[السعدون]

اجتماع حاسم لوزراء نفط ''الأوبك'' الخميس .. ومسؤول لـ''عكاظ'':
استبعاد أي تعديل في استراتيجية المنظمة لانتاج النفط

المصدر : حسين عون (فيينا)

استبعد مسؤول في الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للبترول ''أوبك'' وجود أي احتمال لإعادة النظر في الاستراتيجية الإنتاجية المعتمدة حالياً لدى المنظمة, ولا سيما بعد مرور 27 يوماً على سريان مفعول قرار تخفيض الإنتاج الذي وافق عليه وزراء النفط خلال اجتماعهم الذي عقدوه في 12 سبتمبر الماضي.
واستبعد المسؤول أي تدخل مباشر لتعديل الإنتاج قبل موعد انعقاد الاجتماع غير العادي المقرر يوم الخميس المقبل.
وفي هذا السياق, أعرب المسؤول في تصريح خاص أدلى به لمراسل ''عكاظ'' في فيينا عن اعتقاده بأنه لا يوجد أي مبرر لتغيير آلية الأوبك أو زيادة الإنتاج في ظل الظروف الراهنة, ولا سيما إذا أخذنا في الاعتبار بأن الارتفاع الحاصل بأسعار النفط في الأسواق العالمية هو ارتفاع مؤقت, ويندرج في إطار التقلبات وعدة أسباب أبرزها العوامل السياسية والاقتصادية والنفسية والمضاربات و تطورات الطقس, مشيراً إلى وجود كميات كافية من النفط الخام في الأسواق, في ظل معلومات تؤكد بأن كميات النفط المعروض ما زالت أكثر من المستوى المطلوب, حيث عمدت الدول المنتجة للنفط من خارج الأوبك إلى الإنتاج بأقصى طاقاتها الإنتاجية.
ورداً على سؤال حول ابرز المواضيع المدرجة في جدول أعمال المؤتمر غير العادي لوزراء النفط في الأوبك يوم الخميس المقبل أوضح المصدر المسؤول أنه من الطبيعي أن يناقش أصحاب المعالي الوزراء مجمل التطورات الراهنة في الأسواق والأسعار وحالة العرض والطلب واستعراض التطورات المرتقبة خلال النصف الأول من العام المقبل وكافة السبل الكفيلة بضمان الإمدادات النفطية الكافية للاستهلاك المحلي, وسبل تعزيز التعاون والتنسيق بين منظمة الأوبك والدول المنتجة للنفط من خارجها خلال المرحلة المقبلة, بالإضافة إلى انتخاب أمين عام جديد للمنظمة خلفاً للدكتور ألفارو سيلفا كالديرون الذي ستنتهي ولايته في 31 ديسمبر المقبل. ورداً على سؤال حول أخر التطورات بشأن انتخاب أمين عام جديد للمنظمة أوضح المصدر بأنه لم يطرأ أي جديد على قائمة المرشحين الثلاثة للمنصب وهم: ا لدكتور ألفارو سيلفا كالديرون (فنزويلا) الذي يسعى لتمديد ولايته لفترة جديدة; والدكتور عدنان شهاب الدين مدير التخطيط في الأوبك ومرشح الكويت, والدكتور نجاني حسينيان مرشح إيران, وهو دبلوماسي وسبق له أن عمل ضمن البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
وأعرب المسؤول عن اعتقاده بأنه في حال استمرار تمسك الدول الثلاث بمرشحيها, فإن عملية انتخاب أمين عام جديد تصبح أمراً مستحيلاً في ظل غياب اتفاق شامل على أحد المرشحين الثلاثة. وفي مثل هذه الحالة, لا تستبعد مصادر الأوبك أن يتم الاتفاق على حل وسط للخروج من هذا المأزق, ولا سيما بعدما فقدت فنزويلا الأمل باحتمال تمديد فترة ولاية مرشحها الدكتور كالديرون, وذلك في ظل بروز عدد من المعطيات أهمها قناعة غالبية وزراء النفط على اختيار أمين عام جديد لعدة اعتبارات. وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن الحل الوسط ينطلق من احتمالين: طرح مرشح رابع هو الدكتور شكيب خليل وزير الطاقة والمعادن الجزائري, و هو شخصية مرموقة, ومعروف بخبرته وكفاءته ودبلوماسيته, كما أنه يحظى برصيد من الدعم, وسبق له أن قاد منظمة الأوبك طوال العام 2001, وتعامل مع الكثير من التحديات بحكمة; أو تكليف وزير النفط الإندونيسي الدكتور بورنومو يوسجيانتورو رئيس الأوبك لعام 2004, بمهام منصب الأمين العام ريثما يتم الاتفاق على مرشح يحظى بتوافق الآراء. ولكن المصادر المقربة من منظمة الاوبك أشارت إلى أنه في حال رجحان كفة الحل الثاني, فأنه لا بد من تكليف شخص من داخل الأوبك للقيام بمهام الأمين العام الأصيل وهو رئيس الأوبك خلال فترة غيابه. وفي مثل هذه الحالة فإن الدكتور عدنان شهاب الدين مدير شؤون التخطيط سيكون صاحب الحظ الأوفر للقيام بمهام منصب الأمين العام بالإضافة إلى مهام منصبه. من ناحية اخرى قال عبيد بن سيف الناصري وزير البترول والثروة المعدنية الاماراتي أمس انه لا يرى حاجة لقيام اوبك بتغيير سقف انتاجها الان لكنه توقع ان تجتمع اوبك مرة اخرى في يناير كانون الثاني او فبراير شباط لمراجعة سياسات الانتاج.
ويجتمع وزراء نفط اوبك في الرابع من ديسمبر كانون الاول لبحث سياسات الانتاج في اوائل العام القادم. واكد الناصري للصحفيين ان الموقف تحت السيطرة وانه لا مبرر لتغيير سقف الانتاج في الوقت الحالي. وقال انه يتوقع ان تعقد اوبك اجتماعا غير عادي في يناير او فبراير 2004 لبحث اخر التطورات في الاسواق واتخاذ قرار بشان مستويات انتاج اوبك اذا استدعت الظروف.
وقد تقرر اوبك في تلك المرحلة خفض المعروض لتفادي هبوط محتمل في الاسعار في الربع الثاني الذي يشهد عادة تراجعا حادا في استهلاك النفط.