عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-2011, 12:08 PM   #18
شرواك
فريق المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 20,000

 
غاضب

السكر المر يهاجمنا!

أجراس الخطر التي أطلقها الأستاذ واستشاري السكري والغدد الصماء في جامعة "شيفيلد" البريطانية، البروفيسور "سولومون تسفاي" يجب أن يسمعها ليس المسؤولون في المملكة فقط، ولكن يجب أن يسمعها ويهتم بها المجتمع السعودي كله، فقد كشف "سولومون" لجريدة "الحياة" في عددها الصادر بتاريخ 11 تموز (يوليو) هذا العام عن أن نسبة المصابين بمرض السكري في المملكة تراوح بين 25 و30 في المائة، وهو يعني أن ربع أو ثلث مواطني المملكة مصابون بهذا الداء اللعين الذي يمكن أن يمنع الإنسان من الحركة، فهو يقول إن سوء السيطرة على مستويات السكر في الدم الذي يؤثر في نحو 65 في المائة من المصابين بمرض السكري يتسبب في الإحساس بالحرقة، أو وخز مؤلم أو خدر في القدمين أو اليدين، يصل إلى حد الإحساس بالصعق الكهربائي، الذي يصيب الأطراف السفلى ويؤدي إلى إحساس المريض بآلام شديدة حتى بمجرد لمس غطاء السرير أو لبس الجورب، وقد يؤدي إلى فقدان الإحساس في القدم بالكامل في مراحله المتقدمة، وهذا يؤثر بشكل كبير في حياة المريض، إذ إنه يمنعه من أبسط الأنشطة اليومية مثل الحركة والعمل. هذه الأجراس الصاعقة التي أطلقها أستاذ السكري العالمي يجب أن تلفتنا جميعا لهذا الخطر الداهم الذي يصيب ثلث سكان المملكة، ولذلك فهو يدعو إلى نظام غذائي متوازن، والابتعاد عن السمنة المفرطة وزيادة الوزن، مع ضرورة الاعتماد على النشاط البدني وممارسة الرياضة.

والمعروف أن النظام الغذائي في المملكة يؤدي بالضرورة إلى هذا المرض، والذي يؤكده انتشار السمنة وزيادة الوزن حتى بين الشباب السعودي، الذي لا يمارس أي أنشطة رياضية، وإنما يعتمد في تنقلاته على السيارة، حتى ولو كان المكان الذي يريد أن يصل إليه لا يتجاوز عدة خطوات، وإذا كان هناك علاج لمرض السكري، فمهما كانت نتائجه جيدة، إلا أن نهايته لا تحمد عقباها وتصبح الوقاية خير من العلاج، والوقاية لا تكلف شيئاً فالحركة وممارسة الرياضة، ولعل أبسطها المشي، هي حائط الصد أمام هذا المرض، وأقترح أن تخصص الأندية الرياضية أماكن للمشي سواء للرجال أو السيدات، بل إنه يمكن إنشاء صالات خاصة للجري أو المشي وتكون مكيفة الهواء يمارس فيها المواطن رياضته نظير اشتراك يسير لصيانة هذه الصالات وتطويرها.

إننا إن لم نفعل ذلك فنحن مقبلون على كارثة، فتصوروا ثلث سكان المملكة غير قادرين على العمل! وتصوروا كم يكلف علاج هذه النسبة العالية من الأموال التي يمكن أن نوفرها، فقط عندما نتخلى عن عاداتنا الغذائية السيئة، وأن نتحرك كما تتحرك شعوب العالم للحفاظ على قواها المنتجة، فالعقل السليم في الجسم السليم، فلا تهدروا طاقات البلد وأمامنا الحلول السهلة والبسيطة التي لا تكلفنا شيئاً. اسمعوا أجراس الإنذار جيداً واجعلوها تدوي في آذانكم طوال الوقت حتى لا تتفاقم الكارثة.

عبد الله باجبير
شرواك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس