عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-2013, 03:16 AM   #1013
شرواك
فريق المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 20,000

 
افتراضي

لأن الأنباء السارة تعني سحب طبق الحلوى

الأسهم تسعد بالأنباء غير السارة هذه الأيام

تعيش الأسواق في حالة من القلق والتشوش وهي تنتظر ما يقوله بن برنانكي، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي تبدو صورته ضخمة في الجانب الأيمن، بشأن سياسة التسهيل الكمي التي يطبقها البنك المركزي الأمريكي منذ بداية الأزمة المالية.

الأسواق المالية، مثل الشخص مشوش العقل، ترى العالم بالمقلوب: الأنباء الاقتصادية السيئة تصبح أنباء سارة إذا كانت تعني مزيدا من إجراءات البنوك المركزية لمساندة النمو، والنبأ السار الذي يعني أن البنوك المركزية يمكن أن تسحب طبق الحلوى هو نبأ سيئ.
اندفعت أسعار الأسهم إلى الأعلى بعد أن أكد بن برنانكي، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الأسبوع الماضي أنه لا يزال بعيداً عن تشديد السياسة النقدية. وأدت تعليقاته "المتساهلة" إلى ارتفاع مؤشر ستاندار آند بورز 500 إلى ما فوق مستوياته العليا السابقة. وبحلول وقت الغداء يوم الجمعة كان مؤشر الأسهم الأمريكية أعلى بنسبة 2 في المائة عن الأسبوع السابق.
لكن كون "النبأ السار نبأ سيئ" ربما يكون في سبيله إلى التغير. فعلى الرغم من أن ارتفاعات أسعار الفائدة لا تزال بعيدة، يعتزم الاحتياطي الفيدرالي تقليص، أو حتى إنهاء، برنامجه الخاص بشراء الأصول بنهاية العام الحالي، على افتراض أن الاقتصاد الأمريكي قوي بما فيه الكفاية. وإذا وافق المستثمرون على أن الاقتصاد الأمريكي ماضٍ على مسار من النمو المستدام – ولم يرتكب الاحتياطي الفيدرالي غلطة فظيعة في السياسة النقدية – من الممكن أن يصبح النبأ السار ساراً من جديد.
ويقول جيم ريد، وهو محلل استراتيجي أول في دويتشه بانك: "على المدى الطويل، الأنباء الاقتصادية الجيدة تعد أنباء جيدة للأسواق، لا شك مطلقاً في ذلك. لكننا في منطقة وسط لدينا فيها مخاطر لا يستهان بها من أخطاء السياسة – ومن المعقول القول كذلك إن أي شيء يُبقي السيولة مستمرة من البنك المركزي سيكون نبأً ساراً أيضاً".
وبالنسبة للوقت الحاضر، وجهة نظر الأسواق حول العالم لا تزال تبدو مهزوزة بصورة واضحة. وإحدى الطرق لمشاهدة ظاهرة "النبأ الجيد نبأ سيئ" هي في أن ننظر إلى رد فعل أسعار الأسهم على المفاجآت الاقتصادية الإيجابية أو السلبية. في الماضي كان مؤشر فاينانشيال تايمز لعموم الأسهم العالمية يتحرك بالتناغم مع مؤشر سيتي جروب للمفاجآت الاقتصادية في مجموعة العشرة، الذي يقارن البيانات الاقتصادية بالتوقعات في أكبر الاقتصادات العالمية.
وهذا الوضع تغير في الشهرين الماضيين. ففي الوقت الذي تحرك فيه مؤشر سيتي للمفاجآت من السالب إلى الموجب بين أيار (مايو) وحزيران (يونيو)، تراجع مؤشر فاينانشيال تايمز لعموم الأسهم العالمية. وفي الفترة الأخيرة، انعكس هذا النمط – وتزامنت الأنباء الاقتصادية السلبية مع ارتفاع أسعار الأسهم.
وكون "النبأ الجيد نبأ سيئ" ربما لا يكون التفسير الوحيد. فحتى فترة قريبة كانت إجراءات البنوك المركزية الضاغطة على أسعار الفائدة عالمياً تدفع المستثمرين إلى أصول خطرة باستمرار، كما يشير هانز لورنزِن، المحلل الاستراتيجي للائتمان في سيتي جروب، الذي يقول: "البحث المستميت عن العوائد كان يعني أن الأسواق اندفعت حتى بفعل البيانات الرديئة – والواقع أن البيانات خلال فترة معينة لم تكن لها أهمية كبيرة".
لكن من الصحيح كذلك أن حديث الانسحاب التدريجي من الاحتياطي الفيدرالي يثير نذر الخطر خارج الولايات المتحدة – وبالتالي الأنباء الاقتصادية الجيدة تعد أنباء سيئة بالنسبة لبقية العالم. ومن الممكن أن يؤدي ارتفاع عوائد السندات الأمريكية، الذي اشتعل بفعل الاحتياطي الفيدرالي، إلى إعادة ضبط الأسعار عالمياً. وبحسب إريك نيلسن، كبير الاقتصاديين في بنك يوني كريدت: "من شأن ذلك أن يكون مشكلة هائلة، أساساً، لأي شخص خارج الولايات المتحدة ما لم تتدخل البنوك المركزية المحلية".
وشهدت الأسواق الناشئة هبوطاً حاداً في أسعار الأسهم، وتضررت كذلك البلدان الطرفية في منطقة اليورو التي ضربتها الأزمة. وفي الأسبوع الماضي حاول البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا طمأنة الأسواق بأنهما سيتخذان الإجراءات اللازمة من أجل أن تظل أسعار الفائدة متدنية لفترة أطول. لكن البرتغال، الغارقة في أزمة سياسية، شهدت بالأمس قفزة مفاجئة في عوائد السندات (التي تتحرك باتجاه معاكس للأسعار). وتحذر جين فولي، وهي محللة استراتيجية في رابوبانك قائلة: "النبأ السيء حول منطقة اليورو كان مخفياً بسبب القدرة على الاستفادة من السيولة الرخيصة من البنك المركزي. وحين يتوقف ذلك، ربما تبدأ الصدوع في الظهور – وبالتالي ستكون لديك فرصة أكبر لبيع الأصول الخطرة بسرعة، بما في ذلك البرتغال".
والأمر مختلف بالنسبة للولايات المتحدة التي ربما تكون ظاهرة "النبأ السيئ نبأ جيد" بالنسبة لها أخذت بالتفكك. وحين عوم برنانكي لأول مرة فكرة "الانسحاب التدريجي" في أيار (مايو)، هبط مؤشر ستاندار آند بورز 500. وكان الهبوط حتى أكثر حدة بعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في 19 حزيران (يونيو)، الذي أكد الخطط الرامية إلى تقليص مشتريات الأصول في وقت متأخر من العام الحالي.
لكن تقرير الوظائف الأمريكية الجديدة في حزيران (يونيو)، الذي صدر قبل أسبوع، أشار إلى أن الأرقام قوية وهذا دفع بالأسهم إلى الارتفاع، رغم أنها زادت احتمال أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الانسحاب التدريجي من مشترياته من السندات في وقت مبكر ربما يكون أيلول (سبتمبر). ووفقا لجيم بولسِن، كبير الاستراتيجيين الاستثماريين في ويلز كابيتال مانجمنت: "بدأ حديث الانسحاب التدريجي قبل شهرين، ولا نزال نتحدث عن الانسحاب التدريجي وارتفاع أسعار الفائدة، ومع ذلك أسواق الأسهم أعلى كذلك. بعبارة أخرى، كانت الأنباء الجيدة أنباء جيدة". ويقول رامين ناكيسا، وهو محلل في يو بي إس، إن ارتفاع عوائد السندات "سيكون الأمر الذي يوقظ الناس ويفتح أعينهم على فكرة أن الأسهم هي المكان الذي ينبغي أن تكون موجوداً فيه في حالة الموجة المرتفعة".
ووفقاً لبيانات من ليبر، خلال الأسبوع المنتهي يوم الأربعاء الماضي، ضخ المستثمرون الأمريكيون 8.4 مليار دولار في الصناديق المسجلة في البورصة التي تركز على الأسهم، وهو أعلى مبلغ منذ الاندفاع في أوائل كانون الثاني (يناير) حين كان التفاؤل الاقتصادي كذلك منتعشاً. وتدفق مبلغ آخر هو 3.5 مليار دولار إلى الصناديق المشتركة للأسهم.
وبدلاً من أن يجعل الاحتياطي الفيدرالي العالمَ يبدو مشوشا إلى حد ما، يصبح بعض المستثمرين أكثر تفاؤلاً.
ويضيف بولسِن: "سنكشف عن حقيقة أسطورة الاحتياطي الفيدرالي العظيم، بمعنى أن كل هذه الحركات في السوق كانت عبارة عن ابتهاج ونشوة وأنه حين ينتهي الاحتياطي الفيدرالي من إجراءاته فإن كل هذا سينهار. سندخل 2014 بثقة جديدة عبر الاقتصاد وعبر المستثمرين بحيث أن هذا الأمر سيكون واقفاً بنفسه على قدميه".
شرواك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس