[ابوفهد]

تمتلك اليونان تراثا لا يضاهى ولا يقارن، فهي أول من صدر للدنيا الفوضى والدراما والتراجيديا والديمقراطية قبل أن تظهر الدول الحالية، ومن ضباب اثينا الى لمعان الجزر المبهر ستجد في اليونان العديد من الأماكن القديمة الرائعة ومنها "صرة الكون" في ديلفي والأعمدة الساقطة في جزر ديلوس وقصور مينسو بكريت، وقد ترى بقايا قارة اطلانتكا الغارقة في سانتوريني إن حالفك الحظ، واليونانيون شعب متمسك جدا بالتقاليد الا ان ذلك لا يعني انهم لا يعرفون كيف يحصلون على قسط من المتعة، فقد ورثوا هذا الميل عن ديونيسيوس، وفي الحقيقة فان الشمس المشرقة والبحار الصافية تجعل اليونان هي المكان الأنسب للاسترخاء، سواء كنت ترتشف القهوة على مقهى قريب من الشاطىء أو كنت تحتسيها في صالة رقص خافتة الاضواء، فالفرصة دائما متاحة لك.

أثينا.. زهور الجورانيوم في كل شرفة

تحتل اثينا نفس المرتبة التاريخية العظيمة مع روما والقدس وحتى الآن فقليلون من تجذبهم المدينة الحديثة وأغلب الزوار ينظرون لما هو خلف الدخان المتصاعد والبنايات العالية التي أقيمت على عجلة لايواء اللاجئين القادمين من آسيا الصغرى خلال عملية التبادل السكاني مع تركيا عام 1923، ولكن خلف هذه القشرة الاسمنتية مازالت هناك بقايا من سحر.. ففي كل شرفة تجد زهور الجورانيوم وفي كل شارع وميدان ترى اشجار البرتقال.
واثينا خليط من الشرق والغرب، ففي شوارعها ترى الباعة الجائلين والمحلات الملونة والبازارات التركية بينما تعيدك قصورها العتيقة لأيام اثينا الخوالي، عندما كانت باريس البحر المتوسط، وتقف الاكروبوليس أو هيكل الالهة اثينا حارسا على قمة العاصمة وتستطيع ان تراها من أي مكان في المدينة. فقد قام بيريكليس عام 510 قبل الميلاد بتحويل الأكروبوليس الى مدينة للمعابد المختلفة بعدما أوحى اليه "الاله أبولو" بأن يجعل منها مدينة للالهة. والمدينة كانت معرضا للتماثيل الضخمة والملونة واللامعة، والتي كان بعضها برونزيا ومنها من طلي بالذهب وزين بالاحجار الكريمة. واليوم فمازالت بعض التماثيل المرمرية باقية، والى جوار هيكل الالهة توجد "الارششيون" وهو المكان الذي تقف فيه


العذراوات الست مكان الأعمدة وكذلك مسرح دينوسيوس القديم الذي خرجت منه الملاحم اليونانية القديمة والذي يقع على جنوب هيكل الآلهة أو الاكروبوليس.



شمال شرقي الاكروبوليس توجد بلدة بلاكا والتي تم اعلانها في الأصل عاصمة لليونان المستقلة وما زالت بلاكا محتفظة بسحر أزقتها الضيقة متحدية الضغوط التجارية وعلى اطرافها توجد "أجروا" أو السوق القديمة التي كانت تشكل مركز الحياة الحضرية لأهل اثينا القديمة وهناك أيضا العديد من أماكن الجذب مثل المتحف الوطني الأثري والذي يضم عدداً كبيراً من المقتنيات بداية من أثار مدينة "مسيني" القديمة وحتى قصور مينون في سانتورني وكذلك متحف التاريخ اليوناني القديم والذي يضم مجموعة رائعة من أعمال كبار الفنانين أمثال مودجولياني وبرنكوس وبيكاسو، وبلاكا هي أشهر أماكن الإقامة في اثينا وقد تسمح لك بعض الفنادق بالمبيت على "الروف" خلال الصيف خاصة في يوليو واغسطس حيث تكتظ بالسائحين.

أفضل الأوقات لزيارة اليونان

الربيع والخريف هما الفصلان المناسبان لزيارة اليونان فالظروف الجوية ملائمة تماما بداية من عيد الفصح وحتى منتصف يونيو فالطقس يكون دافئا في أغلب الأماكن وتتوافر المواصلات العامة وهي متاحة بأسعار رخيصة ولكن من منتصف يونيو حتى اغسطس تعد هذه الفترة هي المواسم السياحية، ولكن الظروف المناخية تكون جيدة أىضا من اغسطس حتى منتصف اكتوبر عندما تهب الرياح ولكن الشتاء هو الفترة السياحية الميتة حيث يختفي السياح ولا يعودون قبل ابريل رغم ان المطاعم والاماكن السياحية والفنادق تبقى مفتوحة طوال هذه المدة.