[أبا يزيد]

الرياض : زيد بن كمي
=============
أصدر وزير التجارة والصناعة الدكتور هاشم عبد الله يماني تعميما سريا لجميع مسؤولي الوزارة بعدم التصريح لكافة الصحف ووسائل الإعلام المختلفة إلا بعد الرفع له، والحرص والاهتمام البالغ على السرية التامة بعدم تسريب أي معلومات عن المعاملات والموضوعات المتعلقة بأعمال الوزارة.
وأكد الوزير بتعميمه السري الصادر بتاريخ 11/4/1424 على كافة الإدارات والمسؤولين على التقيد التام بالتعميم، مشيراً في خطابه إلى ما لاحظه من تفشي ظاهرة تسرب بعض المعلومات والأخبار عن القرارات التي تصدرها الوزارة في إطار المهام والمسؤوليات المناطة بها، وذلك من خلال نشرها في الصحف.
واستغربت الأوساط الإعلامية السعودية مثل هذا الإجراء الذي اتخذه وزير التجارة والصناعة، مشيرين إلى أن الوزارة يفترض أن تعمل تحت الشمس و ليس لديها ما تخفيه، بحكم أن أعمالها موجهة للتجارة و المستهلكين الصناعيين، الذين يفترضون أن تبلغهم بأعمالها وقراراتها، وبحكم أنهم المستهدف النهائي من خدماتها.
وذكر عدد من المهتمين بالإعلام أن عملاً من هذا النوع لا يتوافق مع مبدأ الشفافية لمعالجة الأخطاء الذي تنتهجه السعودية وفق تطلعات قيادييها، أو على الأقل التفكير بصوت مسموع، مشيرين إلى ما قاله ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ما نصه "الصحافة المثالية هي عين رجل الدولة والمواطن إذا جاءت ملبية لنداء الواجب بمسؤولية ومصداقية تتمثل فيها أخلاقيات نقل الخبر بصدق وأسلوب لا يحتمل التأويل.. ولا يملك أحد أن يثني مواطناً عن أداء واجبه الوطني.. فبارك الله لنا في أبنائنا من رجال الإعلام سائلاً المولى جل جلاله أن يريهم الحق حقاً والباطل باطلاً لاستجلاء الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة" (الوطن العدد الرابع الصادر في 3 أكتوبر 2000)، وعلى الرغم من ذلك يبدو أن وزارة التجارة والصناعة السعودية لا ترغب في مد جسور التعاون بينها وبين رجال الصحافة، خاصة بعد أن منعت بداية العام الماضي دخول الصحفيين لمبنى الوزارة، بعدما أصدر المدير العام للشؤون الإدارية والمالية بوزارة التجارة السعودية حميد الرويثي العام الماضي تعميما سريا يمنع الصحفيين من دخول الوزارة، إلا لإنهاء إجراءات رسمية فقط. وجاء التعميم استجابة لتوجيهات سابقة أصدرها وزير التجارة السعودي السابق أسامة جعفر فقيه والمبلغة لإدارات الوزارة وفروعها.