عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-2003, 08:13 AM   #5
awazzan
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
المشاركات: 1,295

 
افتراضي

الطلب على النفط قد يتجاوز توقعات المراقبين..والأسعار مرشحة للبقاء متماسكة

د. عبدالوهاب بن سعيد أبو داهش

اتفقت أوبك ووكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الامريكية على ان الطلب على النفط خلال عام 2003م سيرتفع في المتوسط بحوالي 1.1مليون برميل في اليوم. ولكنها لم تتفق على وجود توازن في العرض والطلب. يقدر التقرير الشهري لأوبك المنشور في يوليو أن الطلب على النفط لعام 2003م سينمو بمقدار 1.32% عن العام السابق، ليصل إلى 77.79مليون برميل في اليوم. ويتوقع التقرير ان ينمو الطلب على النفط في الربع الرابع بنسبة 0.96% عن نفس الفترة من العام الماضي.
وتشير وكالة الطاقة الدولية، التي تمثل 30دولة صناعية في الشأن البترولي، في تقريرها لشهر اغسطس إلى ان الطلب العالمي على النفط سيرتفع بحوالي 1.11مليون برميل في اليوم خلال العام الحالي، بينما سينمو بحوالي 1.05مليون برميل في اليوم في السنة القادمة. ليصل اجمالي الطلب العالمي على النفط حوالي 78.4و 79.4مليون برميل في اليوم خلال 2003م و2004م على التوالي. وفي الربع الرابع من العام الحالي تتوقع وكالة الطاقة الدولية ان يرتفع الطلب العالمي إلى حوالي 80.1مليون برميل في اليوم، بنمو قدره 3% عن الربع الثالث، ويمثل ذلك زيادة كبيرة قدرها 2.3مليون برميل في اليوم. لذا تطلب من أوبك زيادة إنتاجها النفطي إلى حوالي 26.2مليون برميل في اليوم، لمقابلة قوة الطلب المتوقع في الربع الأخير من العام.
كما تشير ادارة معلومات الطاقة الامريكية إلى ان الطلب العالمي على النفط سيرتفع بأكثر من مليون برميل في اليوم خلال العام الحالي، ليصل إلى 78.7مليون برميل في اليوم في السنة الحالية، ثم يرتفع إلى حوالي 79.7مليون برميل في اليوم في السنة القادمة 2004م. وتتوقع ان يرتفع الطلب على النفط في الربع الرابع بحوالي 1.7مليون برميل في اليوم.
من الملاحظ ان توقعات الطلب على النفط في الربع الرابع ستكون قوية. وربما تكون اقوى من توقعات المنظمات الثلاث نظراً لاستمرار انخفاض المخزون النفطي في الدول الصناعية، وزيادة النشاط الاقتصادي في الصين والدول غير الصناعية، والتوقع بانتعاش النمو الاقتصادي في الدول الصناعية وخاصة في الولايات المتحدة واليابان وخلال الربع الأخير من العام، وأهم من ذلك كله ظهور عوامل طبيعية اخرى بين الفينة والاخرى كإعصار المكسيك وانقطاع التيار الكهربائي في عدة ولايات امريكية وجزء من كندا، مما يثير مخاوف المتعاملين من زيادة الطلب واستمرار انخفاض المخزون. وهو الأمر الذي سيجبر المراقبين للسوق النفطية باعادة توقعات الطلب على النفط إلى الاعلى. وهو ما يعني ان اسعار النفط ستشهد ارتفاعاً قوياً مشابهاً لما حدث عام 2000م عندما وصلت اسعار نفط برنت متوسط 34دولاراً للبرميل.
ولعل بقاء نفط سلة أوبك متجاوزاً الحد الاعلى للنطاق السعري الذي حددته اوبك لليوم العاشر على التوالي مؤشر هام على انه قد يستمر في تجاوزه للحد الاعلى للعشرة ايام المتبقية من العشرين يوماً التي ستقوم اوبك بعدها يضخ 500الف برميل في اليوم لإعادة اسعار النفط إلى ما دون ذلك وربما تجتمع اوبك (أو تناقش وضع السوق النفطية) قبيل الاجتماع القادم في 24سبتمبر، لانه سيكون موعداً متأخراً في ظل الظروف التي تشهدها السوق النفطية هذه الايام. وقد ساهم في بقاء اسعار سلة أوبك مرتفعة عوامل اخرى أهمها عودة العراق البطيئة والمتعثرة للسوق النفطية، ودرجة التزام الدول الاعضاء في أوبك بحصص الانتاج التي وصلت إلى فوارق ضئيلة تقدر بين 200- 500ألف برميل في اليوم، كما تشير بعض تقديرات المراقبين للسوق النفطية.
لذا فإن السوق النفطية ستتابع عن كثب التحركات التي ستقوم بها أوبك منذ الآن وحتى 24سبتمبر القادم. وفي غضون ذلك سيكون هناك متابعة لمستويات انتاج الدول الاعضاء في اوبك ومقارنتها بحصص الانتاج، من أجل تخفيف الضغوط على أسعار النفط.
ويمكننا القول إن السوق النفطية مازالت تتجاوز توقعات المراقبين، وربما تستمر في ذلك خلال العام القادم.
awazzan غير متواجد حالياً