[متوازن]

شرح البسملة وللأهميتها وفضل ذكرها . ادعوا الله أن يجعل تنويهك لها في ميزان حسناتك .
ابتدأ الرسالة ببسم الله الرحمن الرحيم وهذه هي السُّنَّة : أن تبدأ الكتب والرسائل ببسم الله الرحمن الرحيم كما ابتدأ الله تعالى بها في كتابه ، فأول ما ترون في المصحف الشريف : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وكذلك قبل كل سورة ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كتب يبدأ كتبه بـ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) [ انظر صحيح الإمام البخاري 4 / 402 كتاب الجهاد باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة وأن لا يتخذ بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله ، وقوله تعالى : مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ إلى آخر الآية . وفي الفتح 6 / 109 ، وانظر تفاصيل ذلك في زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم 3 / 688-696 ، ذكر هديه صلى الله عليه وسلم في مكاتباته إلى الملوك وغيرهم ] ، وإذا تحدث إلى أصحابه يبدأ مجلسه ببسم الله الرحمن الرحيم ، والحكمة في البدء ببسم الله الرحمن الرحيم التبرك بها لأنها كلمة مباركة ، فإذا ذكرت في أول الكتاب أو في أول الرسالة تكون بركة عليه ، أما الكتب أو الرسائل التي لا تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فإنها تكون ناقصة لا خير فيها .

ومن ناحية أخرى بسم الله الرحمن الرحيم فيها الاستعانة بالله جل وعلا فقوله : بسم الله الرحمن الرحيم أي أستعين وأتبرك ببسم الله الرحمن الرحيم . فالجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره أستعين وأتبرك ببسم الله الرحمن الرحيم ، والله عَلَم على الذات المقدسة ، والرحمن الرحيم اسمان كريمان من أسمائه الحسنى يتضمنان الرحمة .
المصدر شرح كتاب كشف الشبهات للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب . والشرح للبسملة للشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله بن الفوزان حفظه الله .