عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2008, 08:32 AM   #57
bhkhalaf
الفريق الصحفي لتداول - عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 34,586

 
افتراضي

تخدم 20 قرية و350 ألف نسمة وزوارها من الخليج
الأحساء: سوق الإثنين ملتقى لسكان القرى ومعلم تراثي وسياحي



- عادل الغدير من الأحساء - 29/03/1429هـ

تشتهر الأحساء كغيرها من مناطق المملكة الأخرى بالأسواق الشعبية التي تقام على مدار الأسبوع إذ أن هناك علاقة حميمة تربط سكان الأحساء بهذه الأسواق التقليدية كونها جزءا من تاريخهم وكرنفالا احتفاليا مميزا ومعلماً من معالم السياحة يقصدها المتسوقون من داخل الأحساء وخارجها, فضلا عن عوائدها المالية الجيدة التي يجنيها أصحاب البسطات من بيعهم بضاعتهم.

وتعد سوق الإثنين الأسبوعية والتي تقام في قرية الجفر أحد الأسواق الشعبية التي تشتهر بها الأحساء, إذ تخدم أكثر من 350 ألفا من سكان القرى الشرقية والتي تتشكل من نحو عشرين قرية من ضمنها الجشة, العمران, التو يثير, القارة, الرميلة, المنيزلة, المنصورة, المركز, الفضول, الدالوة, الطرف, الجفر, الجبيل , الساباط, التهيمية, العقار, والمزاوي.

"الاقتصادية" قامت بجولة ميدانية داخل السوق التقت فيها بالباعة وبعض مرتادي السوق, حيث تحدث حجي الجميعة 60 سنة، "منذ سنوات عديدة وأنا أحرص على ارتياد سوق الإثنين بشكل رسمي وذلك بسبب قرب قرية الطرف من هذه السوق, كما أن تاريخ محافظة الأحساء معروف منذ عهد قديم بالأسواق القديمة والشعبية منذ عهد الولاة العثمانيين في نهاية القرن العاشر الهجري عند اتخاذهم من الكوت في مدينة الهفوف مقرا لإقامتهم فبنوا المساجد والدور الحكومية والأسواق الشعبية مما جعل هذه الأسواق أحد ثوابت تراثنا العريق الذي لا يمكن أن ترحل من الذاكرة مهما مرت السنون".

وتتنوع المعروضات في السوق من تجار يبيعون بالجملة وآخرين بالمفرد إذ أن هذه الأسواق تعرض جمع السلع المستوردة من الأجهزة الكهربائية مثل الساعات والألعاب وخلاطات العصائر والسلع المحلية من الصناعات التقليدية التي لا يمكن أن تتوافر في الأسواق والمجمعات الأخرى الحديثة مثل البشوت الأحسائية وصناعة الفخار والطبول والقيطان والحلوى وبعض الحرف الأخرى التي تشتهر بها المنطقة في السابق والخردوات والمكسرات وجميع أنواع الطيور والمواد الغذائية والخضراوات والفواكه الطازجة والعطارين ومحال الفرش والعطور والبخور والتحف النحاسية والأدوية الشعبية والملبوسات والسجاد والمقتنيات القديمة ومقلدة, كما تباع الأشرطة الغنائية والأسطوانات الموسيقية بأسعار زهيدة وتتنوع الأشرطة بين الفنين القديم والحديث.

ويقول الزائر المهندس خليل عبد الله من البحرين, "تعد الأسواق الشعبية من ضمن التراث الذي يجب على المختصين في هذا المجال الحفاظ عليه خصوصا أن لها زبائنها من قبل المواطنين والمقيمين والسائحين إذ إن الأسواق الشعبية يلاحظ عليها افتقارها إلى أبسط وسائل التنظيم حيث غالباً ما يكون الباعة هم المنظمون لتلك الأسواق بطريقة جلوسهم في صفوف في الهواء الطلق ووضع المظلات. ويكاد يكون دور الجهات المعنية بالأسواق الشعبية معدوماً على خلاف ما تشهده الأسواق الشعبية في بعض الدول الأخرى من بناء مكان مخصص للأسواق الشعبية لتمتاز به تلك الأسواق وبطريقة مكيفة تُمتع الزائر بجو يساعد على زيادة رواد السوق وبالتالي إعطاء صبغة سياحية للمنطقة, لذا هناك فرصة كبيرة أمام رجال الأعمال لإقامة مثل هذا المشروع الذي يليق بالمحافظة ويجعلها تنافس باقي مدن المملكة سياحياً والمدر للأرباح كما ترغب المواطن في التسوق فيها خلال الفترتين الصباحية و المسائية بدل الفترة الصباحية المعمول بها حاليا".

وأكد علي عبد الله العامر 55 سنة أحد تجار البسطات الشعبية, أنه يوجد أكثر من 90 بسطة شعبية في هذا السوق يسودها علاقة الدفء والود والمحبة والحميمية, إذ يقدر حجم المبيعات لهذا اليوم بأكثر من 500 ألف ريال في الأيام العادية و يزيد البيع في المناسبات, إذ تشهد ارتفاع أعداد المتسوقين خلال أيام عيدي الفطر السعيد والأضحى المبارك والعطل الرسمية من المواطنين والخليجيين خاصة من البحرين والكويت و قطر والعمالة الوافدة العربية والأجنبية. وذلك ناتج عن عدة أسباب من ضمنها أن هذه الأسواق تعرض جمع السلع المحلية والمستوردة في الهواء الطلق بأسعار مخفضة وفي متناول الجميع ويتوافد الناس عليها من جميع القرى ومن بعض الدول المجاورة فيبيعون و يشترون كل ما يحتاجون إليه من البضائع والسلع.

من جهته أخرى، طالب العامر بلدية المحافظة بالحفاظ عليها لأنها تمثل تراث هذه المنطقة وذلك بمنع العمالة الوافدة من البيع في مثل هذه الأسواق الشعبية ووجود الأماكن المهيأة والمخصصة لها ووجود الخدمات مثل دورات المياه ومياه للشرب ومواقف السيارات والمظلات لأصحاب البسطات لأن أغلب التجار تتعرض معظم بضائعهم للتلف خلال فصل الشتاء وذلك بسبب هطول الأمطار عليها أما في فصل الصيف لكثرة تعرضها لأشعة الشمس الحارقة والأتربة والغبار مما يتسبب في أزمة مالية لبعض الأسر بسبب اعتماد عائلهم على كسب قوته من تلك الأسواق. ولا ننس دور صحة البيئة التابعة لبلدية المحافظة في الجولات التفتيشية على المواد الغذائية في كيفية البيع و العرض مثل حمايتها من التعرض لأشعة الشمس مباشرة والتأكد من تاريخ انتهاء الصلاحية.

كما أبدى عدد كبير من أصحاب المنازل القريبة تذمرهم من سوق الإثنين, حيث أكد جابر الحجي صاحب أحد المنازل القريبة من السوق, أن السوق في السابق يوجد في الساحات الفارغة للبلدة وهي بعيدة عن المنازل, أما هذه الأيام مع تطور وازدهار العمران أصبح السوق متمركزا وسط هذه المنازل كما أن أصحاب البسطات موجودون بشكل عشوائي على الطرق والأرصفة ما عكر على هؤلاء الأسر قاطني هذه المنازل مما يضطر بعض العوائل البقاء داخل منازلهم طوال عمل السوق.

وقال الحجي: "يوجد بعض الأضرار جراء وجود السوق قرب المنازل التي من ضمنها عدم انسيابية الحركة المرورية تتجمع أعداد كبيرة من الحشرات الضارة مثل الذباب والبعوض التي تتجمع على مخلفات السوق والتي ترمي على الطرقات والأرصفة والتي تلعب الدور الكبير في نقل الأمراض إلى الإنسان, انتقال الروائح الكريهة المزعجة إلى المنازل المجاورة لهذه البسطات, أصوات الباعة المرتفعة, وجود بعض المياه مما يسبب خروج رائحة كريهة إلى الشوارع, حيث يحدونا الأمل في نقل هذا السوق إلى مكان آخر مهيأ لهذا الغرض بعيد عن المنازل.

وأوضح إحسان الهاجري أحد المهتمين بالتراث والصناعات الحرفية، تكمن الأسواق الشعبية في توفير فرص العمل الشريفة للمواطنين السعوديين سواء من الرجال و النساء، تمثل خطوة في مسار إحياء هذه الحرف القديمة بشكل مستديم, كذلك فرصة للحرفيين لعرض الصناعات القديمة التي مازالت تمارس من قبلهم و بيع منتجاتهم اليدوية والحرفية التي يتقن صناعتها على مدار العام, يزيد من حماس الحرفي وشعوره بالفخر والاعتزاز وذلك لشعوره بأهمية عمله فضلاً عن زيادة الدخل المادي له خلال الإقبال الكبير من الزبائن لهذه الأسواق, يسهل على كثير من الناس اقتناء صناعة الحرف اليدوية, إحياء الموروث التراثي والحفاظ عليه وذلك بالاتصال المباشر بالزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها، كما أن السوق لا تقتصر على الجانب الاقتصادي بل تتعداه إلى الجانب الاجتماعي إذ تعد نقطة التقاء لبعض الأقارب والأصدقاء داخل هذه الأسواق, إضافة إلى كونها رافدا من روافد السياحة الداخلية.

وقال المهندس فهد بن محمد الجبير رئيس بلدية محافظة الأحساء, إن وزارة الشؤون البلدية والقروية تولي جل اهتمامها بمثل هذه الأسواق الشعبية التي من شأنها وضع بصمات رائدة في الجذب الجماهيري وتعزيز سياسة الدولة الرامية في السياحة الداخلية, إذ تعد الأسواق الشعبية مخزونا سياحيا وتراثيا وثقافيا على مستوى كبير والتي كان أولها إنشاء مجمع للأسواق الشعبية في مدينة الهفوف والذي يضم أكبر سوق شعبية على مستوى المحافظة وهي سوق الخميس، سوق الحراج، سوق دعيدع, التي ستسهم في تطوير منطقة الأسواق الشعبية وتحسينها وتوفير جميع الخدمات والتجهيزات الفنية المطلوبة والبنية التحتية بما يتناسب مع حاجة الباعة المتسوقين لكي يكون ملائماً للتحديث والتطوير، كما من المؤمل أن يشمل المشروع قرية التراث لتوطين الحرف في مخطط الدوائر الحكومية في عين النجم بين مدينتي الهفوف والمبرز. ويجاور الموقع سوق الخضار المركزي من جهة الشرق ومجمع الدوائر الحكومية من جهة الغرب على مساحة تتجاوز 154 ألف متر مربع، وبتكلفة تفوق 125 مليون ريال, كما يوجد فريق خاص من صحة البيئة يجوب الأسواق الشعبية طوال اليوم للتأكد من سلامة وصلاحية المواد الغذائية, مع إحضار فرقة كاملة من عمال النظافة تعمل على إزالة الأوساخ والمخلفات أثناء فترة افتتاح السوق وبعد انتهائها.
bhkhalaf غير متواجد حالياً