عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-2013, 05:58 AM   #20
شرواك
فريق المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 20,000

 
افتراضي

تأثر قساوسة التبشير بالمسيحية بمحاضراته في إفريقيا

السميط .. قصص فارقة في مسيرة الدعوة

يتذكر عدد من المقربين من فقيد الأمة العربية والإسلامية الشيخ عبد الرحمن السميط رائد العمل الخيري والدعوي الذي وافته المنية الخميس الماضي، إثر معاناة طويلة مع المرض، ووارى الثرى في مقبرة الصليبيخات أول أمس في الكويت.
وقال لـ ''الاقتصادية'' الكاتب الكويتي وليد الأحمد: إن فقيد الدعوة والإغاثة عبد الرحمن السميط كان يملك مدرسة خاصة في العمل الدعوي والإغاثي، لافتاً إلى أن عدداً من القصص الفارقة في حياة الشيخ الذي رحل الخميس الماضي.

بدأ السميط رحلته الدعوية والخيرية في إفريقيا منذ نحو 30 عاما.

وأشار إلى أن رحلات السميط بدأت في عام 1999 حين قاد مجموعة من رجال الأعمال الخليجيين وممثلي عدد من الأمراء البارزين في المملكة للإشراف بأنفسهم على المشاريع الخيرية التي تكفلوا بها مالياً ليروا ثمار أفعالهم مباشرة على الأرض ويتفاعلوا بشكل أكبر مع المتطلبات المتزايدة للمحتاجين هناك، وهو الأمر الذي حصل بالفعل.
وسرد الكاتب الكويتي الذي رافق الداعية الراحل في خمسة من البلدان الإفريقية قصصاً ذات دلالة في تميز أسلوب السميط الذي تسبب في إسلام الملايين وإغاثة عدد مقارب، وقال الأحمد: ''ثمة مواقف لا تنسى تسجلها الذاكرة خلال مرافقة شخص كالدكتور عبد الرحمن السميط في دول مثل كينيا وتنزانيا وتشاد وإفريقيا الوسطى''. وأضاف: ''كان للراحل أسلوبه الخاص في الدعوة والتأثير، وخلال محاضرة له في إحدى القرى الإفريقية التي كانت تعمل عليها أيضاً فرق التبشير للديانة المسيحية وحضر قسَّان لهذا التجمع الذي كان يحيط بالشيخ، فقام بعض الجهلاء بمحاولة صرفهم إلا أن السميط طلب لهما مقعدين ورحب بحضورهما، ثم ركز الحديث في مناقب السيد المسيح ونظرة الإسلام له ولوالدته العذراء عليهما السلام''.
ويروي وليد الأحمد تأثر القسين بهذه المحاضرة أكثر من غيرهما واختلاف نظرتهما لهذا الدين الذي يحترم رموزهما.

وحول أسلوب السميط الاقتصادي في إدارة الموارد الدعوية المحدودة، أكد الكاتب الكويتي أنه أبدى استغرابه مرة للشيخ الراحل من كمية البشوت ''المشالح'' التي يهديها لشيوخ القبائل وقادة المجموعات الإفريقية بطريقة نزعها من كتفيه إلى أكتافهم، فرد السميط على رفيقه الأحمد: بكم تقدر قيمة هذا البشت الذي أرتديه وسوف أهديه؟ فرد الأخير: ''لا يقل عن 150 ديناراً''، فأجاب الشيخ الراحل: ''هو فقط بدينارين ونصف، أجلبها بالجملة من سوق الجمعة في الكويت''، مشيراً بذلك إلى المعنى الروحي للهدايا دون النظر إلى فخامة المنتج، ومثل ذلك في هدايا الأقلام والحاجات المنزلية.وعن العوائق التي واجهت مشروعه الخيري واتجاهه الدعوي، قال الأحمد: إنه راقب بعينه الكثير من العوائق التي واجهت عمل الشيخ الراحل رغم حرصه الشديد على العمل وفقاً لقوانين البلدان التي يزورها وأخذ التصاريح اللازمة لعمله إلا أننا تعرضنا مرة في دولة تشاد (وسط غرب إفريقيا) أثناء القيام بتصوير بعض المواقع بتوقيف ضابط تشادي لنا وإحداثه جلبة في أجوائنا بحجة أننا نحاول القيام بانقلاب عسكري أو بعمل غير مشروع، وهو ما التبرير الذي استخدمه لاصطحابنا إلى مركز الشرطة، وفي أثناء ذلك همس لي الشيخ، بالإشارة إلى أنه من الواضح أن الضابط يريد ''بقشيشاً''، وهنا طلبت أن ننهي هذا الأمر حتى لو أعطيناه بعض المال، إلا أن الشيخ السميط رفض الإذعان، مؤكداً أن كل أوراقه سليمة وحين تأكد الضابط من سلامة أوراقه ما كان منه إلا الاعتذار وطلب الصفح.
من جانبه، أوضح لـ ''الاقتصادية'' صهيب السميط ابن الشيخ الراحل أن الفقيد في أول يوم للعزاء أثبت أن عزاءه ممتد بامتداد محبيه، راجياً من الله أن يتغمد الفقيد برحمته وأن يعظم أجر المسلمين المحبين لعمل الشيخ والفاقدين لنشاطه ودعوته. وكانت جموع غفيرة من الكويت والعالمين العربي والإسلامي في وداع الشيخ عبد الرحمن السميط، أحد أهم الدعاة طوال التاريخ الإسلامي في العقود الماضية، إلى أن تم دفنه في مقبرة الصليبيخات في الكويت الجمعة الماضية.
ورحل السميط بعد رحلات دعوية وخيرية كثيرة جاب فيها أدغال إفريقيا وبدأت منذ نحو 30 عاماً أسلم على يديه خلالها نحو 11 مليون شخص، علاوة على دعم الفقراء هناك عبر جمعيته الخيرية.
شرواك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس