قطاع الأعمال يشيع مؤسس المصرفية الحديثة في البنك الأهلي
جدة: مشاري الوهبي
شيعت في جدة فجر أمس جنازة رجل الاقتصاد والأعمال المصرفي محمد سالم بن محفوظ، بعد أن أسهم على مدى قرن بفعالية في الحركة الاقتصادية في البلاد، ومسيرة العمل المصرفي، عبر البنك الأهلي التجاري.
وتدرج بن محفوظ خلال فترة عمله بالبنك الأهلي 1966 - 2002 في مناصب عدة، مرورا بتعيينه عام 1987 رئيساً للجنة الإدارة العامة وحتى شغله منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي والمدير العام على مدى أكثر من 10 سنوات.
واتفق مجموعة من القياديين والموظفين المعاصرين لعمل الراحل، على قيادته وحنكته في إدارة الأمور التجارية والمصرفية، وتطوير القوى العاملة في الشركات التابعة له عبر استخدامات التكنولوجيا الحديثة.
ويقول عن الفقيد مدير المجموعة المصرفية الإسلامية في البنك الأهلي عبد الرزاق الخريجي لـ "الوطن" كان للفقيد دور كبير في النقلة النوعية للبنك ونقله من العمل المصرفي التقليدي إلى المصرفية ذات التقنية الحديثة والتي تضاهي المصرفية العالمية.
وزاد يروى كيف كان الفقيد وهو الذي عاصر على مدة تتجاوز 15 عاما، يلعب دور القائد والموجه لفريق العمل من حوله، بأخلاقه أولا وبعفويته، ليتولى زمام الأمور بنفسه موجها ومعلما، وفي ذات الوقت قائداً محبوباً من الجميع.
من جانبه قال الرئيس التنفيذي لـ"سدكو" احمد سليمان باناجة، وهي الشركة التي يرأس مجلس إدارتها الفقيد بن محفوظ، "كان يتفادى الإعلام على الرغم من تأثيره القوي على عقل وقلب كل من تعامل معه، الجميع يشهد له بمكارم الأخلاق، الشخص المتواضع، صاحب المبادئ والقيم التي كان لها تأثير إيجابي على كل من قابله". ويضيف كان صاحب رؤى في العمل قد يرى البعض أنها مستحيلة ولكن بمقدرته القيادية وتعامله مع الأمور بشفافية ووضوح يسهل للآخرين الوصول إلى تلك الرؤى.
وقال نائب الرئيس للموارد البشرية والشؤون العامة طارق حسين رقبان، إن محمد بن محفوظ شخصية متميزة ذات مقدرة قيادية فذة، كان يرسم لك صورة للمستقبل ويوضح المحاذير ويعطيك الصلاحيات ويترك لك حرية اختيار طريقة التطبيق والتنفيذ ويدعم تقدمك حتى وإن اختلف معك في التفاصيل، ففكره ونظرته كانت دائما للمدى الطويل ولديه الحنكة والصبر ليحقق الطموح وهذه المقدرات القيادية هي ما جعل من سدكو الرائدة في عالم الاستثمار والاقتصاد الإسلامي.
و تذكر رقبان قائلا "أذكر حين زرته أول مرة للمقابلة الشخصية تمهيدا لتوظيفي في سدكو أنني أعددت نفسي إعدادا طيبا لأقابل هذه الشخصية ذات الخبرة الإدارية الطويلة، عندما حضرت لمكتبه وبدلا من أن يجلس إلى مكتبه وأكون جالسا أمامه كما هو الحال في المقابلات الشخصية أجرى المقابلة في الصالون الملحق بمكتبه وأجلسني على كنبة الزوار وكأني من كبار الزوار وكان يعاملني على هذا الأساس.
وأضاف "برهبة الموظف الجديد كنت مرتبكا، إلا أن كرمه وطيب تعامله عاد الأمور لطبيعتها، زارعا في الشخص الذي أمامه الثقة وكان هذه حاله مع كل من يقابله".
يذكر أن الراحل محمد بن محفوظ، من مواليد مدينة جدة وهو أكبر أبناء سالم بن محفوظ مؤسس البنك الأهلي التجاري وأكمل دراسته الجامعية العليا في بريطانيا في مجال الإدارة المالية والبنوك الدولية.