عرض مشاركة واحدة
قديم 24-01-2009, 06:27 AM   #48
سعد الجهلاني
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 52,139

 
افتراضي

المقال
نتائج عام 2008م تكشف حقيقة "عدم التأثر بالأزمة العالمية"!


عبدالرحمن بن ناصر الخريف
إذا كانت نتائج شركاتنا خلال الربع الرابع لعام 2008م قد صدمت الكثير من المتابعين لماينشر "صحفيا وفضائيا" عن الأزمة العالمية، فإنهم بالتأكيد سيصدمون مرة أخرى بالنتائج القادمة! لكون المعلومة التي تتعلق بالاقتصاد أو بأسواق الأسهم لاتصل للجميع قبل أن تستغل بتحقيق أعلى الأرباح او بالهروب بأقل الخسائر لان السوق يتأثر بالمؤشرات قبل وقوع الأحداث! فعبارة "عدم تأثرنا بالأزمة العالمية" أو أن التأثير محدود.. سمعناها كثيرا منذ ظهور الأزمة من مسؤولي البنوك والشركات ومديري المحافظ والمحللين وصدقها الجميع بما فيهم المسؤولين وكأننا نعيش في كوكب آخر! لتطغى تلك التطمينات على كل ماطرح لإيضاح حقيقة الأزمة وتأثيراتها! فتلك النتائج تعيدنا لطرح التساؤل حول لغة التطمين التي نُشرت وعما إذا كانت جهلا بالأزمة أم تضليلا للمستثمرين؟ فقد تكون الأزمة العالمية وجها جديداً لانهيار فبراير 2006م فتشابه الأحداث السابقة واللاحقة لكل منهما والمستفيد منها يؤكد ذلك! لقد شهد الأسبوع الماضي - وفقا للتوقيت المعد لذلك – موجة كبيرة من إعلانات الخسائر الفادحة او الانخفاض الكبير للأرباح، لتنجح سياسة "صانع السوق" بالضخ المركز للإعلانات المؤثرة خلال يومين، لتتجاوز شركاتنا ومجالس إداراتها مرحلة عصيبة اعتماداً على أن الأزمة عالمية والجميع متأثر بها وليتم تحت ذلك دفن كل الأخطاء والتجاوزات التي تسببت في ذلك وعبر تحجيم الضرر على مؤشر السوق باستغلال الهامش السعري الذي تم خلقه قبيل انكشاف الحقائق، فالمؤشر رفع عنوة من 4300 نقطة الى 5300 نقطة وسهم سابك (مثلا) رفع من (42) ريال الى (61) ريال خلال (13) يوم فقط على الرغم من وضوح التأثر لكبار المستثمرين! ولكن مع قسوة إعلانات الربع الرابع2008م مازلنا نتساءل: هل حقا تضمنت تلك الإعلانات كل الحقائق عن نتائج أعمال شركاتنا وبنوكنا خلال هذا العام؟ فقد يكون لصانع السوق رأي آخر رغب من خلاله التدرج في إبراز حجم التأثر بالأزمة الذي أصاب بشكل بالغ - وغير متوقع لبعض المسؤولين- جميع شركاتنا الكبرى! فلنتذكر بان جميع بنوكنا طُلب منها نشر تأكيدات بعدم التأثر بالأزمة، لكون بعضها – وفقا لما أعلن - حقق خسائر كبيرة بالربع الرابع!
إن أسوء ماقد نواجهه في سوق الأسهم خلال الفترة القادمة هو استغلال الحدث (الأزمة العالمية) أكثر من مرة ضد صغار المستثمرين بالسوق ومن خلال سياسة التوجيه لقراراتهم خلال خلق الموجات والتذبذبات الكبيرة لاسعار السوق! فبعد تأكيد بنوكنا وشركاتنا بعدم التأثر من الأزمة تم طبقا ل ( تحديث الأسهم الحرة يكشف خطط المستثمرين 23/7/1429ه) تتبع المتغيرات على نسب كبار الملاك التي تبين منها أن هناك خروجا كليا لبعضهم وتخفيض آخرين لنسب تملكهم (عدا القلة ممن لاتعنيهم تقلبات السوق) إلا أن الغريب هو انه مع بيع بعض كبار المستثمرين لأسهمهم وجدنا صناديق استثمارية - منها حكومية – تشتري وترفع نسبة ملكيتها في شركات انخفضت أسعارها بعد ذلك بأكثر من (50%) وذلك على الرغم من أنها عضو في العديد من مجالس إدارات شركات كبرى تأثرت بشكل كبير بالأزمة ولديها المعلومة الصحيحة عن حجم التأثر ونتائج الأعمال في وقت مبكر! وبالتأكيد أيضا فان هناك من استفاد من التطمين غير الدقيق بالبيع قبل انكشاف النتائج وانخفاض الأسعار! وكما أن هناك خسائر لم يتم الأخذ بها حتى الآن بالقوائم المعلنة لبعض الشركات وفقا للتقييم الحقيقي للأصول والاستثمارات، فان المؤسف - وفقا لقراءة بعض الأرقام - أن من استفاد سابقا بالبيع قبل انكشاف حجم التأثر هو من يضخم حاليا من حجم التأثر بالأزمة! وسيكون الأمر أكثر خطورة لو تم تضخيم المخصصات التي تضمنتها القوائم المالية المعلنة (كخسائر غير محققة) نتيجة انخفاض تقييم استثمارات الشركة او المخزون! فتلك أساليب محاسبية تُمارس في بعض الشركات على المستوى الدولي ويجب أن يتنبه إليها مراجعو الحسابات لدينا قبل الختم بدقتها! ففي سوق الأسهم يمكن من خلال رفع حجم الخسائر بالشركة أن يحقق المضارب المزيد من الأرباح، سواء بتعديل القوائم المعلنة بعد التدقيق او بعد تقييم الربع الأول 2009م وخصوصا مخصص انخفاض قيمة المخزون! فقبل هذه الأزمة ومشاكلها سبق أن شاهدنا شركات تعلن عن أرقام جديدة للأرباح بقوائمها المدققة لعام 2007م وبفارق كبير عماسبق الإعلان عنه بشاشة تداول! ومن هنا سنجد أن من قام بالشراء بالشركات التي أعلنت الخسائر الكبيرة لابد له ان يهيئ الوضع لرفع أسعارها للبيع قبيل إعلانات الربع الاول2009م التي ستكشف جانباً مؤجلاً من التأثر بالأزمة وسنرى حينها أن التضليل هذه المرة أتى من القوائم المالية!
سعد الجهلاني غير متواجد حالياً