عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2002, 12:55 PM   #1
ابوراكان
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2002
المشاركات: 770

 

افتراضي مشاهد رمضانيه ساخرة......

منذ بدايه اول يوم .....


"إنهاك مطبخي .."

عادت الأم منهكةً من العمل ، و تلقتها أيدي العمل المطبخي .. بدأ رب

الأسرة في سلسلة غير منتهية من
الطلبات .

" يا أم عبدالله .. نبي اليوم مرقوقة ، و لقيمات ، و شوربة دجاج , ..

و .. , .. إلى آخر القائمة الفندقية ."

و تلاه الأبناء ..

كل طلب وجبته المفضلة ، و الأم بين قعقعة القدور و جلبة الأواني ،

و مع مدفع الإفطار ، تعبر قدماها عتبة باب المطبخ لتلقي بتأوهات تعبها

على سجادة الصلاة ، في أول استراحة لها بعد يوم شاق ، و في

المقابل طعام فائض عن الحاجة يلقى في القمامة ، و ربما شكوى من قلة الملح في الحساء .

******************.

"صلاة "

أنهت وجبة الفطور ، ارتفعت أصوات المؤذنين لصلاة العشاء و التراويح ،

أسرعت إلى غرفتها ، ارتدت عباءتها الضيقة ، و أرخت " الشيلة " على

رأسها ، تتطاير من منافذها شعرات ملونة " بأصباغ " " غريبة " ،

اغتسلت بزجاجة العطر ، و خرجت تتمايس في مشيتها إلى المسجد ،

و عبق عطرها يجذب الأنظار إليها .

حينها .. تساءلت - ببراءة - طفلة صغيرة رأتها : " ماما فيه عرس في المسجد ؟ "

******************.

"مأدبات .."

" ريم .. نورة .. حنان ..

يالله .. السايق برة ينتظر .. تأخرنا على العزيمة .."

أنهت الأم زينتها ، و نادت بناتها اللاتي تأهبن للخروج ، تلبية لدعوة من

إحدى القريبات لتناول السحور ، و كانت الرحلة بقيادة ذاك السائق

الأجنبي ، ثم انتهت في وقت متأخّر من الليل ، بينها و بين الأذان الأول

دقائق معدودات ، عادت الأم و الفتيات لوحدهن برفقة ذاك الأجنبي ،

أضعن يومهن في الزينة و الحديث و الطعام ، تناسين أنه شهر العبادة و الصلاة .

*************.

" خادمة.."

خادمة مسلمة ابيضت شفتاها من شدة التعب و الإنهاك ، تسعي في

تنظيف البيت و إعداد وجبة الإفطار ، أخطأت في أحدى المرات ، سقط

طبق الطعام من بين يديها ، و أصابتها الإغماءة ، فتهاوى جسدها

الضعيف إلى الأرض ، حاولت الوقوف على قدميها ، تفاجأت بركلة

سيدتها تعيدها مسقطة على الأرض تارة أخرى ، و أتبعته بسيل من الشتائم .

ترفع رأسها إلى السماء و تنطق بها " أستغفر الله .. اللهم تقبل مني "

و كثير من نسق تلك المشاهد .



************* .

"رمضان متهم .."

في إحدى الوزارات المكتظة بالموظفين و العملاء ، تواترت إلى أسماع

الحضور ، كلمات نابية و شتائم مزرية ، تراشق بين أحد العملاء و بين

أحد الموظفين بالسّئ من الألفاظ ، تلاها اشتباك بالأيادي ، إلى أن

انفض العراك على تمتمة كل منها : " اللهم إني صائم " .

و المتهم الأول في هذه القضية هو الصيام .

*****************.

" معاكسات.. و مواعيد "

أصرت على والدها أن يذهب بها إلى المسجد لصلاة التراويح ، تجهزت ،

و أخذت هاتفها الجوال ، ما إن وصلت و فارقت والدها إلى قسم النساء

حتى ضربت بأزرار الهاتف ...

" ألو .. هلا .. أنا جيت مع أبوي .. و بخرج الحين من المصلى أقابلك في

سوق "***" الي جنب المسجد..

و عادت بعد انتهاء الصلاة إلى حيث تركها أبوها ، و كأنها لم تضرب

موعدا لمقابلة الصديق ، و كأنها ما جنت شيئا .

**************.

" قرقيعان "

في الخامس عشر من شهر رمضان الكريم .

وصلت مجموعة من أكياس صنعت من القماش الغالي ، إلى بيت بو

خالد ، تضم بين أجنابها المخملية قطعا من الشوكولاتة الملكية الدسمة

، يطل منها مظهر الترف الباذخ ، و عليها بطاقة مذهبة " عساكم من العايدين " .

تساءل رب الأسرة ما مناسبة هذه الحلوى ، ردت عليه أم أحمد : "

إيييييه .. تذكرت ، اليوم القرقيعان يا بو أحمد .. يا حسرة علي و على

عيالي ، من وين لنا نسوي زي هذا .. إيييه خلها على الله " و قلبت

يديها ، وسط نظرات زوجها المستغربة ، فأشاح عنها بوجهه ، "عادات

انقلبت إلى إسراف ".

***************.

"العيد .."

اقترب العيد ، و الناس في غمرة مشتغلون ، بين عابد متهجّد في

الليالي العشر ، و بين متسوق في أرجاء المدينة , و الأسرة منهمكة

في البحث عن أجود الثياب و أرقاها، إلى ساعات الفجر البيضاء ، و تتردد

الأصوات المتداخلة في جو مزحم مشحون بالأشواق إلى يوم العيد ..

" يمة .. أبي يكون فستاني أحلى فستان في العيد ،

و ترد الأم .. و الله تعبت معكم لا خليتونا نصلي القيام و لا ريحتوني بعد الفطور "

و هذا حالهن طوال العشر الأواخر إلى أن يأتي العيد و تبدأ الهدنة مع

النفس ، و قد رحلت العشر الأواخر ، و لم يشعرن بمرورها .


هذه مشاهد رمضانية ، التقاطات الكاميرا اليومية ، نراها أمامنا ، من

أناس نعرفهم ، و قد لا نعرفهم ..

و قد تصدر منا نحن ..

تتكرر في كل عام ، و تنتهي أحيانا بانتهاء هذا الشهر ، ننتقدها في

بواطننا ، و نجهر بانتقادها أحيانا ..

و لكننا نتساءل ..

ترى هل تناسب هذه السلوكيات مكانة هذا الشهر ؟

هل هذا ما ينبغي لنا القيام به في هذه المناسبة ؟

ماذا أعددنا لاستقبال شهرنا الفضيل غير الطعام و الشراب ؟

هل خرجنا منه و نحن مغفور لنا ، هل ارتفعت منزلتنا ، هل زادت حسناتنا .؟

كلها أمور ينبغي لنا أن نأخذها بعين الاعتبار و أن تكون تحت المجهر ..

شاركونا آراؤكم ، و اقتراحاتكم بهذه المناسبة الكريمة ..
ابوراكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس