[ابوفهد]

قلل مستثمرون سعوديون من اهمية ما ذكر حول خروج مبالغ سعودية ضخمة من الاسواق الاميركية تقدر بنحو 200 مليار دولار، معتبرين أن ما يروج حاليا هو نتيجة انفعالات من تصرفات الحكومة الاميركية تجاه قضايا الشرق الأوسط، وخاصة تعاملات بعض الجهات الاميركية للاساءة للسعودية. وقال رجل الاعمال عبد الخالق سعيد انه لا توجد تهديدات مباشرة للمستثمر السعودي في السوق الاميركية.
وقالت مصادر اقتصادية ان تحريك الاموال بهذا الحجم ليس أمر سهلا كما أنه لم يتم التأكد حتى الان من حقيقة هذه المعلومات.
وقال عبد الرحمن الجريسي رئيس غرفة تجارة الرياض ونائب رئيس مجلس الغرف السعودية، ان التقديرات التي ذكرت مبالغ فيها لا يمكن الحكم عليها، كما أن الاقتصاد الاميركي مازال قويا رغم انهيار بعض الشركات، وأضاف ان ما يقال عن خروج أموال من الولايات المتحدة الاميركية في الواقع مسألة تحصل أيضا في الأوقات الطبيعية وليس في أوقات الخلافات فقط لكون المستثمرين يبحثون عن الارضية الجيدة التي تحقق الارباح، وإذا كانت هناك معلومات عن تحول استثمارات سعودية إلى الاسواق الاوروبية، فإن مرجع ذلك يكون بسبب تضررها في السوق الاميركية نتيجة الاوضاع السائدة هناك.
وقال الجريسي ان التحركات المالية وخروجها لا علاقة لها بالاتهامات والقضايا المزمع رفعها من أقرباء ضحايا الاحداث، وربما تكون تصرفات انفعالية مؤقته سوف تعود إلى طبيعتها قريبا.
وكانت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية قد ذكرت يوم الاربعاء الماضي ان مستثمرين سعوديين سحبوا مائة الى مائتي مليار دولار من اجمالي استثمارات سعودية في الولايات المتحدة تقدر بما بين 400 و600 مليار دولار.
وأعرب رجل الأعمال محمد العشماوي، ولديه استثمارات خارجية وكان يتحدث من اسبانيا، عن شكوكه ازاء حصول هجرة مكثفة لرؤوس الاموال، مضيفا أنه قد تكون هناك مساع لتوزيع ما بين 30 الى 50 في المائة من الاموال السعودية الموجودة في المصارف الاميركية على مصارف اخرى. وتباينت ردود فعل مسؤولي المصارف ومديري مراكز الاستثمارات المالية السعوديين تجاه التقرير، وقال خالد زيني عضو مجلس إدارة شركة أبار وزيني أن تصرفات الحكومة الاميركية تجاه الشرق الأوسط تجعل المراقبين يتنبأون ويطلقون إشاعات من شأنها التأثير على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأضاف لو حدث خروج فعلي للاموال من الاسواق الاميركية، فإنه من الصعب أن تجد بديلا مناسبا لها.
ويرى رجل الاعمال عبد الخالق سعيد أن الحكومة الاميركية لا يمكن ان تتخذ أي قرار أو تجميد من جراء نفسها مالم تكن هناك أدلة وبراهين، وأضاف عبد الخالق أن المستثمرين لا يصدرون قرارات بناء على انباء صحافية لم تتأكد لديهم، مضيفا ان رأس المال السعودي في الاسواق الاميركية لا تصيبه تهديدات مباشرة بالخطر، ولكن ذلك في محيط التطورات المتلاحقة يظل امرا قائما.