من يحمي صغار المتداولين ..؟
نجحت هيئة السوق المالية خلال السنتين الأخيرة في ضبط إيقاع سوق الأسهم السعودية وخففت من ( مخاطره ) إلى درجة كبيرة خاصة على ( صغار ) المتداولين الذين يمثلون دائماً النسبة الكبرى من ( الخاسرين ) وقد عجز كثير منهم عن ( إستعادة ) رأسمالهم الذي خسروه في نكبة ( 2006 ) وكثير منهم إستمر في السوق على ( أمل ) التعويض بعد أن لمس بعض التحسن في ( تذبذب ) الأسهم وتحركات المؤشر .
خلال الشهرين الأخيرة دخلت السوق سيولة مضاربية إنتهازية استهدفت أسهم المضاربة ( المشهورة ) قديما مثل الأسماك والشرقية ومبرد والغذائية وغيرها وأضيف اليها عدد كبير من شركات قطاع ( التأمين ) وقد خلقت هذه السيولة إنطباعاً مضللاً للمتداولين ورفعت العديد من الأسهم بلا سبب ( جوهري ) وبلا مبرر يمكن تعليله ألى اسعار فلكية لا تستحقها تلك الأسهم وبصفتي متعامل في سوق الاسهم أكثر مني ( محلل ) فإني أجزم أن لهذه الموجة ( المضاربية ) العديد من ( الضحايا ) وجلهم إن لم يكن كلهم من ( صغار ) المتداولين .
ملاحظاتي هنا ليست على ( المضاربة ) لأنها ملح السوق والمضاربة صفة ( ملازمة ) لأسواق المال ولكن ليس بالشكل الذي رأيناه يتكرر مرة أخرى في سوق الأسهم السعودي فسهم الأسماك صعد من سعر 26 الى 50 في نسب ( عليا ) متتالية وهبط بعد ذلك في نسب ( دنيا ) متتالية وكذلك سهم ( بروج ) من قطاع التأمين حيث صعد من سعر ( العشرينات ) الى أكثر من ( 250 ) ريال في نسب عليا متتابعة ثم عاد وهبط بنفس طريقة صعوده .
هذه التداولات تضر بالسوق وتضر بالمتداولين وأنا كمتعامل في السوق أعرف أن ذلك قد يتم دون ( مخالفة ) لائحة سلوكيات السوق وذلك أنه يمكن الوصول أو تحقيق النسبة العليا دون ارتكاب مخالفة ( سلوكية ) منصوص عليها وهنا يجب على الهيئة أن تعود الى نظامها الأساسي الذي يلزمها بـ( حماية ) السوق وحماية المتداولين وأن تتدخل تحت ( مظلة ) هذا النص حتى وان كانت تعاملات ( المضارب ) متفقة مع لائحة سلوكيات السوق في ( شكلها ) ولكنها في الحقيقة مخالفة لها في ( مضمونها ) و ما يترتب عليها.
عبدالله بن أحمد آل محسن
أبها ـ 10 – 01 – 1433 هـ
|