[شرواك]

وسط تزايد المخاوف من عودة العالم إلى حالة الركود الاقتصادي مجددا

4 تريليونات دولار خسائر أسواق الأسهم العالمية في أسبوعين

حاولت البورصات العالمية أمس التقاط أنفاسها غداة تدهور مالي نتيجة مسلسل من الشائعات حول تفاقم الأزمة في منطقة اليورو، ويبدو منحنى داكس في لوحة المؤشر في بورصة فرانكفورت أمس. رويترز

فقدت أسواق الأسهم العالمية نحو أربعة تريليونات دولار من قيمتها هذا الشهر بسبب المخاوف من أن تمتد أزمة ديون منطقة اليورو إلى إيطاليا وإسبانيا وتضر بالقطاع المالي الأوروبي وتدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود مرة أخرى.

وحاولت البورصات العالمية أمس التقاط أنفاسها غداة تدهور مالي بسبب تراجع الأسهم المصرفية نتيجة مسلسل من الشائعات حول تفاقم الأزمة في منطقة اليورو، فمن طوكيو إلى لندن عادت الأجواء إلى الهدوء النسبي. وعلى الرغم من الاضطراب والبلبلة عاد المستثمرون إلى شراء الأسهم غداة الأخبار المزلزلة على ضفتي الأطلسي أمس، غير أن التشاؤم حيال صحة اقتصادات الدول المتطورة استمر بحسب المحللين. وقال مايكل مكارثي المحلل الاستراتيجي لدى سي إم سي ماركتس في أستراليا إن ''جوهر المسألة هو حجم التخوف الكبير''.

وفقد مؤشر ''إم. إس. سي. أي'' للأسواق في أرجاء العالم نحو سبع قيمته أو ما يعادل تقريبا حجم اقتصادات إيطاليا وإسبانيا والبرتغال وإيرلندا واليونان مجتمعة. واقتطعت مبيعات الأسهم هذا الأسبوع 1.6 تريليون دولار من القيمة السوقية للمؤشر العالمي بعد أن خسر الأسبوع الماضي 2.5 تريليون دولار. وتبلغ قيمة المؤشر حاليا 24.84 تريليون دولار. وفقد مؤشر ستاندرد آند بورز الأمريكي وحده أكثر من 710 مليارات دولار هذا الأسبوع بعد أن خسر 950 مليارا في الأسبوع الأسبق. كما فقدت الأسهم الأوروبية المدرجة في مؤشر ''إم. إس. سي. أي يوروب'' نحو 500 مليار دولار هذا الأسبوع.

وبشأن التطورات اليومية، سجلت الأسواق الأوروبية والسوق المالية الأمريكية انتعاشا كبيرا أمس، رغم حالة من عدم الاستقرار، ولا سيما بفضل الإعلان عن اجتماع بين زعماء فرنسا وألمانيا. ففي لندن سجل مؤشر فوتسي -100 ارتفاعا بنسبة 3.11 في المائة ليبلغ 5162.83، فيما ارتفع مؤشر داكس في فرانكفورت بنسبة 3.28 في المائة ليصل إلى 5797.66 نقطة، وفي باريس ارتفع مؤشر كاك بنسبة 2.89 في المائة ليصل إلى 3089.66 نقطة، فيما وصل الارتفاع إلى 4.10 في المائة في ميلانو، 3.56 في المائة في مدريد، و5 في المائة في البورصة السويسرية. أما في ''وول ستريت'' فقد ارتفع مؤشر داو جونز للأسهم الصناعية عند منتصف التعاملات أمس بنسبة 3.70 في المائة، وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 2.51 في المائة، ومؤشر ناسداك بنسبة 2.86 في المائة.

وبعد تداولات مضطربة خلال النهار، بدأت الأسهم في أوروبا في الارتفاع بعد إعلان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن عقد اجتماع طارئ مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لبحث الأزمة المالية في منطقة اليورو.

حيث ستتوجه ميركل إلى باريس الثلاثاء المقبل لعقد اجتماع يهدف إلى الخروج بـ ''اقتراحات مشتركة'' بحلول أيلول (سبتمبر) حول كيفية إدارة اليورو بشكل أفضل وتجنب أية اضطرابات مستقبلية.

ومنيت أسواق المال بخسائر كبيرة خلال الأيام والأسابيع الماضية وسط تزايد المخاوف من أن تعيد أزمة ديون دول منطقة اليورو وضعف الاقتصاد الأمريكي، العالم إلى حالة الركود الاقتصادي مجددا. وسادت خلال النهار شائعات حول وضع البنوك الفرنسية وسط تجدد المخاوف من انكشافها على الديون اليونانية. وسارع بنك سوسيتيه جنرال إلى نفي الحديث عن احتمال انهياره الوشيك، في حين توعدت السلطات المالية الفرنسية بمعاقبة أي شخص يتربح من نشر ''معلومات خاطئة''.

وتبين أن البنوك الأوروبية تلجأ بشكل متزايد إلى الاقتراض من البنك المركزي الأوروبي بدلا من الاقتراض من بعضها البعض مما يشير إلى احتمال ضعف السيولة. كما أخذت معدلات فائدة الإقراض بين البنوك الأوروبية في الارتفاع. وصرح مايكل هيوسون محلل الأسواق في مؤسسة ''سي إم سي ماركتس'' أن ''الأسواق ستواصل التذبذب حتى يظهر مؤشر بأن صانعي السياسة الأوروبيين بدأوا في وضع أجندة وليس مجرد إصدار ردود الأفعال بشأن تحركات السوق''. ووعدت إيطاليا أمس بتلبية العديد من مطالب البنك المركزي الأوروبي الخاصة بالإصلاحات الاقتصادية مقابل الحصول على مساعدة تحمي البلاد من أزمة ديون. وصرح وزير المالية الإيطالي غيليو تريمونتي أمام البرلمان الذي استدعي من إجازته الصيفية لمناقشة الإجراءات الحكومية المالية ''علينا وضع إجراءات تقشف قوية في عامي 2012 و2013''.

وفي تعاملات أسواق الصرف المبكرة انخفض الدولار إلى 76.31 ين حين اندفع المستثمرون إلى شراء العملة اليابانية التي تعتبر آمنة نسبيا. ويقترب هذا من سعر الدولار عقب الحرب العالمية الثانية حيث انخفض إلى 76.25 ين. وفي وقت لاحق، بلغ سعر الدولار 67.56 للين، بانخفاض عن 76.90 للين في نيويورك أمس الأول. وانخفض اليورو إلى 1.4149 دولار، مقارنة مع 1.4178 دولار. أما الأسواق الآسيوية فقد سجلت انخفاضا عاما أمس إلا أنها عوضت عن خسائرها المبكرة حيث سعى المتعاملون إلى الحصول على صفقات مربحة رغم التراجعات الهائلة التي شهدتها الأسواق الأوروبية والسوق الأمريكية أمس الأول.