عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-2011, 03:00 PM   #8
شرواك
فريق المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 20,000

 
توضيح

ورد إتصال على فضيلة الشيخ/ صالح المغامسي ببرنامج الدر المنثور عن الخسوف يقول السائل:

يا شيخ صالح الله يحفظك الآن مع حدوث تطور العلم في الفلك، وأصبحوا يعلمون متى يكون الخسوف أو الكسوف، فكيف نربط بين كونها آية من آيات الله عزَّ وجل وكيف يبقى الإنسان مستشعراً عظمة مثل هذه الآيات ؟

أجاب فضيلته بقوله: نعم، الناس يا أخي الكريم يختلفون في هذا اختلافاً جذرياً، نحن اليوم مساء جمعة، معلوم أن بعد الجمعة السبت، وبعد السبت الأحد، وأننا في شهر محرم وبعده شهر صفر، وأنه مضى ثلاثون عاماً وأربع مئة وألفا على الهجرة، ونحن في العام الواحد والثلاثين، فهذا أمر استقراحي سابق، لكن لا علاقة له بالأمر التعبدي .

أما خسوف القمر فالإنسان يراه، قد قلت قبل قليل هو يعلم أنه مخلوق غير مكلف، فلم يكن منه خطيئة ولا ذنب، ومع ذلك خسف، فكيف بالمكلف المفرط المقصر، بل كيف بالمكلف الجاحد لآيات الله، الله يقول: {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً }[ سورة الإسراء/59 ] يجعلها الله جلَّ وعلا تخويفاً لعباده، ليلة البارحة خسف القمر، فلو أن الإنسان وهو ينظر إلى القمر وقد أصابه الخسف أول ما يستشعر أن العمر له حدٌ ينتهي إليه، لكن القضية ما بعد الموت، قبر يضم جسدك، وبابٌ يفتح لك، وعمل يُتمثلُ لك، ثم تمكث ترى هذا العمل، إن كان خيراً علمت أن ما بعده خيراًً منه، فأصبحت تنادي ربي أقم الساعة، ربي أقم الساعة، وإن كان الذي يتمثلُ قبيحاً علم ذلك العبد أن ما بعده أشر منه، وأخذ ينادي ربي لا تقم الساعة، ربي لا تقم الساعة ، هذا أول ما يدل عليه خسوف القمر .

يدل كذلك على عظمة الله، فلا القمر الذي يضرب به المثل في الجمال، وأنت تلحظ أن القمر يخسف غالباً ليلة البدر، أي ليلة اكتماله فيخسف، وأنت تعلم أن لك نبي ( صلى الله عليه وسلم )، وهذا النبي أين هو؟ مسجى جسده في الأرض، وقبله أُمَّة من الأنبياء أين هم؟ في الأرض كفاتاً، فتعلم حينها عظمة ربك جلَّ جلاله، وأن الله جلَّ وعلا وحده وجه الذي لا يحول ولا يزول .

تعلم كذلك بعد الثالثة قدرة الله جلَّ وعلا، وأن الخلق كلهم لا يمكن أن يخرجوا له عن مشيئته، هؤلاء الذين يعلمون بما علمهم الله جلَّ وعلا أن الخسوف سيكون في الساعة والدقيقة والثانية هل يقدرُ أحدٌ منهم أن يمنع الخسوف؟ محال ، {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [ سورة يس/40] وقبلها قال { ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } [سورة يس/38 ] هذه بعض ما يمكن أن يفقه الإنسان من مثل هذه الآيات .
شرواك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس