عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-2011, 10:48 PM   #1
shapa-1
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 736

 

افتراضي معاويه وذاك الرجل أمد بن أبد

قال معاوية، إني لأُحبّ أن ألقي رجلا قد أتت عليه سنين وقد رأى الناس يخبرنا عما رأى.


فقال بعض جلسائه: ذاك رجل بحضرموت.
فأرسل إليه، فأتى به، فقال له: ما اسمك؟ قال: أمد.
قال: ابن من؟ قال: ابن أبد.


قال: ما أتى عليك من السنين ؟ قال: ستون وثلاثمائة سنة.


قال: كذبت.


قال: ثم إن معاوية تشاغل عنه، ثم أقبل عليه، فقال: - ما اسمك؟ قال: أمد.
قال: ابن من؟ قال: ابن أبد.
قال: كم أتى عليك من السنين ؟ قال: ثلاثمائة وستون.


قال: فأخبرنا عمّا رأيت من الأزمان، أين زماننا هذا من ذلك؟ قال: وكيف تسأل من تكذِّب؟ قال: إني ما كذَّبتك، ولكني أحببت أن أعلم كيف عقلك.


قال: يوم شبيه بيوم، وليلة شبيهة بليلة، يموت ميّت، ويولد مولود، فلولا من يموت لم تسعهم الأرض، ولولا من يولد لم يبق أحد على وجه الأرض.


قال: فأخبرني هل رأيت هاشما؟ قال: نعم، رأيته طُوالا، حسن الوجه، يقال، إن بين عينيه بركة أو غرَّة بركة.
قال: فهل رأيت أميَّة؟
قال: نعم، رأيته رجلا قصيرا أعمى، يقال إن في وجهه لشرَّا أو شؤماً.


قال: أفرأيت محمداً عليه السلام؟ قال: ومن محمد؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: ويحك، أفلا فخَّمت كما فخَّمه الله تعالى؟ فقلت رسول الله.


قال: فأخبرني، ما كانت صناعتك؟ قال: كنت رجلا تاجرا.



( قال: فما بلغت تجارتك؟ قال: كنت لا أشتري عيبا، ولا أردّ ربحا) ،



قال معاوية: سلني.
قال: أسالك أن تدخلني الجنة.
قال، ليس ذاك بيدي، ولا أقدر عليه.
قال: لا أرى بيدك شيئا من أمر الدنيا ولا من أمر الآخرة، فردَّني من حيث جئت بي.
قال: أما هذه فنعم.
قال: ثم أقبل معاوية على أصحابه فقال: لقد أصبح هذا زاهداً فيما أنتم فيه راغبون


منقــــــــول
shapa-1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس