[شرواك]

التلوث يحاصر جدة .. بحراً!

الخطر هذه المرة قادم من البحر .. فهناك 30 أنبوباً تفرغ مياه الصرف الصحي في البحر، ودون معالجة. هذا بالضرورة يؤثر في طبيعة الحياة في البيئة البحرية للمدينة، وتأثيرها يأتي من قتلها للشعب المرجانية التي تكونت على مدار مئات السنين، في نفس الوقت تجعل الأسماك تهرب من هذه البيئة الملوثة. كما تهجرها الطيور. وليست مياه الصرف الصحي غير المعالجة هي ما تجعل بحر «جدة» في خطر. فهناك حالات تلوث كثيرة تأتي عن طريق التلوث البترولي بتصريف زيوت محركات السفن في البحر أو ما يتسرب من أرصفة تفريغ البترول والمصافي البترولية أو تسرب وقود التشغيل من أجهزة محطات التحلية، أو حتى الفضلات الباقية من تنظيف الأسماك في السوق المركزي. أي أن مصادر التلوث كثيرة، حتى إن لون البحر قد تغير. وبعد أن كان رائقاً جميلاً بلون السماء، أصبح لونه بنياً في جوانب منه.

إنه من الضروري التعامل باهتمام مع ما يحدث في بحر «جدة» مدينتنا الأنيقة الجميلة، وهنا أتطلع إلى سمو الأمير «خالد بن سلطان» مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية وما تقوم به مؤسسته من عمل جبار للعناية بالبحار والمحيطات، والتي أسسها منذ عشرة أعوام. مؤسسة «خالد بن سلطان» أصبحت تملك من الخبرات العلمية والعملية ما يجعلها مؤهلة للقيام بدور ريادي للحفاظ على البيئة الطبيعية للبحار والمحيطات في مختلف أنحاء العالم.

إن سفينة «الظل الذهبي» البحثية التي تتبع مؤسسة «خالد بن سلطان» بدأت مهمتها هذا العام في أبريل الماضي في المحيط الأطلسي، من سواحل جزر البهاما تستمر حتى أغسطس من هذا العام. وتبدأ مهمة أخرى على سواحل جزيرة «جامايكا» مع مطلع العام المقبل، ثم مهمة أخرى في المحيط الهادي حتى عام 2014. وفي العام الذي يليه تغطي عدداً من سواحل المحيط الهندي، ثم تنتقل إلى سواحل البحر الأحمر، حيث تنهي مهمتها فيه في نهاية عام 2015.

جهد عظيم وجبار، لكن سمو الأمير، «جدة» تستغيث بك، وأرجو ألا تخذلها، وأنا متأكد أنك لن تخذلها.

عبد الله باجبير