عرض مشاركة واحدة
قديم 15-07-2009, 05:34 AM   #45
يد النجر
فريق المتابعة اليومية - عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 15,043

 
افتراضي

د.عمار بكار *

عندما يعلن المستهلك للمستهلكين !!

د.عمار بكار *



في أواخر العام الماضي 2008م أعلنت هيئة التجارة الفدرالية الأمريكية (Federal Trade Commission) على موقعها على الإنترنت مسودة مشروع قرار من 86 صفحة يتناول مجموعة من الضوابط الجديدة التي تسعى في مجملها لتطبيق قوانين أمريكية تلزم المعلنين بالصدق والدقة في إعلاناتهم، وهذه الضوابط موجهة بشكل خاص للأشكال المستحدثة من العلاقات العامة والإعلان على الإنترنت والتي تحدثت عنها في مقال الأسبوع الماضي وقلت انها ستغير مفاهيم العلاقات العامة إلى الأبد.
هذه المبادرة من هيئة التجارة الفدرالية تؤكد أن أشكال الإعلان هذه تحولت إلى ظاهرة حقيقية تتطلب مثل هذه القوانين كما تشير إلى بعض القضايا الأخلاقية التي أقلقت المشرع الأمريكي، وهو القلق الذي سينتقل لمختلف أنحاء العالم بلا شك عاجلا أو آجلا.
خذ على سبيل المثال، المواقع والمدونات ومجموعات فيسبوك وغيرها المهتمة بتقديم عروض المنتجات وتقييمها والمقارنة بينها، وهي المواقع التي يعتمد عليها نسبة عالية من الجمهور قبل اتخاذهم لقرارات الشراء نحو أي منتج من المنتجات.
هذه الفعالية غير المعهودة من قبل لمواقع عرض المنتجات والمقارنة بينها دفع مختلف الشركات لإرسال منتجاتها بالمجان لهذه المواقع، مع إغراءات متعددة لتحريض هذه المواقع على تقديم عروض إيجابية لمنتجاتها أو على الأقل عدم تقديم عروض سلبية في حال لم يكن الشخص الذي يقوم بالعروض والمقارنات راضيا عن المنتج. هذا معناه أن هذه الشركات بدأت تتسلل خفية للصفحات والتي تبدو للمستهلكين وكأنها كتبت على يد مستهلك مثلهم، ساعية بذلك للتأثير على ما يكتب عنها، وهو أمر شائع في كلاسيكيات العلاقات العامة، ولكنه مخيف للجمهور في أمريكا الذي نظر لهذه المقالات بمصداقية عالية عبر سنوات طويلة بحكم أنها كانت تصدر عن جمعيات حماية المستهلك والتي كانت دائما متشددة في تقديم أعلى مستوى من الدقة في تقديم عروض المنتجات ضمن رسالتها الخيرية نحو المجتمع.
هذا ما يحاول النظام الأمريكي الجديد معالجته من خلال إلزام أولئك الذين يقدمون عروض المنتجات على تقديم توضيح كامل لعلاقتهم مع المعلن حتى يكون القراء على بينة من أمرهم حيث يلزم القانون الأمريكي الإعلام بالفصل بين المادة المدفوعة والمادة الصحفية البحتة.
بعض الذين يستخدمون تويتر (Twitter.com) لهذا الغرض من خلال عقود بينهم وبين الشركات بدؤوا فعلا بالمبادرة والتوضيح من خلال وضع كلمة SP أمام الرسائل القصيرة المدفوعة والتي تعني (Sponsored Post) أي عبارة ناتجة عن عقد رعاية.
ولعله ما يؤكد اتساع ظاهرة استخدام المدونات للإعلان ظهور شركات متخصصة في هذا المجال، ومنها على سبيل المثال شركة في فلوريدا الأمريكية اسمها Izea والتي تقول ان لديها شبكة من حوالي 265 ألف مدون على الإنترنت يتم إرسال معلومات لهم لبثها على مدوناتهم وصفحاتهم على الفيسبوك من خلال عقود مع حوالي 25 ألف معلن، بمعدل 34 دولارا للرسالة الواحدة.
هل تصدقوني الآن عندما أقول لكم ان عالم العلاقات العامة قد تغير للأبد بسبب الإنترنت ؟
ammarba***********
يد النجر غير متواجد حالياً