[ابووليد2002]

سوق سوداء تصعد بسهم «دانة غاز» إلى 3.5 درهم
عبد الرحمن إسماعيل من دبي عماد العلي من أبو ظبي
13/10/2005 أكد محللون ماليون أن تكلفة السهم للمكتتبين في شركة دانة غاز الذين حصلوا على قروض من البنوك الإماراتية لغرض الاكتتاب، بلغت 35 درهم، وتكلفة مرتفعة قياسا بسعر السهم حال إدراجه في سوق أبوظبى للأوراق المالية، ويتداول سهم دانة غاز حاليا، بين المتعاملين في السوق غير النظامية بسعر يراوح بين 3 و35 درهم.
واعتبر المحللون، أن نسب تخصيص أسهم شركة دانة غاز جاءت مقبولة في ضوء الإقبال غير المسبوق على الاكتتاب إلا أنهم رأوا أن العائد الذي حصل عليه المكتتب أقل بكثير مقارنة بما كان يمكنه أن يحققه في حال استثمار أمواله في سوق الأسهم على مدى شهر طوال فترة الاكتتاب واحتجاز الأموال مدة 21 يوما. وحصل صغار المستثمرين في الشريحة الأولى المخصصة للخليجيين على 1750 سهما بقيمة درهم للسهم الواحد من الاكتتاب بمبلغ 5 آلاف درهم في حين كان من المفترض أن يحصل كل مكتتب على 3 آلاف سهم كما حددت الشركة قبل الاكتتاب، غير أن زيادة أعداد المكتتبين في هذه الشريحة إلى 398 ألف مكتتب جعلت الشركة تلجأ إلى طريقة النسبة والتناسب، كما حصل كل مكتتب في الشريحة الثانية على 045 في المائة لكل مكتتب من إجمالى اكتتابه الذي بلغ 150 ألف درهم بالحد الأدنى و206 مليار درهم الحد الأعلى وأجمعوا على أن العائد من الاكتتاب لا يستحق المعاناة التي تحملها كثير من الخليجيون الذين توافدوا على الإمارات للاكتتاب، خصوصا أنهم تكبدوا نفقات باهظة في السفر والإقامة في الفنادق والتعامل مع البنوك وشركات الصرافة الأمر الذي يجعل العائد من الاكتتاب يقترب من الصفر.
ويرى المحلل المالي محمد علي ياسين مدير مركز الإمارات التجاري، أن تكلفة السهم وفق تخصيص الشرائح ستصل إلى 35 درهم، وأن تكلفته عالية وتشكل حملا ثقيلا على المكتتبين وخاصة الذين اقترضوا من البنوك وتوقع أن يصل سعر السهم إلى خمسة دراهم عند إدراج الشركة في سوق الأسهم.
ولفت ياسين إلى ضرورة الإسراع في إدراج الشركة في السوق لقطع الطريق على محاولات التلاعب بأسعار سهم الشركة خارج السوق أو التلاعب بالوكالات، وأشار إلى أن أمام الشركة خطوات أخرى يجب اتخاذها بسرعة قبل الإدراج وهي رد الأموال الفائضة للمكتتبين والدعوة لجمعية عمومية غير عادية.
وأضاف أن حصيلة الاكتتاب في ''دانة غاز'' ضخمة دون شك لكنها كانت متوقعة، واعتبر أن نسبة الإماراتيين المكتتبين في الشركة والبالغة 44 في المائة نسبة قليلة جدا، فالشركة في النهاية إماراتية ومؤسسة في الإمارات، وكان من المفترض أن تكون نسبة الإماراتيين المكتتبين بها لا تقل عن 51 في المائة. الأمر ذاته، يؤكده عادل الحوسني مدير إحدى أكبر المحافظ الاستثمارية في سوق الإمارات، ويضيف أن الاكتتابات الأولية أصبحت عديمة الجدوى في ظل الإقبال الضخم خصوصا من قبل صغار المستثمرين ولذلك يأتي العائد من الاكتتاب ضئيلا للغاية مقارنة بما يمكن تحقيقه في حال وجهت أموال الاكتتاب للاستثمار في الأسهم ''ولهذا السبب لا نهتم نحن كمديري محافظ استثمارية بالاكتتاب في الإصدارات الجديدة لأنها مكلفة، فالأموال يجري احتجازها قرابة شهر في حين أنه يمكن استثمارها طوال هذه الفترة وتحقيق عائد أعلى بكثير من توجيهها للاكتتاب''. وأكد المحلل المالي علي إسماعيل محمد مدير مركز العين للأسهم، أن نتيجة الاكتتاب في دانة غاز لم تشكل مفاجأة في ظل الإقبال غير المسبوق والتزاحم الذي رصده الجميع خلال فترة الاكتتاب بل إن البعض بالغ في التخمين. وتوقع أن تكون حصيلة الاكتتاب ضعف المبلغ النهائي، ومع ذلك فالحصيلة ضخمة سواء من حيث القيمة المالية أو عدد المكتتبين وتعدد جنسياتهم وبلدانهم، وتلك الحصيلة تعكس السيولة الفائضة الضخمة الموجودة في المنطقة وخاصة في السعودية التي تبحث عن منافذ وفرص استثمارية واعدة ومجزية. واستبعد المحلل المالي طلال علي محمد من مركز الرمز للأسهم، أن يكون لإعلان حصيلة الاكتتاب في دانة غاز أثر مباشر على سوق الأسهم المحلية حاليا، مشيرا إلى أن المبلغ الضخم الذي اكتتب به هو بالأساس سيولة فائضة تبحث عن فرص استثمارية ولم يتم سحبها من سوق الأسهم، لكن إدراج الشركة في سوق أبو ظبي المالي المتوقع قبل نهاية العام الجاري، سيترك أثرا إيجابيا في السوق وسيسهم في إنعاشها وتعزيز مكانتها.