عرض مشاركة واحدة
قديم 18-03-2013, 10:51 PM   #633
أليا صهل
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 10,221

 
افتراضي


قصص وعبر دينية













عندما يفرح المرء بالعبوديه





















عندما يغادر المرء أهله وعشيرته وموطنه الذي درج فيه فإنه لا يزال يحنُ إليه ، ويشتاق إلى والده الذي رباه وأمه التي حنت عليه ، وعشيرته التي عاش في أكنافها ، وتراب أرضه الذي ترعر فيه





















فإذا تيسر له الرجوع إلى ذلك كله فغالب نفسه وتمسك بإرث جديد ، وتمسك بديار غير دياره ، وأهل غير أهله ، فإن في ذلك عجباً





















ومن هؤلاء الذين كان أمرهم عجباً زيد بن حارثة ، فقد اختطفه بعض العرب من أهله صغيراً في أحد الحروب التي كانت تقوم بين القبائل ، وباعه مختطفوه في سوق عكاظ ، واشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم ، ووهبته رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد زواجه منها





















وعرف والده وعمه بمكانه ، فرجا إلى مكة يطلبان فداءة وسألا عن مكان الرسول صلى الله عليه وسلم ، حتى عرفاه ، فجاءه فقالا : يا ابن عبد المطلب ، يا ابن سيد قومه ، أنتم أهل حرم الله ، تفكون العاني ، وتطعمون الأسير ، جئناك في ولدنا عبدك فامنن علينا ، وأحسن فدائه ، فإنا سنرفع لك





















قال : وما ذاك ؟





















قالو : زيد ابن حارثة





















فقال صلى الله عليه وسلم : أو غير ذلك ، أدعوه فخيروه ، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء ، وإن اختارني ، فو الله ما أنا بالذي على من اختارني فداء





















ما أروع هذا الرد الرائع من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، هذا الرد الذي ليس فيه أي إجحاف أو تنقيص ، وقد يظن ظان أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يحب زيداً بن حارثة ، لكنه لم يعلم مدى حب الرسول صلى الله عليه وسلم لزيد حتى سمي - حِبُ رسول الله -ـ





















عندها فرح ابى زيد فرحا شديدا بهذا الرد





















واستدعى الرسول صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة





















فاخبره بما حدث





















فقال زيد : نعم هذا أبي وهذا عمي





















فقال له صلى الله عليه وسلم : فاختار ما تريد صحبتي أو ذهابك مع ابيك





















وبلا تردد ولا أعمال فكر ونظر أجاب : ما أنا بالذي اختار عليك ، أنت الأب وأنت العم





















فاستغرب العم والأب من هذا الموقف فقالا : ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية ، وعلى أبيك وأهل بيتك





















قال : نعم ، أني قدر رأيت من هذا الرجل شيئاً ما أنا بالذي اختار عليه أحدا





















عندها : فاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واخذ زيد وذهب إلى الكعبة





















وقال : اشهدوا ان زيداً ابني يرثني وارثه





















فلما راى ابوه وعمه ذلك طابت وارتاحت نفسهما وانصرفا





















وظل زيد يسمى زيد بن محمد





















إلى أن جاء الإسلام وأبطل التبني ، وأصبح زيد يسمى زيد بن حارثة
أليا صهل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس