حائل .. غياب أحياء العمال يثير مخاوف السكان ومطالب بالتحرك
عمالة تجلس أمام سكنها في حي العزيزية في حائل. ويطالب السكان بحل لمشكلة سكن العمالة داخل الأحياء السكنية. تصوير: نايف السلحوب - «الاقتصادية»
بشير الزويمل من حائل
تحولت أحياء وسط مدينة حائل إلى ما يشبه أحياء العمالة، وترافق ذلك مع تدني مستويات النظافة والخدمة في هذه الأحياء؛ وهو ما دفع كثيرا من سكانها للبحث عن أحياء أخرى.
ويقول سكان في حي العزيزية، وهو واحد من أقدم أحياء حائل: إن تزايد العمالة بشكل لافت يثير المخاوف، خاصة أن الحي تقطنه عائلات، وبالتالي فإن تغيير التركيبة السكانية بهذا الشكل ودون تدخل الجهات المختصة أمر غير مبرر.
وتتجه العمالة إلى الحي؛ نظرا لقدم مبانيه الشعبية وتراجع معدلات سعر الإيجارات الشهرية مقارنة بالأحياء الأخرى. وقال صاحب مكتب عقار في حائل: إن لديه عروضا كبيرة لمنازل في الحي، لكن شراءها بطيء جدا؛ نظرا لغياب أي خطط للتطوير في المستقبل القريب.
صورة من داخل حي العزيزية الذي تحول إلى مكان للعمالة والمعدات.
ويتفق محمد الشمري، أحد سكان الحي، مع رأي صاحب المكتب العقاري، مبينا: أعرف كثيرين عرضوا منازلهم للبيع.. في هذا المكان لا يمكنك الاطمئنان إلى عائلات.
ويرى الشمري أن وجود العمالة أمر لا خلاف عليه، لكنه بالشكل الذي يحدث حاليا يتسبب في مخاطر أمنية واجتماعية خطيرة، لكنه لا يخفي لوما للجهات المختصة التي لم تتدخل حتى الآن. والحي الذي يتوسطه طريق الملك عبد العزيز وهو الشريان الرئيس لمدينة حائل واسع بشكل يجعل من استمرار إهماله بهذا الشكل مؤثرا على أطراف المدينة كافة.
وتقضي العمالة جل وقتها بحثا عن العمل في جلسات أمام المنازل، وهنا يعود الشمري للإشارة إلى أن جلوس العمالة في الشوارع أمر مخيف، نحن لم نتعود على أن يجلس الرجال بهذا الشكل الذي يمنع خروج الأطفال والنساء.
العمالة من جانبها، تقول إنها وجدت نفسها مضطرة للسكن في هذا الحي، حيث يقول أكبر حسين إنه يقطن مع 20 رجلا من مواطنيه في منزل شعبي.
وعندما قلت له إن جلوسكم بهذا الشكل يضايق السكان أشاح بوجه جانبا، وقال "مافيه مشكلة".
وتتوقف سيارات العمالة التي تستخدمها في التحميل في شوارع الحي بشكل كبير، بينما تتراجع النظافة بشكل بات أمرا خطيرا.
وتفتقر المدن السعودية لأحياء خاصة بالعمالة؛ وهو ما يدفعها إلى الأحياء الداخلية بعيدا عن أعين الرقابة.