[محمد دندن]

هل رضخ منتجي النفط الصخري الأمريكي أخيرا للضغوط؟

اعتبر تقرير حديث بوكالة (بلومبيرج) الأمريكية أن منتجي النفط الصخري الأمريكي قد بدأوا أخير في الإستسلام لضغوط تراجع أسعار النفط، ولفت التقرير الى أن الشركات العاملة في مجال النفط الصخري ظلت طيلة العام الماضي تحاول أن تجد وسيلة للحفاظ على تدفق النفط على الرغم من إنهيار الأسعار العالمية.
ونبه التقرير الى أن توقعات الشركات التي صدرت مؤخرا بشأن تقارير أرباح شركات النفط الأمريكية قد ألمحت الى خطورة الوضع.
من جانبها توقعت شركة “أباتشي كورب” الأمريكية العاملة في مجال البحث عن النفط وإنتاجه أن يتراجع إنتاج النفط والغاز الطبيعي بنسبة 11% خلال العام الحالى، ولفت التقرير الى أنه في ظل إقتراب أسعار النفط الى أدني مستوي لها منذ 12 عاما، فقد رأي منتجو النفط الصخري أنه من الأفضل لهم الحفاظ على نفطهم داخل الأرض بدلا عن إستخراجه، في خطوة اعتبرها التقرير أنها إستجابة لنصائح وزير النفط السعودي على النعيمي خلال مؤتمر لمنتجي النفط الصخري في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية، وكان النعيمي قد قال أن الضرورة تحتم على منتجي النفط عالي التكلفة السعي لإيجاد طريقة لخفض التكاليف، أو اقتراض الأموال أو توفير السيولة النقدية. معتبرا أن هذا يبدو صعبًا، لكن هذه هي الطريقة الأكثر فعالية لإعادة التوازن للأسواق. فتقليل الإنتاج منخفض التكلفة بهدف دعم الإمدادات مرتفعة التكلفة لن يؤدي إلى شيء سوى إرجاء محصلة لا مفر منها.
ونقلت “بلومبيرج” عن المحلل بمجموعة “غوغنهايم ” للحلول المالية قوله أنهم يعلمون أن النفط الصخري يمر بمفترق طرق، وأنهم مدركون لأنه يتجه نحو الأسفل، ولكن الشئ الذي لا يعلمونه ما هي السرعة التي يسيرون بها في هذا الإتجاه.
في ذات السياق أظهرت بيانات بحسب موقع “إنسايدر بزينيس” الإخباري أن شركات الطاقة الأمريكية قد خفضت عدد منصات الحفر للأسبوع العاشر على التوالي ليصل إلى أدنى مستوى منذ ديسمبر من العام 2009 مع تركيز بعض المنتجين بشكل أكبر على إتمام الآبار المحفورة بدلا من حفض آبار جديدة.
فيما قالت شركة “بيكر هيوز” للخدمات النفطية في تقريرها إن شركات الحفر أزالت 13 حفارا نفطيا في الأسبوع الماضي، ليصل إجمالي عدد الحفارات قيد التشغيل إلى 400 مقارنة مع 986 حفارا في الاسبوع نفسه من العام الماضي.
وكانت شركات النفط الصخري قد خفضت عدد الحفارات النفطية بمتوسط 18 حفارا في الأسبوع وبإجمالي 963 حفارا للعام بكامله وهو أكبر انخفاض سنوي منذ الثمانينات من القرن الماضي.