النفط مستمر في الهبوط والأنظار تتجه إلى لقاء الجزائر
كبار منتجي النفط يتداعون لوقف نزيف الأسعار بخفض الإمدادات
دبي-جمعة عكاش
انزلقت أسعار النفط ، الأسبوع الماضي إلى أدنى مستويات لها في عام دون الـ45 دولارًا للبرميل، في إشارةٍ إلى أن محاولات أوبك تخفيض الإنتاج نحو 1.5 مليون برميل منذ شهر لم تنجح في كبح التراجع السعري الناجم عن تراجع الطلب على الخام عالميًا.
وتتجه الأنظار إلى لقاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في الجزائر هذا الأسبوع لإعادة التوازن إلى الأسعار؛ حيث من المفترض أن تعلن المنظمة عن خفض جديد بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا.
المطلوب خفض الإنتاج 2.5 مليون برميل
لكن خبيرًا اقتصاديًا خليجيًا قال "إن على "أوبك" أن تعلن عن خفض يومي بمقدار 2.5 مليون برميل إذا أرادت منع تدهور الأسعار، وأن تبقي لقاءها مفتوحًا لإعلان تخفيضات أخرى إذا لم يؤثر القرار الأول على رفع الأسعار إلى حدود 75 دولارًا للبرميل".
وقال الخبير النفطي الدكتور حجاج بو خضور في حديثٍ خاص لـ"الأسواق.نت": إن على أوبك أن تفرض على أعضائها الالتزام بكل ما سيصدر عنها من قرارات وعدم خرقه بناءً على مصالحها الفردية، وأن تنسق مع الدول المنتجة خارج المنظمة كروسيا والنرويج لتحديد سعر عادل لبرميل لنفط.
وأضاف الخبير: "إن السوق العالمية تشهد تراجعًا في معدلات الطلب على النفط، وهذا ما يساعد في تراجع الأسعار، لذلك على أوبك أن تمتص بقرارها المقبل الفائض المتنامي وتدني مستوى الطلب".
إحصاءات أمريكية
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الشهري لتوقعات الطاقة: إنها تتوقع أن يتراجع الطلب العالمي على النفط بمقدار 50 ألف برميل يوميًا في 2008، وأن يهبط 450 ألف برميل يوميًا في 2009 لتكون المرة الأولى التي ينخفض فيها الطلب العالمي على النفط على أساس سنوي.
ويتوقع محللون أن تخفض "أوبك" إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميًا على الأقل في اجتماع الجزائر، بعد أن وافقت على تخفيضات في الإمدادات بلغت مليوني برميل يوميًا منذ سبتمبر.
انتقاد لسياسات أوبك
ووجه خضور إلى أوبك انتقاداتٍ لاذعةً، وقال إنها لا تمتلك الكفاءة والفاعلية اللازمتين لضبط الأسعار، كما أنها أصبحت منصة سياسية لا اقتصادية تصدر عنها تقارير وتصريحات متضاربة ولا يمكن التعويل عليها".
وحذر من أن استمرار أوبك في سياساتها التي تحاكي الماضي حسب تعبيره ستجعل الأسعار تنحدر إلى 25 دولارًا.
وقال بنك الاستثمار الأمريكي "ميريل لينش" السبت الماضي إنه من المرجح أن تواصل أسعار النفط الانخفاض خلال فترة غير قصيرة العام القادم، وإنها قد تصل إلى 25 دولارًا للبرميل قبل أن تنتعش، وقال البنك في مذكرةٍ بحثيةٍ يوم الخميس إن أسعار النفط من المتوقع أن تبدأ الانتعاش في النصف الثاني للعام 2009.
تقديرات أم تكهنات
من جهته قال الخبير النفطي وليد خدوري لـ"الأسواق.نت" إن تقديرات ميريل لينش هي تكهنات، وإن انحدار الأسعار إلى هذا المستوى أمر غير ممكن".
وأضاف خدوري أن "الدول الأعضاء في منظمة أوبك سوف يسعون في المرحلة المقبلة لتثبيت الأسعار حول 40 دولارا للبرميل".
وزاد من أجواء التشاؤم انزلاق اليابان بشكلٍ أكبر في الركود في الربع الثالث من العام وإظهار بيانات اقتصادية أوروبية جديدة أن الركود هناك يزداد عمقًا، وإعلان كندا أنها انزلقت في الركود.
وتسببت الأزمة الاقتصادية العالمية في هبوط أسعار النفط من مستويات قياسية مرتفعة فوق 147 دولارًا للبرميل كانت قفزت إليها في يوليو، مما أثار قلقًا بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك".