[السعدون]

أرامكو خصصت كميات منه لأكثر من 12 مشروعاً صناعياً
الغاز محفز رئيسي للاقتصاد ودافع لعجلة التصنيع

المصدر : حزام العتيبي (الرياض)

يجري حالياً تقييم عطاءات شركات عالمية تقدمت بعروضها للاستثمار في ثلاثة مشاريع للغاز في المملكة تمهيداً للاعلان عن نتائج هذا التقييم اعتباراً من يوم 26 يناير القادم ولمدة ثلاثة ايام.
وكان وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي قد وقع مع رؤساء شركات رويال داتش شل وتوتال وارامكو السعودية يوم 20 رمضان الماضي اتفاقية بدء اعمال التنقيب.
يكتسب الغاز أهمية متزايدة حول العالم, بوصفه محفزاً رئيساً للاقتصاد ودافعاً لعجلة التصنيع, فالغاز مصدر ممتاز للطاقة اللازمة لتشغيل معامل توليد الكهرباء وتحلية المياه, كما انه يستعمل كمادة خام في الصناعات البتروكيماوية, وكثير مما نراه حولنا ونستخدمه في حياتنا اليومية في البيت او العمل يستند في صناعته على الغاز. ونتيجة لأهمية الغاز, اصبح الطلب عليه يشهد اتجاهات نمو مرتفعة في العديد من الدول, غير ان المملكة تعتبر من اكثر البلدان استهلاكاً للغاز بالنسبة لعدد السكان, وهي في ذلك تتفوق على دول صناعية متقدمة مثل اليابان والمانيا. وقد طورت المملكة صناعة الغاز لديها على مدى العقدين الماضيين حتى اصبحت تعد من بين الاكبر على مستوى العالم.
وتنتج الصناعات والمنافع المعتمدة على الغاز في المملكة 19 مليون طن سنوياً من المواد البتروكيماوية, و10 ملايين طن سنوياً من الصلب والاسمنت, 13,500 ميغاواط من الكهرباء, و400 مليون جالون يومياً من المياه المحلاة, كما توفر صناعة الغاز 35 ألف وظيفة مباشرة من اصل 150 الف وظيفة في الاعمال المساندة, وحوالى 25 بليون دولار من السيولة النقدية سنوياً, وتسهم بما يقارب 15% من الناتج المحلي الوطني. وتنتج المملكة, اليوم, نحو 50 منتجاً بتروكيميائياً يتم تسويقها في أكثر من 100 دولة. وتستخدم بعض هذه المواد البتروكيميائية في صناعة القطع الكهربائية مثل: العوازل, والموالفات, والمقابس, والقوابس, واغلفة الكابلات. كما تستخدم في تصنيع القطع الصناعية مثل: القطع اللازمة في صناعة وتركيب نوافذ السيارات وابوابها, وقطع نقل الحركة الهيدروليكية, وقطع الفرامل, والقطع البلاستيكية, والمطاطية, والطلاء والتغليف, والمذيبات, والصابون والمنظفات, وبعض انواع الانابيب. وتمتد قائمة الصناعات البتروكيميائية الى صناعة الاثاث المنزلي, السجاد بأنواعه, وبياضات الأسرة, وأكياس المخدات, ومراتب النوم وصولاً الى الأشرطة الممغنطة, واشرطة آلات الطباعة, وافلام التصوير, واغلفة الكتب, فضلاً عن الملابس.. وغيرها من المواد الاستهلاكية والصناعية.
وفي الآونة الأخيرة خصصت ارامكو السعودية كميات من الغاز لأكثر من 12 مشروعاً بتروكيميائياً ومجمعاً صناعياً ضخماً هي من بين مشروعات سيتم تنفيذها بين اعوام 2004 و2008, وتقدر مجموع استثماراتها بـ75 بليون ريال, وستوفر نحو 12 ألف وظيفة مباشرة وعدداً أكبر من الوظائف غير المباشرة, ويمكن القول اجمالاً ان وجود الغاز الطبيعي بكميات كبيرة مع التزايد المطرد للطلب المحلي واكتمال بنية شبكات الغاز الرئيسة الممتدة عبر البلاد وتشجيع الاستثمار في قطاع الغاز لتحقيق كامل سلسلة القيمة سيسهم في احداث نقلة جديدة في مسيرة اقتصادنا المحلي.
ورغم ان اسم المملكة يرتبط في اذهان الناس بأعمال انتاج الزيت وتكريره وتسويقه بشكل رئيس, وذلك لأن المملكة تحتل موقعاً متقدماً ورائداً في مجال انتاج الزيت الخام واحتياطياته, الا ان هناك سمة اخرى قد اكتسبتها هذه الصناعة من خلال توافر مادة كربونية اخرى فى ثرى الوطن الغالي, الا وهي الغاز الذي يشكل مورداً ثميناً وحيوياً من الوقود واللقيم للصناعات البتروكيميائية الضخمة المنتشرة في المملكة والتي جعلت منها اكبر منتج لهذه المواد في الشرق الاوسط.
ان الاكتشافات الجديدة في مجال الغاز قد وضعت المملكة في المركز الرابع في العالم من حيث اجمالي احتياطيات الغاز الثابتة, وهناك احتمالات قوية للعثور على المزيد من هذه الاحتياطيات. ويبلغ انتاج المملكة من الغاز الطبيعي للفرد الواحد الأعلى في العالم. حيث تعد المملكة اكبر دولة مصدرة للبروبان والبوتان او سوائل البترول.
معامل الغاز تقوم معامل الغاز العملاقة والتابعة لشبكة الغاز الرئيسة في ارامكو السعودية بمعالجة ومناولة اجمالي انتاج الشركة البالغ 6,1 بلايين قدم مكعبة قياسية من الغاز كل يوم. واذا اخذنا في الاعتبار المشروعات التي يجري تنفيذها حالياً بتكلفة تصل الى عدة بلايين من الدولارات بهدف توسعة الشبكة, فإن طاقة ارامكو السعودية لمعالجة الغاز سترتفع, بشكل كبير, الى 9,3 بلايين قدم مكعبة قياسية في اليوم.
تشتمل شبكة الغاز الرئيسة على شبكة انابيب منتشرة تحت الارض ومصممة بشكل معقد لتوزيع غاز البيع.
وتقوم الشبكة بتوريد غاز الوقود الى جميع معامل ارامكو السعودية بالاضافة الى أكثر من 54 عميلاً, بما في ذلك محطات الطاقة وتحلية المياه والصناعات البتروكيميائية.
وتستطيع طاقة شبكة الغاز الرئيسة معالجة ومناولة 1,3 مليون برميل من سوائل الغاز الطبيعي المرافقة لانتاج الغاز في اليوم. اما شبكة توزيع سوائل الغاز الطبيعي فهي عبارة عن شبكة من خطوط الانابيب الممتدة تحت الارض وعبر مناطق المملكة المختلفة, وتقوم بتوريد اللقيم من سوائل الغاز الطبيعي مثل الايثان والبروبان والبوتان والبنزين الطبيعي الى الصناعات البتروكيميائية الضخمة في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين. كما تقوم المملكة بتصدير الكميات الفائضة عن الطلب المحلي من البروبان والبوتان والغاز الطبيعي الى الدول الأخرى.
قبل عام 1975م, كانت كميات الغاز المرافق لانتاج الزيت الخام يتخلص منها عن طريق الحرق لأن عملية استخلاصها كانت غير اقتصادية. أما في هذا العام, فقد شرعت المملكة في تصميم وانشاء شبكة رئيسة ضخمة للغاز اشتملت على خمسة معامل غاز هائلة وشبكة توزيع معقدة تحت الأرض. وقد روعي في تصميم الشبكة توافر المرونة التامة التي تتيح تجميع ومعالجة جميع أعمال انتاج الغاز المرافق للزيت الخام.
وفي عام 1995م, شرعت المملكة من خلال ارامكو السعودية في تنفيذ مشروعات رئيسة لازالة الاختناقات في جميع معامل الغاز العائدة لها بغرض التعامل بايجابية مع طلب المملكة المتزايد والمتواصل على غازات البيع ومنتجات سوائل الغاز الطبيعي. وقد تمت, كذلك, توسعة شبكة الغاز الرئيسة من اجل توريد غاز البيع الى المنطقة الوسطى, بما فيها العاصمة, الرياض, في العام 2000م. وبدأ تشغيل معمل الغاز, في ينبع على الساحل الغربي شمال جدة, بالاضافة الى معملين جديدين للغاز في الحوية وحرض.
وفي بقيق هناك معمل لسوائل الغاز الطبيعي يقوم باستخلاص الغاز من اعمدة تركيز الزيت الخام. وبعد ضغط الغاز وتبريده, يدخل الغاز الى اعمدة ازالة الايثان لانتاج الغاز المر, والبروبان السائل, وسوائل الغاز الطبيعي. أما في رأس تنورة فهناك معملان لسوائل الغاز الطبيعي هما: المعمل رقم 10 والمعمل رقم 490, اللذان يمثلان جزءاً من شبكة الغاز الرئيسة. وفي يناير 2001م, بلغ اجمالي طاقة المملكة لتصنيع الغاز المرافق وغير المرافق 6,1 بلايين قدم مكعب من غاز اللقيم في اليوم. وهذه الكمية من غاز اللقيم تنتج 4,2 بلايين قدم مكعبة قياسية من غاز البيع في اليوم كحد اقصى يتم حقنها في شبكة غاز البيع. واستمر طلب المملكة على غاز البيع يتصاعد بسرعة كبيرة على مدى السنوات القليلة الماضية وخاصة بسبب التوسع السريع في محطات توليد الطاقة والصناعات البتروكيميائية الآخذة بالتضخم في الجبيل. وفي الوقت الحاضر, يكفي انتاج المملكة من غاز البيع لتلبية الطلب المحلي. ولكن سيكون الوضع افضل في المستقبل من خلال انشاء معملي الغاز في الحوية وحرض.