عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2009, 10:51 PM   #5
متوازن
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2002
المشاركات: 7,339

 
افتراضي

(57) أهل النار الذين هم أهلها على الحقيقة، هم الكفرة والمشركون، فهم خالدون مخلدون، كما قال تعالى: أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [البقرة 24] وفي الصحيحين أن الله تعالى يأمر آدم أن يخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فشق ذلك على أصحاب رسول الله  فقال: "إن من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد". وورد في جملة من الأحاديث الصحيحة أن أكثر بني آدم من أهل النار، وأن أتباع الرسل قليل بالنسبة إلى غيرهم، وغير أتباع الرسل كلهم في النار، إلا من لم تبلغه الدعوة أو لم يتمكن من فهمها، وقد ورد في الأحاديث أن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة، وهي من كان على مثل ما عليه النبي  وأصحابه، وهو المتمسكون بكتاب الله تعالى وسنة رسوله ، فهذه هي الفرقة الناجية وحدها. نسأل الله أن يجعلنا منهم، والقرآن يدل على أن أكثر الناس في النار وهم الذين اتبعوا الشيطان، وأما عصاة الموحدين فأكثر من يدخل النار منهم النساء كما في الصحيحين في خطبة صلاة الكسوف وغيرها قال  "اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء" [متفق عليه].
(58) من صفات أهل النار ما ذكره الله بقوله: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ [المدثر 42- 47] فكان من أسباب دخولهم النار أنهم لا يصلون ولا يزكون، وخوضهم في الباطل، وتكذيبهم بيوم الجزاء يوم القيامة جتى ماتوا على هذه الحالة. نسأل الله العافية. وفي الصحيحين عن النبي  أنه قال: "ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر" والعتل الغليظ الجافي، والجواظ الذي جمع ومنع، والمستكبر المتعاظم في نفسه، الذي يرد الحق، ويحتقر الناس كما قال النبي : "الكبر بطر الحق وغمط الناس" وبطر الحق رده وغمط الناس احتقارهم، وقال تعالى: أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر 60].
وقد تبين من الأحاديث الواردة في هذا الباب أن صحة الجسد وقوته، وكثرة المال والتنعم بشهوات الدنيا، والتكبر والتعاظم على الخلق- هي من صفات أهل النار.
وفي صحيح مسلم: أهل النار خمسة:
1- الضعيف الذي لا زبر له، أي لا قوة له ولا حرص على ما ينفعه.
2- الخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق، إلا خانه ويدخل في ذلك التطفيف في المكيال والميزان، وكذلك الخيانة في الأمانات، ويدخل في ذلك من خان الله ورسوله بارتكاب المحارم سراً مع إظهار اجتنابها.
3- المخادع الذي دأبه مخادعة الناس صباحاً ومساءً، مخادعة الناس على أهليهم وأموالهم، والخداع من أوصاف المنافقين، ومعناه إظهار الخير وإضمار الشر بقصد التوصل إلى أموال الناس وأهليهم والانتفاع بذلك، وهو من جملة المكر والحيل المحرمة، وفي الحديث: "من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار".
4- الكذب والبخل، وكلاهما ينشأ عن الشح وهو شدة حرص الإنسان على ما ليس له من الوجوه المحرمة، وينشأ عنه البخل وهو إمساك الإنسان ما في يده والامتناع عن إخراجه في وجوهه التي أمر بها، وهذا الصنف هو البخيل. فالشحيح أخذ المال بغير حقه والبخيل منعه من حقه.
5- الشنظير وفسر بالسيء الخلق والفاحش، وفي الصحيحين عن عائشة عن النبي  قال: "إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه" وفي الترمذي "إن الله يبغض الفاحش البذيء" وهو الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام. فالفاحش هو الذي يفحش في منطقه، ويستقبل الرجال بقبيح الكلام من السب ونحوه.
(59) "أول من يدخل النار من عصاة الموحدين" خرج الإمام أحمد من حديث أبي هريرة عن النبي  قال: "عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك لا يشغله رق الدنيا طاعة ربه، وفقير متعفف ذو عيال، وأول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط، وذو ثروة مال لا يؤدي حق الله منه، وفقير فخور". وخرج الترمذي أوله وقال: حديث حسن وأوصاف هؤلاء الثلاثة هي الظلم والبخل والكبر.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث طويل ذكر فيه المقاتل والقارئ والمتصدق الذين يراءون بأعمالهم. قال أولئك أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة. وقد جمع بين هذا الحديث وبين ما قبله بأن هؤلاء الثلاثة أول من تسعر بهم النار وأولئك الثلاثة أول من يدخل النار وتسعير النار أخص من دخولها، فإن تسعيرها يقتضي تسعرها وإيقادها وهذا قدر زائد على مجرد دخولها. نعوذ بالله منها، وقد ورد أن فسقة القراء يبدأ بهم قبل المشركين.
قال ابن رجب وقد ذكر في الباب الخامس والعشرين أحاديث متعددة في خروج عنق من النار يوم القيامة يتكلم، وأنها تلتقط من صفوف الخلق المشركين والمتكبرين وأصحاب التصاوير وفي رواية ومن قتل نفسا بغير حق فينطلق بهم قبل سائر الناس بخمسمائة عام. وروي عن ابن عباس وغيره من السلف أن ذلك يكون قبل نشر الدواوين ونصب الموازين، وجاء في حديث مرفوع أن ذلك يكون قبل حساب الناس، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما. ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

أعمال أهل الجنة وأعمال أهل النار
سئل شيخ الإسلام (ابن تيمية رحمه الله) ما عمل أهل الجنة؟ وما عمل أهل النار؟
فأجاب - الحمد لله رب العالمين: عمل أهل الجنة الإيمان والتقوى، وعمل أهل النار الكفر والفسوق والعصيان. فأعمال أهل الجنة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر - خيره وشره، والشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت. وأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. ومن أعمال أهل الجنة صدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجار، واليتيم والمسكين والمملوك من الآدميين والبهائم. ومن أعمال أهل الجنة الإخلاص لله والتوكل عليه، والمحبة له ولرسوله، وخشية الله ورجاء رحمته، والإنابة إليه والصبر على حكمه والشكر لنعمه. ومن أعمال أهل الجنة قراءة القرآن، وذكر الله ودعاؤه ومسألته والرغبة إليه، ومن أعمال أهل الجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله للكفار والمنافقين.
ومن أعمال أهل الجنة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك، فإن الله أعد الجنة للمتقين الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران 134]. ومن أعمال أهل الجنة العدل في جميع الأمور وعلى جميع الخلق حتى الكفار، وأمثال هذه الأعمال.
وأما عمل أهل النار فمثل الإشراك بالله، والتكذيب بالرسل، والكفر والحسد والكذب الخيانة، والظلم والفواحش والغدر وقطيعة الرحم، والجبن عن الجهاد والبخل واختلاف السر والعلانية، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله، والجزع عند المصائب، والفخر والبطر عند النعم، وترك فرائض الله، واعتداء حدوده، وانتهاك حرماته، وخوف المخلوق دون الخالق، ورجاء المخلوق دون الخالق، والتوكل على المخلوقين دون الخالق، والعمل رياء، وسمعة ومخالفة الكتاب والسنة، وطاعة المخلوق في معصية الخالق، والتعصب بالباطل، والاستهزاء بآيات الله، وجحد الحق، والكتمان لما يجب إظهاره من علم وشهادة. ومن عمل أهل النار السحر، وعقوق الوالدين، وقتل النفس التي حرم الله بغير الحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والفرار من الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
وتفصيل الجملتين لا يمكن، لكن أعمال أهل الجنة كلها تدخل في طاعة الله ورسوله، وأعمال أهل النار كلها تدخل في معصية الله ورسوله وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ [النساء 13 – 14]. والله أعلم - مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج10 ص422. وصلى الله على محمد.
نداء له صدى
يقول: أنقذوا أنفسكم من النار
إلى كل مؤمن بالله واليوم الآخر، إلى من يعلم أن الله يراه ويسمعه ويعلم سره وعلنه، إلى من يرجو الثواب ويخاف العقاب، إلى من يحب سعادة نفسه ونجاتها.
أدعوك ونفسي إلى امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، وإلى قراءة القرآن الكريم وتدبره والعمل به، وإلى العمل بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، لتفوز بالسعادة الأبدية وتسلم من الشقاء الأبدي، والعذاب الشديد السرمدي. لو كنت مريضا وأتيت طبيبا ونصحك بترك ألذ الشهوات، وخوفك على تناولها الموت!! أو زيادة المرض لامتنعت عنها وأنفت منها، محافظة على صحتك وحياتك، أفكان الطبيب عندك أصدق من الله تعالى؟؟ أم كان المرض أشد عليك من النار؟ ألست تتقي برد الشتاء وحر الصيف؟ فنار جهنم أشد حرًّا وأبقى عذابًا: قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ [التوبة 81]، ومن دخلها لا يموت فيها ولا يحيى ولا يفتر عنه العذاب ساعة ولا يرجو فرجا ولا مخرجا، خالدين فيها أبدا.. فهل آمنت بالله حق الإيمان فرجوت ثوابه، وخفت عقابه وعملت أعمالا صالحة لتنجو؟ أم فيك صبر وجلد على النار؟ أم أنت ممن يكذب بيوم الدين؟ فاتق الله -يا أخي المسلم- وأنقذ نفسك من النار بفعل الواجبات وترك المحرمات، أنقذ نفسك من النار بإخلاص العبادة لله أنقذ نفسك من النار بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة في المساجد، فقد علمت أن أمر الصلاة عظيم وشأنها جسيم، وعرفت فضل المحافظة عليها وعقوبة المتهاون بها، فهي أول ما فرض الله على عباده من العبادات العملية، وهي أول ما يسأل عنه العبد من عمله يوم القيامة، فإن صلحت فقد أفلح ونجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر. فاحذر أن تترك الصلاة متعمدا فتكون من الخاسرين فهي عماد الدين والفارقة بين الإسلام والكفر، وقد علمت أن الله فرض خمس صلوات في كل يوم وليلة، على كل مسلم بالغ عاقل. غير المرأة الحائض والنفساء -فرضها على كل حال: في الصحة والمرض والإقامة والسفر والأمن والخوف على قدر الاستطاعة، وجعلها مكفرة للذنوب والآثام وناهية عن الفحشاء والمنكر -لمن حافظ عليها وأعطاها حقها- وجعل الله المحافظة عليها من أسباب دخول الجنة قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ [المعارج 34– 35]، وتركها من أسباب دخول النار كما قال تعالى عن المجرمين أنهم إذا سئلوا مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ [المدثر 42– 43]، وفي الحديث "من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله" [رواه أحمد والطبراني]، والتوبة معروضة بعد فمن تاب، تاب الله عليه، وغفر له، ورحمه، وأبدله بسيئاته حسنات، ولا تجوز صلاة الرجل إلا في المسجد لغير عذر شرعي: كخوف أو مرض، أو مطر أو سفر.
يا أخي المسلم: أنقذ نفسك من النار بأداء زكاة مالك، طيبة بها نفسك، قبل أن يكون عذابا عليك وقبل أن يكون مالك ثعبانا يطوقك في قبرك، ويوم حشرك، وقبل أن يحمى على هذه الأموال في نار جهنم فيكوى بها جنبك وكبينك وظهرك كما أخبر بذلك الصادق المصدوق في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم.
أنقذ نفسك من النار بالمحافظة على صيام رمضان، واحذر أن تفطر يوما من رمضان من غير عذر فإنه كبيرة من كبائر الذنوب.. اعمل كل هذا من قبل أن تسأل الرجعة عند الموت لكي تصلي وتصوم وتزكي وتعمل صالحا فلا يجاب سؤالك وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا [المنافقون 11].
احذر أن تؤخر حج الفريضة -مع القدرة- فتموت عاصيا قبل أن تحج، أنقذ نفسك من النار ببر الوالدين وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران، وعدم أذيتهم، واحذر ظلم الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فإن ذلك من أشد المحرمات.. واحذر أن تأكل ما حرم الله أو تتناوله على أي وجه كان، فأي لحم نبت من سحت فالنار أولى به. احذر أن تحل ما حرم الله، وقد أوجب الله عليك طاعته وحرم عليك مخالفته، واحذر أن تخالف سنة نبيك - عليه الصلاة والسلام - بقول أو فعل، وكما أوجب الله عز وجل الطاعة لنفسه فقد أوجب الطاعة لنبيه  ولك فيه أسوة حسنة. احذر المعاملة بالربا فإنها محاربة لله ومن حارب الله فهو مهزوم! احذر الاستهزاء بشيء فيه ذكر الله أو القرآن، أو الرسول فإنه كفر. احذر أن تؤخر التوبة فتموت فجأة قبل أن تتوب نادما مع الخاسرين، واعلم يا أخي أن حياتك محدودة، وأنفاسك معدودة، فلا تضيعها بغير عمل، ولا تفرط بساعات عمرك الذاهب بغير عوض، واغتنم شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل مرضك، وحياتك قبل موتك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، ولا تغتر بما أعطاك ربك من مال وولد وصحة وعافية، واستعن بها على طاعته فإنك سوف تفارقها أو تفارقك عن قريب.
قال الشاعر:
وما المال والأهلون إلا ودائع

ولابد يوما أن ترد الودائع

وقال آخر:
ولن يصحب الإنسان من بعد موته
إلى قبره إلا الذي كان يعمل

ألا إنما الإنسان ضيف لأهله
يقيم قليلا عندهم ثم يرحل

وليس أحد يموت إلا ندم: إن كان محسنا ندم أن لا يكون ازداد إحسانا، وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون تاب. وإذا مت فدفنت في قبرك فسوف تجده روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار - أعاذك الله منها - فإن كان عملك صالحا لم تستأنس إلا به، وإن كان فاسدا لم تستوحش إلا منه.
وإذا بعثت من قبرك للحساب والجزاء فسوف تبعث فردا حافيا عاريا ليس معك سوى عملك يقودك إلى الجنة، أو إلى النار، أعاذك الله منها.
فتب إلى ربك ما دمت في زمن الإمكان، واستعد للقدوم على ربك بصالح الأعمال. قال تعالى فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور 63]. وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور 31]. وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة 281].
اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم. اللهم وفقنا للعمل بما يرضيك وجنبنا معاصيك. آمين يا رب العالمين، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا مالك الملك يا قادرا على كل شيء، يا مجيب دعوة المضطر إذا دعاك.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
متوازن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس