منتديات تداول - عرض مشاركة واحدة

ابوفهد · 03-06-2003, 12:24 AM

«دقة» تختزل كل تاريخ تونس

رغم اعتباره من اهم المواقع الاثرية في افريقيا الرومانية يبقى الموقع الاثري في مدينة دقة (غرب تونس العاصمة) غير معروف نسبيا وزواره قلة، ولعل هدا ما جعله موضوع مشروع نموذجي تونسي فرنسي لابرازه واعادة الاعتبار اليه وجعله اكثر جاذبية.

وتمثل مدينة "دقة" الممتدة على مساحة شاسعة فوق هضبة تعلو 600 متر مكانا ساحرا يمكن زيارة اثارها ومواقعها في اي موسم من السنة.

ويشير التاريخ الى ان "دقة" المعروفة قديما باسم "ثوقة" كانت حليفا لروما ضد القرطاجيين ولذلك لم تدمرها القوات الرومانية التي غزت قرطاج سنة 146 قبل الميلاد، ثم ضمها قيصر روما الى امبراطوريته بعد حوالي قرن من ذلك وظلت تشهد نهضة وازدهارا لا نظير لهما الى غاية منتصف القرن الثالث الميلادي.

وقد استعادت "دقة" بعض ماضيها البهي تحت السيطرة البيزنطية غير انها ما لبثت ان شهدت قرونا متتالية من الانحطاط قبل ان يفطن التونسيون الى كنوزها الاثرية وما يمكن ان تلعبه من دور سياحي وثقافي.

ويمتد الموقع الاثري بدقة على مساحة 25 هكتارا ويمكن مشاهدة المسرح الروماني ومعبد الكابيتول ومجموعة من المنازل الفخمة و المتواضعة وقوس النصر وبعض القبور الرومانية والقصور والمعابد والمسارح فضلا عن الاراضي الزراعية.

ولا تكمن اهمية "دقة" في كونها تختزل كل تاريخ تونس بل ايضا في كونها تعد من اجمل المواقع الاثرية في تونس وشمال افريقيا.

لكن زوار دقة وعلى الرغم من اهميتها لا يتعدون 50 الف سنويا في حين تستقبل المنطقة الاثرية بقرطاج بالضاحية الشمالية للعاصمة التي تأسست سنة 814 قبل الميلاد 600 الف زائر في السنة.

ولعل هذا ما عجل بطرح مشروع تعاون تونسي فرنسي لجعل "دقة" موقعا متطورا في السياحة الثقافية.

ويتمثل المشروع في تسهيل الوصول الى الموقع الاثرى وانشاء مركز اعلام ومواقع للعروض ومتحف ومجسم للموقع وصور افتراضية تلخص كل ما عثر عليه اثناء الحفريات قصد التعريف بالموقع و تاريخه.

و للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المنطقة البعيدة عن الشريط الساحلي وما تمثله من نشاط سياحي في شمال غرب تونس ستقام سلسلة من الفنادق والمطاعم السياحية.

كما ستتخذ اجراءات من اجل تطوير الصناعات التقليدية والحرفية وتعتمد برامج تأهيل تساعد على خلق فرص العمل للمواطن في هذه المنطقة بالتنسيق مع السلطات المحلية.

هذا المشروع النموذجي الذي تمت المصادقة عليه السنة الماضية يمتد على اربع سنوات وتتقاسم الاطراف التونسية والفرنسية ميزانيته التي قدرت بحوالي ثمانية ملايين دينار تونسي (5.7 ملايين يورو).

ويطمح المشروع الى رفع زائري "دقة" من خمسين الفا الى مئتي الف بحلول العام 2010 وايجاد 300 وظيفة في هذه المنطقة الجبلية التي تعتمد فقط على الزراعة وتربية الماشية.

03-06-2003, 12:24 AM	#14
ابوفهد متداول نشيط تاريخ التسجيل: May 2002 المشاركات: 4,498	«دقة» تختزل كل تاريخ تونس رغم اعتباره من اهم المواقع الاثرية في افريقيا الرومانية يبقى الموقع الاثري في مدينة دقة (غرب تونس العاصمة) غير معروف نسبيا وزواره قلة، ولعل هدا ما جعله موضوع مشروع نموذجي تونسي فرنسي لابرازه واعادة الاعتبار اليه وجعله اكثر جاذبية. وتمثل مدينة "دقة" الممتدة على مساحة شاسعة فوق هضبة تعلو 600 متر مكانا ساحرا يمكن زيارة اثارها ومواقعها في اي موسم من السنة. ويشير التاريخ الى ان "دقة" المعروفة قديما باسم "ثوقة" كانت حليفا لروما ضد القرطاجيين ولذلك لم تدمرها القوات الرومانية التي غزت قرطاج سنة 146 قبل الميلاد، ثم ضمها قيصر روما الى امبراطوريته بعد حوالي قرن من ذلك وظلت تشهد نهضة وازدهارا لا نظير لهما الى غاية منتصف القرن الثالث الميلادي. وقد استعادت "دقة" بعض ماضيها البهي تحت السيطرة البيزنطية غير انها ما لبثت ان شهدت قرونا متتالية من الانحطاط قبل ان يفطن التونسيون الى كنوزها الاثرية وما يمكن ان تلعبه من دور سياحي وثقافي. ويمتد الموقع الاثري بدقة على مساحة 25 هكتارا ويمكن مشاهدة المسرح الروماني ومعبد الكابيتول ومجموعة من المنازل الفخمة و المتواضعة وقوس النصر وبعض القبور الرومانية والقصور والمعابد والمسارح فضلا عن الاراضي الزراعية. ولا تكمن اهمية "دقة" في كونها تختزل كل تاريخ تونس بل ايضا في كونها تعد من اجمل المواقع الاثرية في تونس وشمال افريقيا. لكن زوار دقة وعلى الرغم من اهميتها لا يتعدون 50 الف سنويا في حين تستقبل المنطقة الاثرية بقرطاج بالضاحية الشمالية للعاصمة التي تأسست سنة 814 قبل الميلاد 600 الف زائر في السنة. ولعل هذا ما عجل بطرح مشروع تعاون تونسي فرنسي لجعل "دقة" موقعا متطورا في السياحة الثقافية. ويتمثل المشروع في تسهيل الوصول الى الموقع الاثرى وانشاء مركز اعلام ومواقع للعروض ومتحف ومجسم للموقع وصور افتراضية تلخص كل ما عثر عليه اثناء الحفريات قصد التعريف بالموقع و تاريخه. و للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المنطقة البعيدة عن الشريط الساحلي وما تمثله من نشاط سياحي في شمال غرب تونس ستقام سلسلة من الفنادق والمطاعم السياحية. كما ستتخذ اجراءات من اجل تطوير الصناعات التقليدية والحرفية وتعتمد برامج تأهيل تساعد على خلق فرص العمل للمواطن في هذه المنطقة بالتنسيق مع السلطات المحلية. هذا المشروع النموذجي الذي تمت المصادقة عليه السنة الماضية يمتد على اربع سنوات وتتقاسم الاطراف التونسية والفرنسية ميزانيته التي قدرت بحوالي ثمانية ملايين دينار تونسي (5.7 ملايين يورو). ويطمح المشروع الى رفع زائري "دقة" من خمسين الفا الى مئتي الف بحلول العام 2010 وايجاد 300 وظيفة في هذه المنطقة الجبلية التي تعتمد فقط على الزراعة وتربية الماشية.