والأشخاص الذين يثقون بهم من المتعاطين بزيادة في السعر تقارب الريالين .

ويؤكد البائع عبد الحي، الذي يعمل في بقالة صغيرة في حي الجرادية بالرياض، أن هناك فتيات مراهقات كن يلجأن لشراء الكولونيا من البقالة التي يعمل بها قبل أن يتوقف صاحبها عن بيعها، بعد أن نصحه أحد سكان الحي، بأن بيعها أصبح عملاً مشبوهاً نظراً لشيوع استخدامها كمسكر بين الكثير من الشباب.

وعن الأضرار الصحية لتعاطي الكولونيا، يقول الدكتور سليم عبدالرحمن سليم: إن من خطورة تعاطي الكولونيا عن طريق الفم أنها تتسبب في حصول تدهور تام في وظائف الكبد وقد تؤدي إلى حالة تليف كامل للكبد ومن ثم الوفاة، كما أن تعاطي الكولونيا يؤثر على الأعصاب الطرفية بشكل كبير فتحدث الرعشة في اليدين عند المدمنين بشكل ملحوظ ولا تقف خطورة الكولونيا فقط عند المتعاطين، بل أيضاً المدمنين الذين توقفوا عن تعاطيها فجأة، حيث تصل نسبة حدوث الوفاة نتيجة التوقف المفاجئ عن تعاطيها إلى 20% من نسبة مدمنيها، ويجب على المدمن التوقف عن التعاطي تحت إشراف صحي ومتابعة طبية، لأن جسم المدمن يجب أن يتخلص من سموم الكولونيا تدريجياً وإلا تعرض لمضاعفات خطيرة منها الوفاة, لذلك يتم علاج أصحاب هذه الحالات بإعطائهم جرعات مخففة من الكحول تدريجيا حتى يتم التوقف نهائياً عن تعاطيها دون مخاطر صحية.

أما الأخصائية الاجتماعية، سلطانة الراشد، فأكدت أن تعاطي الكولونيا ظاهرة متفشية لأسباب عدة، أهمها جهل المتعاطي بعواقبها الصحية والاجتماعية الخطيرة، إضافة إلى كون الكثير من اللاجئين لتعاطي الكحول بشكل عام يقومون بهذا التصرف هرباً من مشاكلهم التي يعجزون عن حلها، وقد يقومون بهذا التصرف أيضاً نتيجة لغياب العقل تحت مؤثر الاكتئاب الحاد بسبب الضغط النفسي وقلة الحيلة أحياناً, وبما أن الكولونيا تباع بسعر زهيد، فمن الواضح أن أغلب الهاربين إلى جحيمها هم من الأشخاص الذين يعانون من ظروف مالية سيئة جداً، مما يسبب لهم حالة قاسية من الاكتئاب يحاولون تجاوزها بالهرب من واقعهم بتعاطي ما يغيّب مداركهم.

ويعلق الشيخ محمد العمري، إمام مسجد، على الموضوع بقوله: لا شك أن تعاطي الكولونيا يندرج تحت تعاطي جميع ما يذهب العقل، سواء كان من الخمور أو المخدرات، وهو أمر يحرمه الدين الإسلامي، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه" "المائدة:90", وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "أتاني جبريل فقال: يا محمَّد إن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها وساقيها ومسقيها" "أخرجه الحاكم وصححه البيهقي". ومن المعلوم أن الخمر تسمى بأم الكبائر نظراً لأضرارها العظيمة فهي تصرف عن ذكر الله وعن الصلاة وتتسبب في قطع الرزق وتزرع العداوة والبغضاء في قلب صاحبها وتزيل النعم و تجعل صاحبها يجترئ على ارتكاب جميع المعاصي والجرائم دون خوف من الله عز وجل، ولذلك سميت بأم الكبائر. وانتشار ظاهرة تعاطي الكولونيا بين الشباب اليوم دليل على ضعف الإيمان والابتعاد عن طاعة الله وعدم اجتناب الكثير منهم لنواهيه، ولذلك ننصح كل من ابتلاه الله بهذه المعصية أن يتوب إلى ربه ويحفظ ماله وعقله، فإنه مسؤول عن صحته وماله.
الخماهو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس