عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2013, 09:00 AM   #866
شرواك
فريق المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 20,000

 
افتراضي

بعد انتهاء رحلة الذهاب والإياب

الأسهم الأمريكية تنتظر لحظة الحقيقة

اللحظة التي يقرر فيها الاحتياطي الفيدرالي بدء إزالة إجراءات التحفيز فعليا، تلوح الآن في الأفق وستكون لحظة حاسمة بالنسبة لسوق الأسهم الأمريكية وللاقتصاد العالمي.

كم كانت تلك الرحلة الغريبة طويلة. مرة أخرى في الأسبوع الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) 2007، وفي أكثر الأوقات بساطة، وصلت سوق الأسهم الأمريكية إلى أعلى مستوى على الإطلاق. وقتها كان جورج دبليو بوش هو الرئيس، وكان "بوسطن رد سوكس" في طريقه إلى الفوز ببطولة البيسبول، وكان الشعور السائد هو أن العمل السريع من مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ذلك الصيف أحبط خطر أزمة الائتمان بعد انهيار سوق الرهن العقاري.
قبل أربع سنوات من هذا الأسبوع، تم الوصول إلى مستوى القاع في ستاندر آند بورز 500، المؤشر الرئيس لسوق الولايات المتحدة، الذي لمس لفترة وجيزة المستوى المشؤوم 666. وكان هناك حديث عن الكساد ومخاوف من أن معظم النظام المصرفي في الولايات المتحدة سيحتاج إلى تأميم. لكن الآن استعادت سوق الأسهم الأمريكية ارتفاعاتها مرة أخرى. ويحتاج مؤشر ستاندر آند بورز 500 إلى أن يحظى بأكثر قليلا من 1 في المائة ليسجل ارتفاعا جديدا.
أما بالنسبة للاقتصاد، فقد أظهرت بيانات الأجور أمس الأول أن معدل البطالة انخفض إلى 7.7 في المائة لا يزال مرتفعا، لكن في النهاية أقل من 7.8 في المائة الذي ورثه الرئيس باراك أوباما في كانون الثاني (يناير) 2009. ومع ذلك، لم يكن ستاندر آند بورز في رحلة ذهاب وإياب بسيطة. والآن سوق الأسهم الأمريكية مكان مختلف، يطرح انتعاشها أسئلة عميقة - حتى لو كان ذلك الانتعاش صحيا بشكل أكبر من انتعاش "رد سوكس"، الذي انتهى به الأمر إلى المركز الأخير في دوري العام الماضي.
أولا، بالنظر إلى حجم الأزمة كان الانتعاش سريعا بشكل ملحوظ، وفقا للمعايير التاريخية. وبعد انهيار وول ستريت عام 1929، استغرق الأمر 25 عاما كي تسترد المؤشرات الأمريكية أرضها المفقودة. ومنذ بلوغ مؤشر نيكاي 225 الياباني ذروته في نهاية عام 1989، مضت حتى الآن 23 عاما، ولا تزال تلك الأرض المفقودة سرابا بعيد المنال.
وعودة المؤشرات تعكس العودة المذهلة للولايات المتحدة نفسها. فبعد أن قادت العالم إلى أزمة الائتمان، عادت لقيادته ثانية في رحلة الخروج من الأزمة. ومنذ الأربعاء الماضي يسجل ستاندر آند بورز تفوقا بنسبة 37 في المائة على مؤشر MSCI EACI الذي يغطي العالم المتقدم خارج الولايات المتحدة، كما تجاوز بلدان بريكس الأكثر تبجحا (البرازيل وروسيا والهند والصين) بنسبة 42 في المائة. وجاء الانتعاش على الرغم من تراجع المعادن الصناعية التي تشكل أسعارها مقياسا لتقييم مدى صحة الاقتصاد العالمي. وتفوق ستاندر آند بورز على مؤشر داو جونز- يو بي إس للمعادن بنسبة 46 في المائة منذ آخر ارتفاع له.
لكن تم تخطي كل ذلك تماما من قِبَل الاستثمارات الآمنة المتصورة، مثل سندات الخزانة لمدة عشرة أعوام (التي كانت دون المستوى بنحو 20 المائة). أما بالنسبة للذهب فلا يزال ستاندر آند بورز منخفضا بنسبة 53 في المائة، مقارنة بآخر ارتفاع. ومنذ ذلك الحين كسب الدولار نحو 5.5 في المائة على أساس التجارة المرجحة، وانخفض 25 في المائة أمام الفرنك السويسري والين الياباني، لكن حقق المكاسب نفسها تقريبا أمام الجنيه الاسترليني.
ويُعتبَر تفسير قواطع الاتصال هذه واضحا: السياسة النقدية. بن برنانكي، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، هو مختص في الكساد العظيم. وكانت السياسة النقدية السهلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ردا على انهيار 2007 - 2009 مختلفة تمام الاختلاف عن نهج ما بعد عام 1929، حين كان أكثر عدوانية من أي بنك مركزي آخر.
يؤدي ذلك إلى أصعب مناقشة اليوم. هل أنتجت السياسة النقدية السهلة (ربما في تركيبة مع سياسة مالية أكثر نشاطا ومحاولة لتنظيف النظام المصرفي أفضل من تلك التي شوهدت في أوروبا) اقتصادا أمريكيا أقوى يمكنه أن يقود العالم فعليا إلى الخروج من المتاعب؟ أم أنها أخذت النمو الأجنبي واستحوذت عليه لصالح الولايات المتحدة - قادة الأسواق الناشئة يصرخون بشأن "حرب العملات"؟ أم أنها مجرد خداع بصري مدفوع بانحطاط الدولار؟
هناك سند لكل من الحجج الثلاث.
بالنسبة لحجة أن الولايات المتحدة عكست المسار بشكل حقيقي، لاحظ أن أسعار المنازل قد استقرت، وأن القطاع المالي يستعيد عافيته. وتتداخل الارتفاعات في أسعار الأسهم بشكل وثيق مع زيادة في الزخم الاقتصادي وتراجعات في أعداد الأشخاص الذين يوقعون على التأمين ضد البطالة.
وبشأن الحجة القائلة: إن الولايات المتحدة قد صممت انتعاشها على حساب الآخرين، انظر في كيفية تدفق رأس المال إلى هناك من أوروبا خلال أسوأ مرحلة في أزمة منطقة اليورو. ووظائف الصناعات التحويلية تترك الصين وتعود إلى الولايات المتحدة والمكسيك - المساهمة في قوة الاقتصاد الأمريكي، وإحدى أسواق الأسهم القليلة التي تفوقت على الولايات المتحدة منذ عام 2007.
وماذا عن الحجة القائلة: إن كل ذلك هو خدعة بصرية؟ ارتفاع أسعار الذهب يروي قصته الخاصة به. لقد شعر المستثمرون بالحاجة إلى المأوى في مخزن للقيمة - على الرغم من ملاحظة أن أسعار الذهب ظلت تتراجع على مدى سنتين تقريبا. علاوة على ذلك، تتداخل انخفاضات ستاندر آند بورز تماما مع فترات تهديد بنك الاحتياطي الفيدرالي بتشديد السياسة النقدية. والاستجابة الصامتة لبيانات البطالة نهاية الأسبوع الماضي تعكس بعض المخاوف من أن هذا من شأنه أن يؤدي إلى تشديد مالي من بنك الاحتياطي الفيدرالي عاجلا وليس آجلا.
ومن ثم لا يمكن استبعاد أيّ من تلك النظريات. اللحظة التي يقرر فيها الاحتياطي الفيدرالي بدء إزالة التحفيز بشكل فعلي، تلوح الآن في الأفق على أنها لحظة الحقيقة - بالنسبة لسوق الأسهم في الولايات المتحدة، وللاقتصاد العالمي.
شرواك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس