كتب الأستاذ راشد الفوزان في الرياض الاقتصادي ليوم الثلاثاء الموافق ١٥/٦/٢٠١٠ العدد ١٥٣٣١ مقالاً بعنوان: بترومين والاستثمار العكسي السلبي.. ملخصاً أن شركة أرامكو قد باعت شركة بترومين بمبلغ مائتي مليون دولار لشريكين أحدهما أجنبي مجموعة هندوجا (الهندية) والآخر سعودي هو مجموعة الدباغ وذلك في عام ٢٠٠٧.. إلى هذا الحد والأمر قد يبدو مقبولاً وعملية البيع لشركة سعودية هندية قد يساعد على إدخال الشريك الأجنبي بهذا الاستثمار دخول عناصر جديدة في الاستثمار في هذا المجال سواء في التقنية أو فتح مجال واسع لتدريب اليد العاملة السعوددية أو حتى الخبرات الإدارية والمالية لأبناء هذا الوطن.. ومع أن عملية البيع بهذه الصورة فيها محاباة كبيرة للجانب السعودي (مجموعة الدباغ) لكن أن تطال المحاباة الجانب الأجنبي (الهندي) فهذا أمر مستغرب والبديل لذلك كان يمكن أن تُطرح شركة البترومين للاكتتاب العام ليستفيد منها أبناء الوطن كله لا فئة قليلة (مجموعة الدباغ) وشريكا أجنبيا (هندي).. لكن الأمر ليس عند هذا الحد فقط.. فالشركة مجموعة هندوجا تتجه لطرح ما نسبته ٣٠٪ من رأس مال بترومين في السوق السعودية بعائد يبلغ من ٨٠٠ - ١٠٠ مليون دولار أو ما يقارب ٣٧٥٠ مليون ريال مع احتفاظ الشركة (هندوجا) بنسبة ٧٠٪ من رأس مال الشركة أي ما يعادل سبعة مليارات ريال.. وباستثمار مائتي مليون دولار تحقق أرباحاً خيالية أكثر من ثلاثة أضعاف فقط عدا الحصة المتبقية للشركاء (٧٠٪) السعودي الهندي أما الثلاثون (٣٠٪) التي ستطرح لأبناء هذا الوطن سواء بعلاوة إصدار أو بدون علاوة إصدار فهي حصة أبناء الوطن مجتمعين أغنياء وفقراء وسيقدمون مدخراتهم (الفقراء) لهذه الشركة العجيبة.. وليت هذه المدخرات تذهب للسعوديين فقط (مجموعة الدباغ) بل ستذهب لشريك أجنبي لم يقدم أي شيء للبلاد ولا حتى للشركة.. إن تساؤلات الأستاذ الفوزان عن مبررات بيع شركة بترومين وهي شركة رابحة وناجحة ثم طرح ٣٠٪ للاكتتاب للحصول على ٣ مليارات ريال من المكتتبين السعوديين وملء جيوب قلة من المستثمرين السعوديين وشريك أجنبي تساؤلات في مكانها.. أما كان الأجدى والأنفع لهذا الوطن وأبنائه أن تطرح شركة أرامكو شركة بترومين للاكتتاب العام مباشرة وتستفيد الشركة نفسها دون شريك أجنبي؟! هل هذه الفرصة الاستثمارية الناجحة تفوت على عملاق البترول (أرامكو) العالمية أم هي منافع ومحسوبيات و... و...!!
إن ما كتبه الأستاذ راشد الفوزان وما تضمنه من معلومات يعد طرحاً صادقاً لما يتم في البلاد من تفريط واضح لكل ذي بصيرة إن من حق هذا الوطن علينا أن نضع الحقائق أمام المسئولين المعنيين بهذا المجال وأن ندعوهم لدراسة هذه الحقائق وإحقاق الحق لأهل الحق.. دون مراعاة للخواطر أو المحسوبيات بصرف النظر عن موقعها.. أن تُطرح شركة بترومين للاكتتاب العام كما طرحت بترورابغ أو غيرها من الشركات أمر لا غبار عليه بل مطلوب ومفيد للوطن وأهله لكن أن يطرح ٣٠٪ من شركة بترومين المملوكة لمجموعة الدباغ ومجموعة هندوجا الهندية لتحقق أرباحا تفوق ثلاثة أضعاف رأس مالها أمر غير مقبول ولا يخدم الوطن بل يقدم خدمة وفرصة رائعة لمستثمر أجنبي ليستولي على ثروة كبيرة دون أن يقدم أي شيء لهذا الوطن.. ان هدف فتح المجال للاستثمار الأجنبي هو أن يقدم الثروة (المالية والإدارية والتقنية) لهذا الوطن لا أن يقدم له الوطن كل هذا بهذه الأرباح الطائلة دون أي عناء.
جميع الاكتتابات التي طرحت بعلاوة إصدار فيها مبالغات تفوق كل تصور ومع هذا مرت بدون أي مساءلة أو محاسبة!! فهل ستطرح شركة بترومين بعلاوة إصدار أيضاً مع كل هذا التفريط في المصالح الوطنية لصالح الأجنبي؟! إن هذا الموضوع يستدعي من جميع ذوي الاختصاص من اقتصاديين وماليين وقانونيين المشاركة في ابداء الرأي والمشورة بهذا الموضوع الهام دون أي مجاملات أو مراعاة لأحد لأن هذا يمس مصالح الوطن.. فهل شركة أرامكو ذات الخبرة العالمية بكل كوادرها الوطنية تجعل من بيع شركة بترومين لمجموعة سعودية (مجموعة الدباغ) وشريك هندي (هندوجا) مصدر ثراء واثراء بدون وجه حق!! كان الأولى من هذه الشركة (أرامكو) أن تؤسس شركة مساهمة وتطرح للاكتتاب يستفيد منها الوطن والمواطن. إن أرامكو السعودية ترتكب خطأً فادحاً بل تفرط تفريطاً كبيراً في المصالح الوطنية إذا ما استمرت في هذا الاتجاه!!! أين مسؤولؤ إدارة الاقتصاد وتنمية الموارد الاقتصادية في هذا البلد من تفريط كهذا؟!.. والله من وراء القصد.
|