[ابوفهد]

رغم فوز الصين عملياً في كسب الأولوية في التنافس مع اليابان على مصادر الطاقة الروسية من سيبيريا الشرقية إلا أن طوكيو استطاعت مع ذلك مد بعض الجسور نحو تحقيق حضور نسبي قد يتنامى مستقبلاً لتغدو ذات أولويات قد لاتقل عن الصين خاصة أن روسيا مستعدة لفتح الأبواب للصين واليابان معاً وما يهمها بالدرجة الرئيسية هو توسيع عمليات تصدير مصادر الطاقة. وقد وقع كونسورتيوم "سخالين إينيرجي" مؤخراً على عقد لبناء أضخم مصنع في العالم لإنتاج الغاز الطبيعي السائل تزيد قيمته الإجمالية عن 2مليار دولار ومن المنتظر أن يتم توريد أول دفعة من الغاز السائل من روسيا إلى اليابان في عام 2007الجدير بالذكر أن كونسورتيوم "سخالين إينيرجي" يضم شركة رويال دتش/شل بحصة 55% من الأسهم وشركتين يابانيتين هما ميتسوي التي تبلغ حصتها 25% وميتسوبيشي ولها 20% من الأسهم. ويقوم هذا الكونسورتيوم بتنفيذ مشروع "سخالين -2" لاستغلال موارد النفط والغاز في جرف سخالين الذي يبلغ احتياطي النفط فيه 185مليون طن في حين يصل احتياطي الغاز الطبيعي إلى 800مليار متر مكعب. ويأتي العقد الخاص ببناء مصنع إنتاج الغاز السائل في إطار مشروع غازي ضخم تبلغ قيمته التقديرية حوالي 10مليار
ات دولار حيث من المنتظر أن يضمن توريد مليونين وثلاثمائة ألف طن من الغاز السائل سنوياً إلى اليابان خلال 24سنة بدءاً من عام 2007ويتألف المصنع الجديد من خطي إنتاج تستخدم فيهما تكنولوجيا تمييع الغاز الطبيعي باستخدام مزيج مضاعف من مواد التبريد الخاصة الأمر الذي يسمح بتقليص حجم الغاز الطبيعي إلى 600مرة وتصل إنتاجية كل خط من هذين الخطين إلى حوالي أربعة ملايين وثمانمائة ألف مليون طن من الغاز السائل سنوياً وينتظر أن يبدأ العمل على خط الإنتاج الأول في نهاية عام 2006وسيقوم ببناء وتجهيز المصنع الجديد كونسورتيوم يضم مجموعة من الشركات اليابانية والروسية وسوف تحصل الشركات الروسية من هذا المشروع على 700مليون دولار فقط وذلك لقاء أعمال التصميم والبناء وتأمين المواد والتقنية. ولا يستبعد أن ينضم في المستقبل القريب إلى كونسورتيوم سخالين إينيرجي شركة الغاز الروسية الاحتكارية "غازبروم" حيث أعلن رئيس ممثلية شل في روسيا جون باري أن سخالين إينيرجي بحاجة إلى شريك روسي قوي منوهاً في الوقت ذاته بأن غازبروم كانت قد أبدت رغبة واهتماماً بمشروع "سخالين - 2" لكن المباحثات آنذاك لم تكلل بالنجاح وأضاف أن الجانبين سيواصلان المباحثات حول هذه
المسألة. وعلى الصعيد نفسه أوضح رئيس المكتب الصحفي لشركة غازبروم الروسية ايغر بلوتنيكوف أن الشركة تدرس إمكانية المشاركة في مشروع "سخالين-2" وغيره من المشاريع في إطار مجمل البرامج الخاصة باستغلال موارد سيبيريا الشرقية والشرق الأقصى الروسي.. تجدر الإشارة هنا إلى أن موسكو كلفت شركة غازبروم بالإشراف على تصدير الغاز من جميع مواقع سيبيريا الشرقية، ناهيك عن أن الشركة الروسية مهتمة بالدرجة الأولى بتطوير شبكات أنابيب الغاز الطبيعي وليس الغاز السائل مما يعني أن انضمام غازبروم إلى مشروع سخالين قد يعيق أو يعطل إنشاء مصنع الغاز السائل هذا.