البنوك الغربية بحاجة إلى هيئات شرعية
الخميس, 8 مايو 2008
عبدالله الفهد - المدينة المنورة
أكدت ندوة اقتصادية شارك فيها الدكتور عبد الله بن سليمان المنيع, عضو هيئة كبار العلماء. والدكتور محمد بن علي القري , عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز أن المصرفية الإسلامية حققت سبقا وانتشارا ملموسا رغم تثبيط الكثير من الناس لها، وأن الكثير من البنوك التقليدية تحولت إلى المصرفية الإسلامية 100 في المائة. وأشارت الندوة الى أن أول من نادى بإيجاد المصرفية الإسلامية هو الملك فيصل - رحمه الله - من خلال دعوته للتضامن الإسلامي الذي من أهم ركائزه الاقتصاد الإسلامي.
المنيع اوضح جواز التعاملات المصرفية الإسلامية التي تتبع بنكا تقليديا ان لم يكن العميل شريكا كالبيع والشراء .. فالصحابة كانوا يتبايعون مع الكفار بل توفي النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهون عند يهودي. ومن جانبه أكد الدكتور القرى أن الاقتراض من البنوك بصورته التقليدية الربوية ظاهرة أوربية انتقلت إلينا .. فصار المسلمون يبحثون عن البديل, وأضاف ان أول من قدم البديل كان محمد عزير الباكستاني حين قدم ورقة عمل عن نموذج بديل تقرض وتقترض بالفائدة بشرك المشاركة في الربح والخسارة وذلك عام 1951م. وتابع القري: ثم بدأ الناس يتعاملون بهذه الطريقة ولكن تحولت المداينة عام (1975)م إلى فكرة المرابحة, يشترى فيها بالنقد ويبيع بثمن مؤجل, ثم تطور المنتجات والوسائل وصارت البنوك الإسلامية تبحث عن أسس جائزة تتعامل بها فانتهت إلى التورق الإسلامي بدلا من التورق القرضي الربوي. وذكر أن جميع البنوك التي يترأس الشيخ عبدالله المنيع رئاسة رقابتها الشرعية لا يبيعون إلا السلع المتوفرة الحاضرة التي يستطيع العميل أن يختارها وينظر إليها ويعرف حقيقتها في أي وقت شاء, وكذا حال التعامل مع الشركات الكبيرة, فكلها منضبطة بالضوابط الشرعية. وذكر أن هناك تقريرا يبين أن البنوك الغربية بحاجة شديدة إلى أخصاء شرعيين للمصرفية الإسلامية, وتقع على عاتق الجامعة الإسلامية ثقل هذا الحمل الثقيل, ودعا الجامعة إلى تبني برامج متخصصة في المصرفية الإسلامية.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها الجامعة الإسلامية مساء الثلاثاء ضمن برنامجها الثقافي وكانت بعنوان (المعاملات المصرفية الإسلامية في البنوك السعودية) وأدارها الدكتور عمر زهير حافظ, الرئيس التنفيذي لشركة المجموعة المتحدة للتأمين التعاوني .. والجدير بالذكر أن برنامج الجامعة الثقافي لهذا العام بدأ في شوال الماضي وشمل العديد من المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية وشارك فيه نخبة من كبار العلماء والمفكرين والشعراء وشهد حضورا كبيرا ومتابعة إعلامية.